18 ديسمبر، 2024 11:47 م

أمن المنطقة يکمن في التغيير في إيران

أمن المنطقة يکمن في التغيير في إيران

لم تعد المعارضة الايرانية النشيطة و الفعالة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لوحدها من تطرح شعار إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي هو شعار مرکزي لها دأبت على طرحه و التشديد عليه منذ سنوات طويلة و سعت بطرق مختلف من أجل إقناع دول المنطقة من إنه الخيار الوحيد لحل و معالجة القضية الايرانية من مختلف نواحيها، بل إننا نشهد اليوم تصاعد الدعوات الاقليمية و الدولية بصورة ملفتة للنظر و التي تطالب بالتغيير في إيران بعد أن صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکل عبئا و ثقلا ليس على شعبه الذي يئن من سياساته غير الحميدة وانما على شعوب و دول المنطقة و العالم.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أثبتت الاحداث و التطورات منذ تأسيسه و لحد يومنا هدا، من إنه نظام طفيلي يعيش و يستمر على إثارة الازمات و المشاکل هنا و هناك وإن النتاج السلبي الکارثي لسياساته المشبوهة وصلت الى حد إنه بات يسيطر على أربعة عواصم عربية و جعل منها بمثابة قواعد للإنطلاق منها صوب الدول الاخرى في المنطقة و السعي لخرق جدار أمنها القومي ولاسيما من حيث الامن الاجتماعي، کما رأينا في العراق و سوريا و اليمن، وإن مقدار التهديد الذي صار يمثله هذا النظام قد تجاوز الخطوط الحمراء، مما دعى دول المنطقة الى العمل من أجل الوقوف بوجه هذا السرطان الطفيلي و التصدي له بعد أن طفح الکيل معه.
التجمع العام الکبير الاخير للمقاومة الايرانية و الذي طرحت فيه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي خارطة طريق عملية من أجل إسقاط النظام الايراني و تخليص الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم منه، والذي تجلى في دعوتها للأمم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية و دول المنطقة الى الاخذ بمطالب للمقاومة الايرانية من أجل التعجيل بإسقاط هذا النظام العدواني الشرير، وقد حددت رجوي المطالب في ثلاثة نقاط أساسية هي:
” اعترفوا بمقاومة الشعب الايراني من أجل اسقاط الاستبداد الديني. واطردوا النظام من الأمم المتحدة وسلموا كراسي ايران الى مقاومة الشعب الايراني.
أدرجوا قوات الحرس في قوائم المنظمات الارهابية واطردوها من عموم بلدان المنطقة.
قدموا خامنئي وقادة النظام الى العدالة لانتهاكهم حقوق الانسان وارتكابهم جرائم ضد الانسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسببب ما ارتكبوه من جرائم حرب في المنطقة.”، هذه المطالب الثلاثة لو دقننا فيها لوجدناها ترتبط مع بعضها جدليا وان کل منها يکمل الاخر، لکنها معا تقلب الطاولة على رأس النظام و تعجل بسقوطه خصوصا عندما يتيقن الشعب الايراني بأن العالم يقف معه وليس کما فعل في إنتفاضة 2009، حيث خذل المجتمع الدولي الشعب الايراني و سمح للنظام بإرتکاب الفظائع من أجل سحق هذه الانتفاضة و فرض النظام الذي إنکسرت هيبة مرشده الاعلى فيها.
دول المنطقة ولاسيما العراق و سوريا و اليمن و لبنان و التي عانت کثيرا من مخططات هذا النظام و من تلاعبه بالبناء الديموغرافي لشعوبها، صارت تعي بأنه ومن دون تغيير النظام في إيران فإنه لايمکن إطلاقا ضمان أمن و استقرار المنطقة، ومن هنا، فإن الاشهر القادمة قد تحمل الکثير من المفاجئات الصاعقة و التي يکون أحلاها مر بالنسبة لطهران.