بعد التداعيات الأمنية التي شهدتها مدينة النجف قبل ثلاثة أيام تقريباً حيث شهد توافد الآلاف من المتظاهرين قرب منزل السيستاني وكذلك حرق بعض دور طلبة الحوزة في النجف من قبل المتظاهرين الأمر الذي أدى ببعض المسؤولين ومن ضمنهم محافظ النجف بأن يصرحوا بن هناك جهات مدسوسة في التظاهرات هي من أقدمت على هذا الفعل وجاءت هذه التصريحات كمحاولة لتبرير موقف المسؤولين في النجف من جهة ومن جهة أخرى هو الخوف من الإشارة إلى المحرك الأساسي لهذه التظاهرات وهذه الأفعال التي خرجت عن النظام السلمي من حيث الحرق لدور طلبة الحوزة والتهديد لمرجعيات النجف والأمر الذي أدى لوقوع العديد من القتلى من المتظاهرين.
لكن بعد يوم أو يومين من التظاهرات بانت حقيقة الجهة التي تقف خلف تلك التظاهرات أو بالأحرى الجهة التي كان مدسوسة في تلك التظاهرات التي أردت أن تحرق النجف مرة أخرى وهي جهة معروفة وليست الجهات التي طرحت أسمائها من قبل المسؤولين, حيث ثبت وبالدليل القاطع إن من حرف تلك التظاهرات عن مسارها السلمي هو مقتدى الصدر وأتباعه وثبت ذلك من خلال ظهور مقتدى الصدر وهو يهدد مسؤولي دائرة توزيع الكهرباء بالنجف ويطلب منه أما أن يتحمل المسؤولية أو يلقي اللوم على وزير الكهرباء, وقد جاءت هذه الخطوة منه ليظهر بمظهر المنقذ والمصلح بعدما شعل فتيل نار في مدينة النجف وحرقها مرة أخرى كما حرقها سابقاً هذا بالإضافة إلى إنه ساعد على إشعال فتيل فتنة بين الأطراف التي نسب لها تحريك تلك التظاهرات وبين السيستاني ومن باب مصائب قوم عند قوم فوائد حتى يكون هو البطل القومي والوطني والمصلح بينما هو بالأساس من كان خلف تلك الممارسات غير السلمية التي راح ضحيتها بعض المتظاهرين الأبرياء ممن غرر به وخدع من قبل مقتدى الصدر وأتباعه.
نعم التظاهرات في صورتها الأولى خرجت بصورة عفوية لكن مقتدى أمر أتباعه بإستغلالها وتحركيها نحو بيت السيستاني وبيوت طلبة الحوزة حتى تكون هناك فتنة تحرق الأخضر واليابس ويكون من خلالها قد ضرب عصفورين بحجر واحد, تهديد السيستاني وإلقاء اللوم على جهات أخرى ويكون هو – أي مقتدى – بعيداً عن الشبهات وكذلك يظهر بمظهر المحامي والمدافع عن حقوق المواطنين, فمقتدى من حرق النجف وليس غيره ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن جهة دون أخرى ولا نريد أن نذكر أسماء تلك الجهات حتى لا نكون دعاة أو مروجين لها ونحسب على إننا مدافعين عنها لأنني حقيقة أمقتها جداً, لكن من باب كشف وتوضيح الحقائق التي غيبت عن الناس يراد منها إشعال فتنة بين العراقيين لأن شخصية مقتدى شخصية تجد نفسها دائماً في الأزمات كطفيليات المستنقعات من أجل الظهور الإعلامي, وشواهد ذلك كثيرة فكل تظاهرة تخرج بعفويتها ونقائها يحاول مقتدى تجييرها لصالحه وان لم يفلح يشوه صورتها, كما في تظاهرة الكوت الطلابية والمثنى وغيرها, فهو رجل انتهازي ومصاب بشيزوفرينيا الانفصام يرى كل شيء عدو له حتى يقصد عرينه.