26 نوفمبر، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

المجمع العلوي وتظاهرات النجف !

المجمع العلوي وتظاهرات النجف !

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): “إغدِ عالماً أو متعلماً، أو أحِبّ العلماء، ولا تكون رابعاً فتهلك ببغضهم”، قد يستغرب البعض من الخصائص والمزايا الكثيرة للعلماء التي جعلت أهل البيت عليهم السلام يؤكدون على إحترامهم.

منازل رفيعة لا ينالها إلا العلماء و المجاهدون في سبيل نصرة الدين و العقيدة، مما يجعل لهم فضلا كبير، وحقوق في أعناقنا، فقد أكد أئمة أهل البيت عليهم السلام على فضل العلماء، واحترامهم وتوقيرهم قولاً وعملاً، حتى ذكروا في الاحاديث والروايات الشريفة أن النظر اليهم عبادة، وان بغضهم هلاك، كما في الحديث الشريف؛ عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال صلى اللّه عليه وآله: النظر في وجه العالم حباً له عبادة.

استعرتْ الحرب الممنهجة على العلماء وطلبة العلوم الحوزية، منذ خمسينيات القرن الماضي وترسخت هذه الحرب أكثر في زمن النظام المقبور لصدام حسين وحزبه، فقد فعل ما لا يفعله وحوش الغابة، إذ اعدموا وشردوا عوائل العلماء ونُفِيَ بعضهم ووضع بعضهم تحت الاقامة الجبرية، وادخلوا في المدارس مع الطلبة عناصر اجهزتهم القمعية وهذا مانعاني منه حتى يومنا هذا.

بعد سقوط النظام الظالم في العراق، وتشكيل حكومة جديدة لم يترك طلبة الحوزية الدينية وشأنهم, فقد شنت عليهم حملات اعتقالات عام 2014, واهين الطلبة وبعض العلماء الاجلاء وكأنهم يكملون مالم يكمله النظام العفلقي انذاك.

بتوجيه من سماحة السيد المرجع الاعلى السيد علي السيستاني (دام وجوده المبارك)، تم بناء المجمع العلوي السكني لأساتذة وطلبة الحوزة العلمية ليسكنوا هم وعوائلهم كون أغلبهم من المحافظات البعيدة وبعضهم اجانب، وبدعم من متبرعين خيرين وعلى ارض تم شرائها من الدولة، يحتوي المجمع على المدرسة العلوية للدروس الحوزوية، ومجمع سكني لسكن أساتذة وطلاب العلوم الحوزة العلمية.

شروط السكن في هذا المجمع متاحة لكل طالب علم والاساتذة وفضلاء الحوزة العلمية، فبالنسبة للطلاب فهنالك اختبار لهم بالدروس الحوزية كمادة السطوح العليا، الكفاية والمكاسب، وشرط اخر وهو السكن يكون للطالب (سنتين)، وان تبين من الطالب الالتزام وحسن السيرة والسلوك يتمدد الى (خمس سنوات)، يعمل بنظام الاقسام الداخلية اسوةً بالجامعات العراقية.

جهز المجمع العلوي بكافة المستلزمات المعيشية وبدعم من المتبرعين، ومنها مولدات كهربائية لتشغيلها عند انقطاع التيار الكهربائي المبرمج كسائر الاحياء في النجف الاشرف، كما يدفعون الطلبة اجور فاتورة الكهرباء الوطنية وكذلك المولد، ولا يوجد خط حرج او تيار مستمر لمدة 24ساعة للمجمع العلوي متوفر من الحكومة المحلية.

التظاهرات الاخيرة في النجف الاشرف، ومطالبهم المشروعة وبخصوص الكهرباء، والتي تسببت وللأسف بقتل احد المتظاهرين وجرح بعضهم، كان على المتظاهرين ضبط النفس وكذلك الحكومة المحلية، فاغلب التجمعات لا تخلو من مندسين وخاصة التظاهرات، وتظاهرة النجف تؤكد ذلك فقد صرح اغلب المسؤولين المحلين في النجف عن وجود مندسين، بعضهم اتباع مدعي المرجعية الذين دسهم نظام صدام العفلقي في مدارس الحوزة العلمية في تلك الفترة، والمنحرفين عقائديا، الذين لهم اجندات خارجية.

حاولوا استغلال بساطة الناس وغضبهم على الحكومة بحرف مسار التظاهرة الى المجمع العلوي، وهذا ما ظهر في بعض القنوات الاعلامية، من سب وشتم للعلماء والطلبة الساكنين في المجمع العلوي ومحاولة تشويه صورتهم، وصورة الانتصار الذي حققته فتوى الجهاد المنبثقة من المرجعية العليا في النجف الاشرف ضد عصابات داعش التكفيري.

أحدث المقالات