17 نوفمبر، 2024 10:35 م
Search
Close this search box.

فطوركم علينا .. وعيديتكم على الحكومة

فطوركم علينا .. وعيديتكم على الحكومة

طيلة ليالي شهر رمضان رأينا ورأى المشاهدون برنامج فيه الكثير من الابعاد التي تلامس القلوب وتستدر الدموع في بحثها عن مواطن اقامة الفقراء المعوزين حيث اظهرتهم وهم في حالة من البؤس المزري في بلد المليارات الانفجارية التي يذهب بعضها للارصفة وبعضها للمنافع الاجتماعية وبعضها لمشاريع الفشل وبعضها غسيلا وبعضها  لا  اعلم   .. هذه الصور وان كانت ليست بخافية  الا إن البرنامج نكأ جراح القلب عندما رأينا الطفل والشيخ والعجوز يئنون تحت وطأة الفقر المدقع والضياع وعدم التمتع بمتر واحد من ارض الوطن المُصادر والمنهوب .
لقد تحركت العدسة الى ابعد النقاط وليت المسؤولين وهم يحسون بوخزة الضمير إن حصلت واستبعد ذلك ، اقول ليتهم يفكروا ولو للحظة بان يصلوا الى هذه المناطق المنكوبة كما وصلوها ايام الانتخابات يصلوها هذه المرة ليروها بهذا الحال الذي لا يمكن وصفه الا بانه اسوأ من السئ وان كانت كل مناطق العراق منكوبة ولكن هناك مستويات متعددة في معاناة الفرد العراقي ، لقد نجح هذا البرنامج والاستاذ سعد البزاز في إثارة هذه المسألة على الاقل والتي فيها ما فيها من الابعاد الانسانية المروعة في بلد النفط والخيرات والموارد ، وقد قدمت هذه البادرة على مستوى هذا العمل الفردي او المؤسساتي وليس اكثر قدمت نموذجا لامكانية معالجة المعاناة اليومية والوصول الى المحتاجين في العراق وما اكثرهم فكيف لو كان التوظيف يدار من قبل وزارة او مؤسسات الدولة العراقية بكل مقدراتها ، لقد تم توزيع الماء على المناطق التي تئن من العطش في رمضاء الصيف في بلاد النهرين وهذا من العجب العجاب ، كما تم توزيع رواتب ومبالغ محدودة تكفي لبعض الوقت وتم توزيع المواد الغذائية وكذلك تم توزيع بعض الاجهزة واللوازم البيتية للفقراء والمتعففين ، لقد كانت بادرة احرجت اصحاب السيارات المضللة الذين اصبحوا لايرون من في الخارج مثلما هو لا يراهم بالضبط !! ويبدو انهم برواتبهم الخيالية ومواردهم الكثيرة يظنون وهم في تخمتهم وخدمهم وحشمهم ان الفقراء غير موجودين او أنهم قد هاجروا الى الواق واق ..
وقد نجحت هذه البادرة برأيي الشخصي في ازالة حالة اليأس المزمن والمرتكز في اذهانهم والذي يعيشه هؤلاء والكثيرين امثالهم وقد اقتربوا من حالة التوحش والانفعال من كل شئ لانهم لا يروا لانفسهم وزنا في مهبات الريح بل يرون أنهم ليسوا الا عدد مهمل أو كما يقول اهل الرياضيات مجرد اصفار على اليسارمهما ازدادت فالقيمة لا تتغير ، لقد احسوا أن هناك من يسأل عنهم حتى وان كانت النوايا هي النوايا ولكن الاثر الخارجي ملموس ومحسوس .
نحن في العراق نمتاز عمن سوانا بفرط الغيرة حتى انها تصل بنا احيانا اننا نقتل انفسنا ونقتحم ما نقتحم بدون تروي او دراسة بفعل الغيرة القاتلة ؛ قلت في نفسي لعل المسؤولين وبدافع من فرط الغيرة يقولوا في انفسهم ( لماذا وهل سعد البزاز خير منا )
فاذا كان فطورهم على سعد البزاز .. فالعيدية علينا ……. ولكن قد خاب ظني هذه المرة ايضا.

أحدث المقالات