26 نوفمبر، 2024 12:36 م
Search
Close this search box.

كيف اصبح المهدي شوفينيا وما هو راي الدستور العراقي به؟

كيف اصبح المهدي شوفينيا وما هو راي الدستور العراقي به؟

يبدو ان بعض ساسة العراق ما زالوا مشبعين بروح العنصرية والشوفينية رغم انهم يدعون انهم حاربوا صدام لانه كان شوفينيا وعنصريا وطائفيا,واخر تصريحات ساسة العراق الشوفينية هو ما صرح به الشيخ جلال الدين الصغير احد اشهر قادة المجلس الاسلامي الاعلى واحد اكثر وجوه الساس العراقيين تاثيرا في الشارع العراقي سلبا وايجابا.
ففي خطبة غريبة المضمون والتوقيت وجه الشيخ الصغير دعوات تعدت روح الطائفية المقيتة لتحلق عاليا في اجواء جعلتنا نترحم على ايام الطائفية حين لم يكتف الشيخ الصغير بنبش الفتنة بين السنة والشيعة وانما راح يزيد عليها بان جعلها فتنة بين الشيعة والاكراد.وعلى خلاف بعض الساسة الذين يستشهدون بمواقف سياسية لاثارة الفتنة,فان الشيخ الصغير استشهد بخطب واحاديث دينية ليلهب حماس مستمعيه لقتل الاكراد واثارة النعرة العنصرية والقومية بين اطياف الشعب العراقي الواحد.
فقد ادعى الشيخ الصغير ان المهدي (امام الشيعة الغائب) سوف يقتص من الاكراد وسوف يقيم عليهم وبهم المجازر التي تفنيهم عن بكرة ابيهم لا لشيء سوى لانهم اكراد,ولا نعلم سبب ذلك العداء والحقد الدفين الذي يحمله امام الشيعة المهدي للاكراد وهل كان الاكراد من بني امية والعباس الذين اضطروه للاختباء خوفا من ان يقتلوه,ام كان الاكراد هم من قتل الحسين او سجن الكاظم او طرد الرضا من ارض العراق,فكل الذي نعلمه ان الاكراد هم خلق من خلق الله ينحدرون من اصول ارامية مثلما ينحدر منها الالمان والترك وغيرهم من بني البشر,فان كانت تلك جريمة في نظر الشيعة اذن فلنقرء على العراق السلام.
نحن لا نعلم ان مهدي الشيعة قد انتمى لاحد الاحزاب القومية او النازية لكي يحمل كل هذا الحقد ضد الجنس الارامي,وكنا نتمنى على مهدي الشيعة ان يطالب بالقصاص من اليهود الذين يحتلون بيت المقدس ويقتلون الفلسطينيين بغير وجه حق بدلا من او يوجه كل هذا الحقد الطبقي نحو الاكراد الذين عاشوا طوال قرون من الزمن لم يشهد التاريخ لهم باي جريمة انسانية او وزر عالمي.
لقد اتخمنا ساسة العراق الحاليين بحديثهم على ان العراق هو عبارة عن باقة (مزهرية) تضم ارق واجمل انواع الورود,لكننا اليوم وعلى لسان نفس اولئك الساسة نراهم يحاولون ان يقتلعوا بعض تلك الورود بايد ملئية بالقذارة وقلوب مشبعة بالحقد الدفين,والادهى والامر انهم لم يكتفوا بان يستخدموا الدين من اجل ممارسة تلك الرذائل,وانما هم يسعون لشرعنة ذلك القتل والتدمير والاستئصال المقيت من خلال سن القوانين ,فلن نستبعد ان يقر البرلمان العراقي قريبا قانونا يقضي باجتثاث الكورد بحجة ان دولة المهدي لكي تقام لا بد من التمهيد لها بقتل اعداءه,وحيث ان الكورد واهل السنة من اعداء المهدي –كما يزعم هؤلاء الدجالين- اذا فلا بد من ان يتم اجتثاث الكورد واهل السنة تمهيدا لخروج المهدي الذي اصبحنا ندعوا الله ان يحجزه في ذلك السرداب مليون سنة اخرى حتى لا يخرج فيعيث بالارض فسادا وتقتيلا واجتثاثا طائفيا وشوفينيا وعنصريا لم ير العالم منه حتى في عصر هتلر.
لقد سن الدستور العراقي على ان كل فعل او تصرف شوفيني هو مخالف للدستور,وان كل حزب او تكتل او شخص يمارس الشوفينية او يدعوا لها فانه يجب محاسبته ومعاقبته قانونيا,لكننا وامام خطبة الشيخ الصغير وما احتوته من دعوات للفتنة العنصرية والتي اكدها الشيخ الصغير حين صرح بان خطبته تلك ليست من عنده وانما هي من احدايث ائمة الشيعة من اهل البيت,وحين نعلم ان الدستور العراقي الذي استمات العراقيون الشرفاء من اجل التصويت له ظنا منهم بانه سيحفظ لهم حقوقهم وحرياتهم,فاننا بتنا لزاما ان نطالب بمعاقبة كل من يروج لاحاديث يشم من وراءها روح التعصب الطائفي والعنصري,بل وان نطالب بالطرد من العملية السياسية ومنعه من الظهور في وسائل الاعلام كل من يروج لتلك الفتن التي على غرار ما خطب به الشيخ الصغير,بل وان نزيد اكثر فنطالب بمراجعة كتب الشيعة وتنقيحها من كل تلك الروح الشوفينية التي تحملها تلك الكتب الصفراء وان نامر بحرقها ليس لانها تدعوا للفتنة بين طبقات الشعب العراقي الواحد,وانما لانها تشوه اولا واخرا سيرة وصورة اهل البيت عليهم من الله السلام الذين انا على يقين تام بانهم لم ولن يطلقوا مثل تلك التصريحات والاحاديث والتي تتنافى مع ابسط قيم الانسانية فضلا عن ان تتناغم مع قيم الاسلام السمحة.
لقد سمعنا وقراءنا كثيرا عن احدايث شيعية تتهم الكورد بانهم جنس من الجن او انهم شياطين او انهم من عالم اخر غير عالم البشر,وهو رويات ترقى لان تكون من قص الخيال العلمي تناطح بخرافياتها قصص جون فيرن مؤؤس الخيال العلمي,وكان بامكاننا ان نرضى بوجودتلك القصص او نغض الطرف عنها لو بقيت مكنونة في الكتب الصفراء يتداولونها سرا او يقصونها لطفالهم قبيل النوم كجزء من التراث الشعبي,لكن ان تتحول تلك القصص من عالم الكتب الى عالم القيقية,وان يبدا الناس بقتل بعضهم بعضا استجابة لخيال شخص مريض سطر خرافاته ثم ادعى انها من احاديث المهدي الذي ما زلنا لنم نقتنع بعد ان كان قد ولد فعلا ,فتلك مصيبة على البرلمان العراقي ان يشرع قانون لمحاربتها خوفا من ان نصبح بعد ايام وقد خرج علينا من امثال الشيخ الصغير من يطالب بقطع رؤوس كل من يبدا اسمه بحرف العين بحجة ان الامام المهدي كان يكره حرف العين.
[email protected]

أحدث المقالات