الفساد افةٌ ومرض ابتلي به العراق في السنوات الاخيرة ، وفاق المعقول والعقول في طرقه ،وأصبح مرضاً خطيراً ومزمناً ،وراح
ينخر بجسد الدولة والمجتمع وكل شيء في البلد ، حتى بات شيء طبيعي ومعتاد من قبل الكثير
من المسؤولين الفاسدين ،ومن بيدهم السلطة وهم اصحاب الدولة العميقة، دولة الفساد والرشاوى والكومشنات والحصص على حساب مصلحة الوطن المنهك ،والمواطن الذي اصبح لا يستطيع ان يراجع دوائر الدولة ومؤسساتها ، دون ان يعطي لهذا وذاك من صغار الموظفين المحميين من كبار السياسيين ، وهو مغلوب على أمره ، فأن لم يدفع فأن حاجته ومعاملته لن تقضى أبداً فهو مضطر لان ينقاد ويكون ضمن داعمي الفساد ! نعم من يعطي الرشا فهو شريك أساسي في كل ما يحصل ، فهو شريك حين انتخب من دفع له واشترى صوته وهو شريك حين يقوم بالدفاع عن رموز الفساد وهو شريك حين اختار المفسد وترك الاصلح ، وبين هذا وذاك على الجميع محاربة هذه الظاهرة ، والتي لا فرق بينها وبين الإرهاب، بل ان الاٍرهاب وداعش استمكنوا من خلال الفساد المستشري في جسد الدولة و المؤسسة العسكرية و الأمنية، إبتداءً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان اس الفساد وأساسه ، حيث كانت المناصب الأمنية تباع وتشترى بملايين الدنانير ، وهذا ما صرح به قبل ايّام قائد القوات البرية السابق علي غيدان ، في لقاء مع احدى القنوات الفضائية ، حين قال ان عملية بيع المناصب والعمولات كانت تتم امام رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة السابق وبعلمه ! وهذا بحد ذاته يستدعينا الوقوف على حقيقة ما كان يجري ، ويستدعي من المدعي العام فتح تحقيق بحق من ذكر اسمه ، وهذا ليس التصريح الاول بحق مافيات الفساد والمفسدين ودولتهم العميقة ، مقابل هذا تبرز دعوات لمحاربة الفساد ودعوات للإصلاح !لكنها دعوات غير صادقة ، وكما صرحت هيئة النزاهة بأن اصحاب الصوت العالي في محاربة الفاسدين هم فاسدين ،
والفساد لن ينتهي اذا لم يقترن برفع الغطاء والدعم عن المفسدين والفاسدين ، وتصبح مجرد شعارات حزبية فارغة تردد اثناء الحملات الانتخابية والاحتفالات والمظاهرات ، إذن علينا ان نطبق ونسلم الى القضاء وهيئة النزاهة حتى من تثار عليه شبهة فساد إدارياً كان أم مالياً وحسنٌ مافعله عمار الحكيم حين قرر ان يسلم الى النزاهة محافظ البصرة وامام الملأ وفِي خطبة صلاة العيد لمجرد اثارة كلام ضده في وسائل الاعلام ! ووجود شبهات فساد ، هذا ما نريد ان يفعله السياسين ويحذوا حذوه حتى تكون محاربة الفساد ليست مجرد شعار بل تطبيق ايضاً.