إن موضوعنا لهذا اليوم يتمحور حول مداخلة الدكتور عبد الوهاب القصاب، التي ألقاها في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في المؤتمر الذي أقامه المركز المذكور، تحت عنوان العرب والكورد: المصالح والمخاوف والمشتركات، وعقدت جلسات المؤتمر المفتوحة بين 29 نيسان/ 1 أيار 2017 في دوحة عاصمة دولة قطر، في الجلسة الثانية، قبل مداخلة الدكتور عبد الوهاب القصاب، ألقى الدكتور (سعد بشير إسكندر) مداخلته القيمة، التي تضمنت انتقادات لاذعة للسلطات العراقية العنصرية المتعاقبة على دست السلطة، وتحديداً عن بدايات تأسيس الكيان العراقي.. من قبل بريطانيا العظمى في الربع الأول من القرن العشرين، التي استوردت له عام 1921 مملوكاً من جزيرة العرب، كان قد خان والده الشريف حسين وطعنه من الخلف، حين قدم الولاء والطاعة سراً لبريطانيا!، التي نكثت عهده معه. وفيما يتعلق الأمر بإلحاق جنوب كوردستان، بالكيان العراقي المستحدث، وذلك بسبب، أن الكيان العراقي يفتقد إلى موارد طبيعية وعلى رأسها المياه، لذا لا يمكن له ككيان سياسي أن يستمر في الحياة، ومن أجل هذا، قامت القوات البريطانية الغازية بأمر مباشر من أسيادها القابعون في لندن، بإلحاق مملكة جنوب كوردستان (كوردستان الجنوبية) قسراً، بفوهة البنادق، وطائرات الـ”هوكرهنتر” بهذا الكيان الذميم. وبعد احتلال بريطانيا لها، والقضاء على مملكة ملكها (محمود الأول)، التي تأسست على يديه قبل تأسيس الكيان العراقي بعصا الساحر البريطاني، الذي قاد فيما، وتحديداً عام 1925 مؤامرة دنيئة في “عصبة الأمم” لتثبيت هذا الإلحاق القسري، غير الشرعي، بالكيان الذي استحدثه وخط حدوده بالمِسطرة خدمة لمصالحها الاستعمارية، وسمي الكيان الجديد بالمملكة العراقية الهاشمية، أو المملكة العراقية.
أولاً وقبل أن أتناول مداخلة الدكتور عبد الوهاب القصاب، أود أن أقول لهذا لدكتور الذي يذيل اسمه بلقب الـ”قصاب”، أليس من الأفضل له قبل أن يشكك بالآخرين، أن يبحث في ثنيا الكتب عن أصل تسمية لقبه.. وما معناه ومن أين جاء؟، لأنه فُسر اللقب من قبل أئمة اللغة والتاريخ تفسيرات عديدة، فمنهم من قال: أن قصاب، أصله أعجمي من إيران (فارسي). ومنهم من قال: عُرف بالقصاب لكثرة إهراقه الدماء. ومنهم من قال أنهم من قبائل يمانية – بعيدة عن العراق- ينتسبون إلى قصاب بن كنده. وقاضي القدس عبد الكريم بن علي البرسوي الذي توفي عام 985 معروف، بقصاب زاده؟. وهناك كتاب عنوانه “مختصر كتاب الدرر والياقوت في معرفة بيوتات عرب المهجر وحضرموت” جاء في الكتاب المذكور، أن آل قصاب من سكان سيئون أصحاب الحرافة والحرفة هي الصفق في الأسواق، أي: التجارة الخ. يظهر من خلال عنوان الكتاب المشار إليه، الذي ألفه علامة من العلماء اليمن، أن آل القصاب خارج الجزيرة العربية هم مهاجرون ونازحون إلى تلك البلدان التي يقيمون فيها، ليسوا أصحاباً لتلك الأراضي، التي يقيمون عليها؟؟ ومنهم من حط به الرحال على أديم العراق ويحمل لقب القصاب. أما تاريخ شخص الدكتور عبد الوهاب القصاب,…؟، كان يحمل رتبة عسكرية عالية في الجيش العراقي المجرم، أضف أنه خدم في مؤسسات السلطة العراقية المجرمة. وبعد خروجه من العراق، وامتداداً لتاريخه.. المذكور, وضع إمكانياته في خدمة المؤسسات التابعة لأمراء البترول والغاز في الخليج, وصار يعمل كباحث في المركز المذكور، ومديره شخص مسيحي يحمل الجنسية الإسرائيلية اسمه عزمي أنطوان بشارة، أن عزمي المسيحي عقيدة، والإسرائيلي انتماءاً، والعروبي مداهنة، تملقاً لشيوخه وأولياء نعمته الجدد، سمى ابنه عمر!!. وعند وجوده في إسرائيل رشح نفسه عام 1996 لمنصب رئيس وزراء إسرائيل!، وقبله خدم في قواتها المسلحة كجندي، وكان لأربع دورات عضواً في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) الذي يقسم العضو فيه على الولاء لدولة إسرائيل؟، وصاحبنا الدكتور عبد الوهاب الذي نحن بصدد كتابة رد علي افتراءاته، التي زعمها في المؤتمر المذكور ضد الشعب الكوردي الجريح، يعمل الآن تحت إمرة أبو عمر؟!.
دعونا الآن ندخل في صلب الموضوع، ونناقش النقاط التي طرحها الدكتور عبد الوهاب القصاب في كلمته في المؤتمر المشار إليه. إن كلمة الدكتور عبد الوهاب كانت تحت عنوان: العرب والكورد في العهد الملكي العراقي، محاولة لبناء الهوية الوطنية العراقية. إن الدكتور القصاب، كما قدمه رئيس الجلسة الباحث المقيم في المركز المذكور (سيف الدين عبد المفتاح)، حاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإستراتيجية. وهو باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث والدراسة السياسات في الدوحة، وباحث زائر بالمركز العربي في واشنطن، وله مساهمات كثيرة في الندوات والمؤتمرات كثيرة. بدأ الدكتور عبد الوهاب مداخلته باعتراض عروبي.. على مداخلة الدكتور (سعد بشير إسكندر) قائلاً: أرجو أن لا يعتبر دكتور سعد هذا أيضاً قمع عربي. تصور عزيزي القارئ، أن هذا الأكاديمي العربي، لا يستطيع هضم عرض الحقيقة التاريخية، التي وضعها الدكتور سعد أمام عينيه و بين يديه وأيادي زملائه والجمهور الذي حضر المؤتمر! فلذا قال تهكماً: أرجو أن لا يعتبر الدكتور سعد هذا أيضاً قمع عربي. عجبي، كأن العرب في غرب وجنوب كوردستان ملائكة، أيديهم ليست ملطخة بدماء الأبرياء الكورد، منذ أن وطأت حوافر خيولهم في القرن السابع الميلادي وإلى الآن أرض العراق وكوردستان، كأنهم لم يقوموا بتعريب المدن والقرى الكوردية وتغيير أسمائها الأصيلة من الكوردية إلى العربية السقيمة، كأنهم لم يقوموا بهدم البيوت ومحلات الكورد وبقتل فتيات وفتيان الكورد بدم بارد، بدءاً بحرق قاعة سينما عامودا عام (1960) التي راحت ضحيتها حدود (400) طفل ويافع وشاب كوردي، كأنهم لم يقدموا في صدر الألفية الثالثة باصطياد الكورد المحتفلون بعيدهم القومي نوروز في شوارع قامشلو وحسكة وعفرين الخ. وفي جنوب كوردستان هناك سلسلة طويلة من الجرائم يندى لها جبين الإنسان ارتكبتها الأنظمة اليعربية المتسلطة على رقاب الشعب الكوردي بالحديد والنار، بدءاً من اللعين فيصل الأول ومروراً بجميع الأنظمة الملكية والجمهورية وإلى يومنا هذا ونحن في ظل الحكم الطائفي، كتهجير من مدن كوردستان إلى جنوب العراق، وقتل الشباب من الكورد الفيليية، وتهجير عوائلهم إلى إيران بحجج واهية لا أساس لها من الصحة، وكذلك تصفية البارزانيين في المعتقلات الرهيبة، وضرب مدينة حلبجة والمدن والقرى الكوردستانية الأخرى، حتى تلك التي تقع في شرقي كوردستان (إيران) بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، وكذلك عمليات الأنفال سيئة الصيت، التي راح ضحيتها (182000) ألف كوردي بريء من الأطفال والنساء والشيوخ الخ الخ الخ. هنا نتساءل، ألم يجب على الدكتور المذكور ونظرائه العرب في المؤتمر، أن يملكوا قدراً ولو يسيراً من الشجاعة والعزيمة ويقفوا على أقدامهم مطأطئي الرؤوس خجلاً ويقدموا اعتذاراً للشعب الكوردي الجريح مشفوعاً بكتاب رسمي يتعهد بتصحيح المسار العروبي الاستعلائي باسم جميع المثقفين العرب، أو على الأقل باسم المشاركون في المؤتمر المذكور، لكن للأسف، نحن نعرف جيداً، أن هذا التصرف المتحضر بعيد عن فكر المخلوق العربي، ليس لا يعتذر فقط، بل يتهجم على الكورد، وحاله كحال المستوطنين العرب في كركوك وغيرها من المدن الكوردية السليبة التي استباحوها، حين نشاهدهم وهم يتظاهرون ويطالبون بالبقاء في تلك الأراضي، والمدن الكوردستانية التي دنسوها في السنين العجاف عندما استقدمتهم الأنظمة العروبية العنصرية إلى كوردستان لتغيير ديمغرافيتها الكوردية.
عزيزي القارئ الكريم، بدأ الدكتور عبد الوهاب القصاب مداخلته كالملالي أو الإسلاميين.. بالبسملة! إرضاءاً لأولياء نعمته من القطريين. ثم قال: أن مداخلته امتداد لمداخلة الدكتور سعد، لكنه قال: راح تجي من الجهة الثانية تماماً – بالعربي الفصيح، يعني مداخلته ستكون رداً على مداخلة الدكتور سعد- الترجمة الصحيحة لها، يعني أنه يقف ضد التطلعات الشعب الكوردي المشروعة، لكن ليست بالبندقة، بل بالحديث المنمق مع ابتسامة صفراء، يعبر به عن المراوغة والخداع وإخفاء المكر السيئ. وأضاف الدكتور القصاب: حقيقة لم تكن طيلة العهد الملكي العراقي ما يمكن أن يشار لها بأنه سلطة عربية، لسبب بسيط جداً، أنه في الدستور العراق الملكي، القانون الأساسي، لا توجد مادة تقول أن العراق جزء من الأمة العربية.
ردي على الجزئية أعلاه: مما لا شك فيه، أن الدكتور القصاب يعرف جيداً، أن أي نظام سياسي حديث التأسيس، ولم يمسك بعد بجميع مفاصل السلطة، لا يستطيع أن يكشف كل أوراقه، ويبوح بخططه السياسية. أضف لهذا، أن الانتداب البريطاني كان موجوداً في كل دوائر الكيان العراقي المستحدث، وكان له تأثير مباشر على القرار السياسي العراقي، ولم يسمح بالحكم الفردي وبالتوجهات العنصرية بصورة علنية، لكن رغم هذا، أن المادة السابعة عشرة في الدستور الملكي تقول: العربية هي اللغة الرسمية.. . أليست هذه المادة تبين أنهم جعلوا هوية البلد عربية؟. ودليلاً على أنهم يريدون التفرد بكل شيء في هذا الكيان المصطنع أنك لا تجد أي ذكر للشعب الكوردي الشريك في الوطن في الدستور الملكي؟ الذي يتبجح به الدكتور القصاب، ولم يذكروا فيه الكورد حتى بعد التعديلات، التي أجريت عليه في 29 تموز عام 1925 ولا التعديل الآخر في 27 تشرين الثاني عام 1943 الخ. ولم تصدر في العهد الملكي جريدة رسمية باللغتين العربية والكوردية؟. وفي المجالات الرسمية، لم يبرز أي شيء يقول أن الكورد شركاء في هذا الوطن، كالتكلم باللغة الكوردية في مجلسي النواب والأعيان، ومجلس الوزراء، وفي المحاكم الخ. وكذلك لم تصدر في العراق الملكي الأوراق النقدية، وجوازات السفر، والطوابع الخ باللغتين. لقد أقر هذا في دستور عام 2005 إلا أنه لا زال حبراً على الورق! كما مادة 140 عن المناطق الكوردية السليبة. يا ترى ماذا يقول الدكتور القصاب عن العراق كعضو مؤسس لجامعة الدول العربية؟. التي طالب بتسمية الجامعة المذكورة باسم الاتحاد العربي؟. ومن أهداف الجامعة العربية تحقيق الوحدة العربية ما بين جميع الدول الأعضاء؟. واجتماع رؤساء الدول المنضوية تحتها تسمى القمة العربية. السؤال هنا، هل استشار العراق قبل دخوله جامعة الدول العربية شريكه الكوردستاني في الوطن وأخذ موافقته!. وفي عام 1958 أسس العراق والأردن اتحاداً باسم “الاتحاد العربي” وعضويته كانت مفتوحة لكل دولة عربية ترغب بالانضمام إليه، وملك العراق هو الذي كان رئيس لهذا الاتحاد؟. هل استحصل العراق على موافقة شريكه الكوردي قبل تشكيل هذا الاتحاد!. بعد كل هذا وغيره من النقاط التي تذكر العراق ككيان عربي، وجزءاً من قوم العرب، يزعم الدكتور: لا توجد في الدستور العراقي مادة تقول أن العراق جزء من الأمة العربية. أليس ما ذكرناه أعلاه يقول لنا بشكل وآخر، أن الطبقة الحاكمة في العراق في جميع توجهاتها السياسية كانت تحاول أن تظهر كأن العراق جزء من الأمة العربية؟. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وفي سياق مداخلته انتقد الدكتور عبد الوهاب القصاب الدكتور سعد بشير إسكندر وقَوَّلَه: الضباط الشريفيين المستوردين. مع أن الدكتور سعد لم يقل هذا الكلام في مداخلته، قال عن الشريفيين: أنهم طبقة حاكمة كانت تحكم في سوريا انتقلت إلى العراق. وهذا صحيح وعين الصواب. كانوا مع العميل فيصل، لكن بعد أن طرد الفرنسيون فيصل من سوريا شر طردة جاءت به بريطانيا مع شلته الضباط العثمانيون إلى بلاد بين النهرين (العراق). أما بخصوص الهوية الوطنية لشخص الأمير فيصل حقاً أنه مستورد، لأنه ليس من بلاد بين النهرين، ليس عراقياً، جاء به البريطانيون من جزيرة العرب ونصبوه ملكاً على عرش العراق، الذي استحدثوه بالحيّل الشيطانية من أجل إدامة مصالحهم الاستعمارية في المنطقة.
وفي سياق مداخلته.. قال الدكتور عبد الوهاب القصاب: إن العراق بكيانه المعروف الذي سأحاول إثباته هنا بأنه كان موجوداً منذ التاريخ وبحدوده تقريباً الحالية، هو الذي ضم العنصرين الأساسيين المشكلين له وهما العرب والكورد. ويضيف الدكتور القصاب: هنالك منحوتة موجودة في مكان ما شمال شرق الموصل للإمبراطور الآشوري أسرحدون يشير إلى إحدى معاركه التي انتصر فيها ويشير إلى من قدم له الولاء، هم شيوخ الكاردوك وملك العريبي. ويستمر في سرده: إن تاريخ هذه المنحوتة يعود إلى 1000 سنة قبل الميلاد، إذاً نحن في هذا المكان بالذات منذ ثلاثة آلاف سنة. ويقول: نحن متمسكون بهذه الإخوة لا أعتقد هنالك مبرر لكي نبحث أو نحاول نعيد قراءة التاريخ بأنه كانت هنالك مظلومية من قوم إلى قوم، هذا واحد.
ردنا على ما جاء أعلاه: أولاً أن الدكتور القصاب كأكاديمي قبل غيره يعرف، حين تلقي محاضرة أو تشارك في مؤتمر ما، يجب عليك أن تأتي بالوثائق التي ستتناولها في محاضرتك أو مداخلتك،لأنك تعرف جيداً، أن الجانب الآخر سيطرح تاريخ معاناته ومظلوميته على أيديكم؟. فالكلام دون إبراز مصادر في مثل هذه المحافل مرفوض جملة وتفصيلاً، إذا لا يُسند ويُدعم بوثائق معتبرة ومعتمدة، لأن الدكتور القصاب يعلم جيداً، لا تاريخ من دون وثيقة، وهذه الوثيقة المدونة، ممكن أن تكون ورقة، أو قطعة نحاس، أو جدارية، أو قطعة قماش، أو لوحة خشبية الخ. فالدكتور كشخص أكاديمي، مدعو أن يقدم لنا بمقال تفصيلي شيئاً ما يبين فيه الكيان العراقي بحدوده الحالية تقريباً قبل الإسلام، أؤكد قبل الإسلام. ثم، هل يستطيع، أن يقول لنا الدكتور، ما معنى اسم العراق في لغته العربية؟ وهل يستطيع أن يصرفه لغوياً؟ وإذا لم يستطع، لماذا يا ترى؟. لقد تكلمت في كتاباتي السابقة كثيراً عن هذا الموضوع التاريخي، ولا أحتاج أن أخوض فيه مجدداً وأرهق القارئ. ثم أن الدكتور كان يتحدث عن حدود كيان محدد ومعروف اليوم، لماذا يحشر في وسط الجملة كلمة تقريباً الافتراضية؟ بمعنى أنه قدره تقديراً غير مضبوط، مجرد تخمين، وكم كيلومتر مربع يكون هذا التقريبي يا ترى؟. لا عزيزي، في البدء كان الكورد على أديم أرض كوردستان بالامتدادات الطبيعة لكتلته الأرضية حتى جنوب بين النهرين على كتف نهر الفرات. إن التطرق لعدم وجود العرب خارج شبه جزيرتهم قبل الإسلام ليس انتقاصاً منهم، بل هو تاريخ، والتاريخ يجب أن ينقل كما كان دون زيادة ونقصان، أو تدخل من ناقله ووضع بصمته عليه؟. أما الشعوب غير العربية، غير راضية عنهم بسبب احتلالهم الاستيطاني لبلدانهم؟ وتعريب غالبية شعوبها، لذلك لا نستطيع أن نقول، أن جميع شعوب البلدان التالية: العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين وشمال إفريقيا عربية، قطعاً ليست هكذا، إنها شعوب ناطقة بالعربية. أما العرب فلهم وطنهم الخاص بهم في شبه الجزيرة التي تحمل اسمهم وهو الجزيرة العربية. خلال سرده ذكر الدكتور اسم الكاردوك والعريبي على لسان شخص آشوري. أولاً، أن الآشوريين هم أيضاً نزحوا من شمال ما تسمى اليوم الجزيرة العربية إلى منطقة الموصل في كوردستان، ولغتهم لليوم تسمى باللغة الجزرية، نسبة لتلك الجزيرة أو أطرافها التي جاءوا منها، لكنهم ليسو عرباً. أما الكورد بصيغة ذاتها أو متقاربة من اسمهم الحالي مذكورين في مدونات التاريخ منذ أزمنة قديمة جداً، ومنها ما ذكره الدكتور نفسه في مداخلته. دعونا الآن نأتي إلى البيت القصيد في هذه الجزئية، ألا وهو اسم “العريبي” الذي ذكره الدكتور وقصد به العرب كجنس!!.
بما أن المادة تاريخية، تسبق ولادتي بزمن بعيد جداً، فلذا يجب علي الرجوع إلى المصادر المعتمدة، التي هي حجة على الدكتور الذي نرد عليه في هذه الوريقات. لذا دعونا نذهب إلى أهم مصدر عربي ألا وهو (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) للعلامة الدكتور (جواد علي) الذي يقول:الظاهر إن صيغة ” Urabi” – عريبي- كانت من الصيغ القليلة الاستعمال, ويغلب على الظن إنها استعملت في زمن متأخر, وأنها كانت بمعنى “أعراب” التي هي من الكلمات المتأخرة. ويقول: إن الآشوريين كانوا يقصدون بكلمة “عربي” على اختلاف أشكالها بداوة ومشيخة كانت تحكم في أيامهم البادية تمييزاً لها عن قبائل أخرى كانت مستقرة في تخوم البادية. بكلام أوضح, يقول: أن اسم العرب كان يطلق على البداوة وليس على جنس أو قومية محددة؟؟. ويضيف العلامة (جواد علي):” ووردت في الكتابات البابلية جملة “ماتو اربي =Matu, matu A-Ra-bi “ماتو” “متو” تعني أرض, فيكون المعنى “أرض عربي”, أي: “أرض العرب”, أو “بلاد العرب”, أو “العربية”, أو “بلاد الأعراب” بتعبير أصدق وأدق. إذ قصد بها البادية؟ وكانت تحفل بالأعراب. ويستطرد (جواد علي): وجاءت في كتابة “بهستون = Behistun” (بيستوين) لدارا الكبير “داريوس” لفظة” ارباية” عرباية” ” Arabaya”وذلك في النص الفارسي المكتوب باللغة “الأخمينية”,ولفظة” Arpaya” في النص المكتوب بلهجة أهل السوس “Susiana-Susian” (شوش) وهي اللهجة العيلامية (إيلامية) لغة دولة عيلام. وكان مراد البابليون أو الآشوريون أو الفرس من “العربية” أو “بلاد العرب “البادية التي في غرب نهر الفرات الممتدة إلى تخوم بلاد الشام؟؟ ويستمر (جواد علي) في سرده:” وقد ذكرت “العربية” بعد آشور وبابل وقبل مصر في نص “دارا” المذكور, فحمل ذلك بعض العلماء على إدخال طور سيناء في جملة الأرضين. وقد عاشت قبائل عربية في منطقة سيناء قبل الميلاد. وبهذا المعنى أي: معنى البداوة والأعرابية والجفاف والقفر, وردت اللفظة في العبرانية وفي لغات سامية أخرى. ويدل ذلك على أن لفظة “عرب” في تلك اللغات المتقاربة هو البداوة وحياة البادية, أي: بمعنى “أعراب”. وإذا راجعنا المواضيع التي وردت فيها كلمة “عربي” و”عرب” في التوراة, نجدها بهذا المعنى تماماً؟؟؟ ففي كل المواضيع التي وردت فيها في سفر “إشعياء= Ishaia” نرى أنها استعملت بمعنى بداوة وأعرابية, كالذي جاء فيه: ولا يخيم هناك أعرابي و وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين” فقصد بلفظة “عرب” في هذه الآية الأخيرة البادية موطن العزلة والوحشة والخطر, ولم يقصد بها قومية أو جنس معين بالمعنى المعروف المفهوم. وكذلك يقول أكاديمي آخر ألا وهو الدكتور (حسين الشيخ) أستاذ التاريخ القديم المساعد بجامعتي الإسكندرية وبيروت العربية, في كتابه (العرب قبل الإسلام) ص (47):” وكلمة عرب في التوراة والتلمود أيضاً تعني “البدو” أو “عرب الصحراء”. ويضيف في صفحة (182): وأما لفظتي :أربي” و”أريبي” الواردتان في مدونات هذه الجملات فإنهما تدلان على البدو بالأكثر”. وجاء في مصدر آخر لا يقل أهمية عن كتاب (جواد علي) ألا وهو الموسوعة الإيرانية للعلامة (علي أكبر دهخدا) تقول في الجزء (10) صفحة (15788):” كان يطلق على بدوي أو بدو اسم العرب”. وفي المصادر العربية, ورد لفظ عربي عرابي اعراب عريبي عريبو وكانت تعني البدو – بمعنى البدو, من أية قومية أو جنس كان هذا البدو يسمى عربي, ولم يطلق الاسم على عنصر بشري محدد؟- أ ترى يا الدكتور الحقائق الساطعة التي تريد أن تخفيها عن المتلقي بسيل من الافتراءات، بأن اسم العرب لم يطلق على قوم ما بعينه؟؟؟ وهذا ما كرره (جواد علي) عدة مرات في كتابه المشار إليه: “ولفظ العرب في التاريخ القديم كان يرادف لفظ “بدو” أو “بادية” لمن لا يعلم ماذا تعني عدم وضع ألف لام التعريف أمام الاسم, أن العلامة (جواد علي) لم يضع أمام اسم “بدو” و”بادية” ألف لام (الـ) التعريف, وعدم كتابتها أمام اسم بدو وبادية تعني في لغة العرب أن الاسم المذكور غير معرف, يعني نكرة, بمعنى، أنه لا يدل على اسم معين, محدد, أي: لا يخص العرب فقط بل يعني”بدو” أو “بادية” في أية بقعة من الأرض في العالم غير محدد بعنصر بشري معين على الإطلاق؟؟ بمعنى, ممكن أن يطلق الاسم على أناس في الهند أو الصين أو كوردستان أو أو أو؟؟ الدليل الآخر, ألم يشاهد الدكتور المسلسلات والأفلام الخليجية أو الأردنية في أيامنا هذه، لابد أنه استمع إلى الممثلين حين يرددوا فيها كثيراً عربنه و عربكم يعنون بها من باديتنا أو باديتكم؟؟. عزيزي القارئ الكريم, أن اسم الأعراب كان يطلق على فئات من البدو، أو المجاميع البشرية قبل أن يسموا شعباً أو قوماً, فاسم “عربوا” كان عند الآراميين يعني البدو, وحين أصبحوا شعباً سموا عربا. جميع الذين جئنا بأقوالهم في الجزئية أعلاه هم من العرب باستثناء، شخص واحد منهم هو أكاديمي إيراني. وهؤلاء العرب هم حجة على الدكتور القصاب وعلى من يتبنى أفكاره.. . وفقاً لتلك المنحوتة المزعومة يزعم الدكتور: أن العرب في هذا المكان منذ ثلاثة آلاف سنة. لم يحدد بالاسم أي مكان هم فيه منذ 3000 سنة؟ ونحن بينا له ولغيره أن الجنس العربي لم يكن موجوداً في ذلك التاريخ. ويزعم أنهم متمسكون بالإخوة. لا أدري أية إخوة!! لم تأتي سلطة عربية أو حزب عربي إلا واضطهد الكورد ووقف ضد مطالبهم المشروعة، أهذا هو مفهوم الإخوة عندكم!!، وأحياناً على بكر أخينا … إذا لم نجد إلا أخانا. أن الطامة الكبرى، أن الدكتور لا يقبل منا حتى أن نذرف الدموع على ما جرى علينا من ويلات ومصائب على أيدي أبناء جلدته!!. والطامة الأخرى أنه يسميها مظلومية! هل حقاً ظلمتمونا أم أجرمتم بحقنا؟ هل إن إسقاط الجنسية العراقية عن شريحة كوردية، والاستيلاء على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، وقتل أبنائهم بدم بارد وإخفاء جثثهم، يعتبر مظلومية، أم إجرام ووحشية؟. هل أن قتل آلاف البارزانيين الأبرياء لمجرد أنهم ينتمون لعشيرة بارزان مظلومية، أم سادية قام بها حيوان بجلد بشري؟. هل أن ضرب المدن والقرى الكوردية في جنوب وشرق كوردستان بالغازات السامة المحرمة دولياً وقتل الآلاف من الكورد المسالمين، وحرق الأخضر واليابس مظلومية، أم جريمة نكراء يندى لها جبين البشر؟. هل أن عمليات الأنفال، التي قتلت فيها قوات الجيش العراقي المجرم مئات الآلاف من الكورد مظلومية، أم إبادة جماعية للقضاء على الوجود الكوردي في وطنه كوردستان؟. هل وهل وهل وهل الخ.
وفي فرية أخرى يزعم الدكتور القصاب: لم يسجل التاريخ المعاصر للعراق أن هنالك معارك دموية نشأت بين القبائل العربية والقبائل الكوردية على خط التماس، ليس هو خط تقسيم، الكورد كانوا ينزلون إلى السهوب في الشتاء، والعرب كانوا يصعدون إلى التلال كرعاة في الصيف، ولذلك ترى كماً هائلاً من أبناء القبائل الحديديين والنعيم والعبيد من سمى ابنه كوردي لأنه ولد وهو في المنطقة الكوردية.
ردنا على الجزئية أعلاه: أية سهوب يا هذا؟ أن جانبي الحدود المصطنعة هي أراضي كوردية 100% بدءاً من محافظة الكوت وتحيداً توابعها التي تتاخم الحدود المصطنعة، ومروراً بمندلي وخانقين وكلار وميدان، وتوابع محافظات السليمانية وأربيل ودهوك. وتقابلها في الجانب الآخر، في شرقي كوردستان، محافظة إيلام، ثم محافظة كرمانشاه، ثم سنندج، التي تسمى محافظة كوردستان، وتوابع محافظة أورمية. أين أراضي عربية هنا؟. أي نعم في غفلة من الزمن استوطنت بعض القبائل العربية عنوة في أراضي الكورد، كالعُبيد، يقال أن أصلها من اليمن، لكن أجبرتها قبيلة شمر القادمة من الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر بترك مكانها التي استقرت فيها قرب الثرثار في شمال محافظة الأنبار وانتقلت إلى أراضي الكوردية قرب موصل وكركوك الكورديتين. أن الدكتور ذكر ثلاث قبائل عربية في هذه الجزئية، وهي النعيم والحديديين والعبيد، يا ترى يستطيع أن يبرز لنا وثيقة تذكر هذه العشائر في العراق أو كوردستان قبل ثلاث مائة عام؟؟. ثم يزعم: لم تنشأ معارك دموية بين القبائل الكوردية والعربية!!. نسي أو تناسى أن وجود العربي في العراق وكوردستان تم بحد السيف؟. حتى أن الحكومات التي تعاقبت على السلطة، كانت حكومات قبلية بامتياز، وآخرها حكومة حزب البعث المجرم، لو لم تكن قبلية كيف يكون رئيس الجمهورية ونائبه من قرية واحدة ومن عشيرة واحدة؟؟ مع أن العراق بلد فيه محافظات عدة وشعب نفوسه بالملايين. لو لم تكن قبلية، كيف يصبح الأمي من تكريت فريق ركن أول في الجيش العراقي وويراً للدفاع!! وعلى هذا المنوال وجد 70 جنرال تكريتي في الجيش العراقي غالبيتهم حتى لم يخدم العسكرية وعلى رأسهم المجرم صدام حسين، وعلي كيماوي وحسين كامل ووطبان إبراهيم الأخ غير الشقيق لصدام حسين، الذي أصبح وزيراً للداخلية، وكان قبل الانقلاب البعثي المشئوم عام 1968 نائب مفوض الخ؟؟. يزعم الدكتور: لم يحدث معارك بين العرب والكورد. لا يا دكتور حدثت معارك عديدة على الكلأ والمياه ولصد السلابة العرب ومذكورة وقائعها في بواطن الكتب الرسمية للإمارات الكوردية وفي الكتب التاريخية. دعوني أسأل الدكتور سؤالاً يا ترى بماذا يفسر قبول العشائر العربية التي استقدمتها السلطات العراقية بدءاً من اللعين فيصل ومروراً بكل حكام بغداد وإلى الآن لتغيير ديمغرافية المدن الكوردية والاستيلاء على مزارع ودور الكورد عنوة؟. ومن حيث الرعي، أن الإمارة الكوردية في إيلام لم تسمح للعرب بالرعي في أراضيها، لذا عقدت الحكومة العراقية اتفاقية معها حيث تدفع بموجبها مبالغة نقدية للحكومة الكوردية في إيلام من أجل السماح لرعاة العرب لرعي أغنامهم في الأراضي الكوردية في كوردستان. أدناه كتاب رسمي صادر بتاريخ 1307هـ الموافق لـ 1927 ميلادية يقول الكتاب الذي نشر حينه في جريدة العراق بتاريخ 27 ذي القعدة 9346- 2456 كتاب مرقم: 49 الملف رقم:10 عن عشيرة “بني لام” والتعليف في جبال لورستان: إن حكومة العراقية ستدفع مبلغ 600 ليرة عثمانية لوالي پشتكوه، حتى يسمح الوالي لعشيرة “بني لام” برعي أغنامهم في جبال پشتكوه الخ. وتحت يدي كتب رسمية كثيرة عن الخلافات حول المياه التي تعبر الحدود المصطنعة بين القبائل في إيران والولايات الثلاث في الدولة العثمانية، التي سميت فيما بعد بالمملكة العراقية. لا يا دكتور اسمه ليست المنطقة الكوردية، اسمه كوردستان، بلد كبقية البلدان، لكنه محتل من قبل من يدعون أنهم إخوان لنا في الدين!!. وادعائك عن تسمية أبنائهم بالكوردي ليس بصحيح. هنالك من العرب سموا أبنائهم تركي، هل أنه ولد في تركيا!. ومن العرب اسمه عجمي، هل ولد في عجمستان!. ومن سمى ابنه هندي أو مهند، هل ولد في الهند! ومن اسمه برزان هل ولد في قرية برزان في جنوبي كوردستان! الخ. لا يا دكتور أن اختيار أسماء الأبناء عند العرب منذ القدم يتم لتخويف الآخرين وإرهابهم بها، فاختيار اسم تركي يعني عنيف لا يرحم (مجرم). لقد قال لي بعض الأفارقة أنهم يطلقون اسم تركي على إنسان مجرم فاقد لكل حس إنساني. واختيار اسم عجمي يعني حامل الاسم شخص داهية مكار حيال، لأن المثل العربي يقول: العجمي (الفارسي) يذبح الإنسان بالقطن. واسم كوردي يعني حامله شجاع، مقدام، محارب لا يهاب الموت. هذه خلاصة معنى تسمية الأبناء.
وفي جزئية أخرى من مداخلته قال الدكتور عبد الوهاب القصاب: أنا راح أحاول أن أتقارب إله بأربع أنطقة. النطاق التاريخي، أنا أتحدث عنه قليلاً وأضيف إليه بأن العراق بكيانه الحالي كان يشار له في الوثائق العثمانية والوثائق البريطانية باسم العراق التركي، كان البريطانيون يشيرون إليها باسم العراق التركي. والعراق التركي دخلت بريطانيا بشكل سري بعملية تفاوض لإعادة ولايتي بغداد والموصل، أتحدث عن سنة 1916 إلى السلطة العثمانية، مقابل القبول، هذا عندما كانت الكوت وچنة قلعة ضرب فيها الأسطول البريطاني. كان البريطانيون مستعدون للانسحاب وإعادة العراق التركي، هكذا العراق التركي إلى سلطة الدولة العثمانية مقابل الاعتراف بحقوق بريطانيا في ولاية البصرة. العراق كان في الوثائق العثمانية بولاياته يشار له باسم الخطة العراقية، الخطة العراقية، أسبقية أولى لولاية بغداد ذات ثلاثة أطواق، كان والي بغداد بدرجة مشير، وزير، يلبس ثلاث ذيول خيل على الأسلوب التركي المعروف وله الأولوية على الولايتين المتولدتين الأخريتين اللتان هما ولاية الموصل وولاية بغداد. ويضيف الدكتور: النطاق التاريخي، من الظلم أن ننفي ونقول ليس لم لكن هنالك عراق والعراق خلقه البريطانيين، لا يمكن هم يقولوا أن هذا البلد هذا الكيان اسمه العراق تركي الهوية لأنه جزء من الدولة العثمانية. النطاق التاريخي نحن شركاء، وكنا تحت مظلة دولة وعلم واحد، يعني كلنا كنا عثمانيون قبل 1918 هذه حقيقة.
توضيحنا على ما قال أعلاه: أولاً، أن أية تسمية يطلقها المحتل، على أية بقعة في البلد المحتل لا يؤخذ بها، لأن من أطلقها فاقد للشرعية، أنه محتل، وإلا على العرب أن يسموا الضفة الغربية وفق التسمية اليهودية “يهودا وسامرا”. والسوريين يطلقون على لواء إسكندرونة الاسم التركي السمج هاتاي. وعلى شط العرب أروند رود الخ. دعنا من هذا كله، هل يستطيع الدكتور أن يبرز لنا وثيقة واحدة يتيمة تركية أم بريطانية تقول: العراق التركي؟. وحين ذكر هذا الاسم، لماذا لم يشر إلى الوثيقة التي رأى فيها هذا الاسم؟ أنا لا أعتقد أن هناك أحداً أطلق على بلاد بين النهرين اسم العراق التركي؟؟، أنا أجزم، أن كلام الدكتور مجرد ادعاء لا أكثر. السؤال هنا، وهل أن تركية ذاتها تركية حقاً، حتى يكون العراق تركياً؟؟. أنا أعلم أن هنالك العراقان، كان يطلق الاسم على البصرة والكوفة. وسمي أيضاً العراق العربي، مقابل العراق العجمي، الجزء الأكبر من العراق العجمي استقطع من أرض كوردستان. ثم يقول أن بريطانيا دخلت بشكل سري في مفاوضات مع تركيا عام 1916 لإعادة ولايتي بغداد والموصل مقابل امتياز لها في البصرة!! هل أن بريطانيا كانت قد احتلت هذه الولايات الثلاثة عام 1916؟؟ حتى تتفاوض عليها وتنسحب منها؟؟. من المعروف إنها احتلت بغداد عام 1917 والموصل عام 1918. أي نعم دكتور، أن العراق بحدوده الحالية استحدثه البريطانيون بالقوة العسكرية؟. حتى لو لبس ثلاث ذيول حمار، ثم ماذا؟. حتى لو كانت الأسبقية لبغداد عند دولة الاحتلال على موصل والبصرة ثم ماذا؟. هل هذا يعني أن الولايات الثلاثة جغرافيتها واحدة وبلد واحد؟!. إذاً لاحظ ماذا تقول اللجنة التي أوفدتها عصبة الأمم إلى موصل عام 1925. تقول:1- إن 75% من شعب الولاية من الكورد. من أجل هذا أن أهم عنصر في هذه القضية هم الكورد. وهؤلاء ليسوا تركاً ولا عرباً، يختلفون كثيراً عن الأتراك من ناحية العادات والتقاليد، وخاصة احترام المرأة في المجتمع الكوردي. وهكذا يختلفون عنهم من حيث الهيكل الجسمي.2- إن حدود العراق لم تمتد أكثر من مدينة هيت- تكريت أو جبل حمرين. 3- إن جميع المصادر الجغرافية منذ احتلال العرب للمنطقة وحتى تشكيل هذه اللجنة في عام 1925 لم تقل أن هذه الأرض جزء من العراق. وفي النهاية أوصت اللجنة: في حالة التمييز بين القوميات يجب تأسيس دولة قائمة بذاتها للكورد الخ. ويضيف الدكتور القصاب: الموضوع الثالث: الذي أيضاً من المهم أن نشير إليه، أن حدود العراق مع الجوار، مع بلاد فارس، ثم سميت إيران فيما بعد، كانت تبدأ بوضعها الحالي من رأس البيشة وتنتهي في المثلث العراقي التركي الإيراني في منطقة سكان وآني شايفه بعيني كان خط ثبتته معاهدة أرض الروم الثانية عام 1847. كيف يمكن أن تقال لم تكن هنالك، لكن لحد اليوم الناس، هناك اعتراف بحركة القبائل بين المكانين، وكان القوميسير الحدود يقفون في الشتاء والصيف عندما تتبادل القبائل الكوردية مع تركيا ومع إيران مناطق الانتجاع والري.
ردي على كلام الدكتور أعلاه: أولاً، أنا أضع أمام الدكتور القصاب وثيقة في كتاب صدرت قبل مائة عام تقريباً، من شخص أكاديمي اسمه (حسن پيرنيا) ملقب بمشير الدولة، كان ثلاث مرات رئيساً لوزراء إيران أبان الحكم القاجاري. ألف كتاباً ودمج معه كتاب (عباس اقبال آشتياني) المعنون: تاريخ مفصل ايران أز صدر إسلام تا انقراض قاجاريه. إلا أن اسم الكتاب بجزأيه ( تاریخ ایران از آغاز تا انقراض قاجاريه=تاريخ إيران من البدء حتى نهاية الحكم القاجاري) للعلم، أن جزء الذي كتبه پيرنيا ينتهي في العصر الساساني. يتحدث پیرنیا في صفحته الثانية عن حدود إيران مع البلدان والجبال التي تحيط بها من الجهات الأربع، يقول الآتي: في الشرق تحيط بإيران ثلاث سلاسل جبلية معروفة بجبال سليمان، وفي الشمال جبال البرز التي تمتد من الشرق إلى الغرب، وفي الغرب سهول وبراري جبال كوردستان التي تتجه من الشمال إلى الجنوب وتعود إلى الشرق حتى تصل إلى بحر عُمان. هل ترى يا دكتور في هذا الوصف للمنطقة اسماً للعراق ككيان يتاخم حدود إيران؟. بالطبع لا، لأن العراق في هذا التاريخ لم يشكل بعد ككيان.. على أيدي البريطانيون، بینما ذكر اسم جبال كوردستان في الكتاب كبلد متاخم لحدود إيران. هذا يذكرني بخارطة العلامة (محمود الكاشغري) الذي رسمه قبل 1000 عام، قبل مجيء الأتراك إلى المنطقة، لذا لم تجد فيها تركيا، ألا أن كوردستان مذكورة فيها باسم أرض الأكراد. وفيها اسم “أرض العراقين” كأرض عبارة عن الكوفة والبصرة. ثم تكلم الدكتور القصاب عن معاهدة أرض روم الثانية بأسلوب كأن العراق كان قائماً وتنوب عنه الدولة العثمانية! مع أن المعاهدة لا تذكر اسم العراق لا من قريب ولا من بعيد، بل تتحدث المعاهدة عن الأراضي العثمانية وعن نقاط الاتفاق بين بلدين هما الدولة العثمانية والدولة القاجارية. وتتكلم ملحق المعاهدة عن الكورد دون ذكر اسمهم قائلاً: … إمكان تقسيم العشائر التابعة فعلاً لإيران أي إسكان نصفها الواحد في أراض عثمانية ونصفها الآخر في أراض إيرانية الخ كلام صريح عن تقسيم كوردستان أرضاً وشعباً بينهما!. للعلم لم تستطع لجنة الحدود المنبثقة معاهدة أرضروم الثانية من إتمام عملها حتى 1914 التي قسمت كوردستان بين بلدين اسلاميين محتلين لكوردستان. عزيزي الدكتور نحن الكورد كشعب لا نعترف بهذه الحدود المصطنعة القائمة بين البلدان الأربعة عراق وإيران وتركيا وسوريا. دليلاً على وحدة الأرض الكوردية، ذات يوم توفى رئيس عشيرتنا نحن الكلهر في شرق كوردستان (إيران) جاءت جدتي من بغداد لإلى مندلي ومن هناك ذهبت على قدميها عبر الحدود المصطنعة إلى شرقي كوردستان للمشاركة في العزاء. الآن، في هذه الأيام، هناك مئات الأشخاص من الكورد يدوسون بأحذيتهم هذه الحدود المصطنعة بكلا الاتجاهين دون أن يعيرون أية أهمية للقوات الإيرانية التي قتلت منهم الكثير. فيا دكتور القصاب، دعك من الأطماع والمصالح ومخططات تخريبية، هذه الأرض التي تمتد من البحر إلى البحر هي كوردستان، الوطن الأم للأمة الكوردية.
ويستمر الدكتور القصاب في سرده: النطاق الجغرافي أيضاً يحكم، الجغرافي يحكم، شكل رسم هذه الخريطة ومن المفيد الإشارة إذا ما ذهبنا إلى بطون التاريخ نجد بأن هذه الخريطة الحالية الموصل وبغداد والبصرة هي المنطقة التي سيطر عليها الخليفة ناصر لدين الله لإثبات سلطته أو لاستعادة هيبة الخلافة العباسية، فكان العراق هكذا سمي العراق المنطقة التي سيطر عليها.
توضيحي على ما جاء أعلاه: استشهد الدكتور بكتب تاريخ، لكن دون أن يذكر مصدراً واحداً يقول أن موصل وتوابعها كانت جزءاً من العراق. بل أشار لها الخليفة الناصر لدين الله (1179-1225م) كما أشار إلى بلاد الشام وهمدان في إيران وغيرهما خارج ما سمي بالعراق العربي. جاء في كتاب الحقائق وسر الخلائق) ص 132 لمؤلفه (محمد بن عمر المظفر الأيوبي) المتوفي (617هـ) أن الخليفة ناصر لدين الله توسط بين صلاح الدين وصاحب موصل ليصلح بينهما، حتى ينهي صلاح الدين حصاره لموصل من أجل اقتحامها وبسط نفوذه عليها. وبعث ممثله الشيخ شهاب الدين السهروردي ليقوم بالوساطة بينهما. السؤال هنا، إذا كانت الموصل جزءاً من العراق، لماذا يتوسط الخليفة بين ملكين! أم الواجب يحتم عليه أن يشهر سيفه ويدافع عن حياض هذا الجزء من بلده؟. وتقول المصادر الأخرى أنه بسط نفوذه على بلاد بين نهرين وبلاد فارس. هل أن بلاد فارس جزءاً من العراق حتى يمد سلطانه عليها؟. بالطبع لا، لكن الإمبراطوريات كانت تبسط نفوذها على أي بلد تستطيع أن يضعها تحت سلطته. أن الدولة العثمانية حكمت بلدان عديدة في ثلاث قارات وهي آسيا وإفريقيا وأوروبا، هل هذه البلدان عثمانية تركية. ثم لا ننسى أن بني عباس كما عموم العرب في العراق من أئمة وخلفاء وعامة هم غرباء عن أرض العراق، لقد جاءوها من شبه الجزيرة العربية واستوطنوها بالقوة رغماً عن إرادة أهلها.
ومن خلال مداخلته يضيف الدكتور القصاب: النطاق الآخر هو أبو المشاكل، النطاق الذي سبب المشاكل هو النطاق السياسي، والنطاق السياسي لا العرب ولا الكورد لهم ذنب فيه.
ردي: في هذه الفقرة يساوي الدكتور بين الضحية والجلاد! يساوي بين العرب المسئولون على كل ما لحق ليس في العراق وكوردستان فقط بل مسئولون على كل ما جرى ويجري من ويلات ومصائب لشرق الأوسط والعالم. لأنهم منذ أن خرجوا من جزيرتهم الجرداء متسلطون على رقاب الشعوب غير العربية باسم الدين. بناءاً عليه، هم المسئولون الوحيدون على هدر ثروات المنطقة والتطهير العرقي الذي يتبعونه منذ قرون عديدة ضد الشعوب المنطقة الأصليون وفي مقدمتهم الكورد. يعلم الجميع، حتى أن معتوهاً مثل صدام حسين كان يحكم باسم الدين ووضع شعار الإسلامي الله أكبر في علم العراق. وبشار الأسد الذي لا صلاة في عقيدته العلوية يقف في المناسبات الدينية ويصلي صلاة أهل السنة! ناهيك عن داعش والقاعدة والنصرة والأنظمة العربية التي جميع دساتيرها يظهر فيها التأثير الديني؟.
ويستمر الدكتور القصاب: أنا كما قلت العرب والكورد كانوا مواطنين لدولة ظلت قائمة إلى 1918 ثم انتهت في المعاهدة التي أجريت بعد ذلك. لكن المدعيات القومية التي ألبست من وجهة نظري لباساً سياسية لم تكن قد بدأت إلا بعد حقبة طويلة من هذه المرحلة، النزاعات التي تمت منذ نهاية الدولة العراقية – خطأ لفظي يقصد الدولة العثمانية- عدا سليمانية استثني السليمانية لأن مستواها الثقافي والمعرفي كانت عالية ،كانت في السليمانية نخبة من المثقفين الأكراد العثمانيين كانوا ضباطاً أو كانوا مدنيين، كان هنالك تحسس كوردي وكان هنالك مسعى تحالفوا مع المرحوم شيخ محمود الحفيد لكي يؤسسوا كياناً كوردياً واجهته البريطانيون لم نجهضه نحن لم يجهضه العرب.
ردي على الجزئية المتخمة بالحقد والكراهية أعلاه: لا تتكلم بالمطلق، جزء من الكورد كانوا تحت سلطة الدولة العثمانية الغاشمة، والجزء الآخر كان تحت سلطة الدولة الصفوية المجرمة. وكذلك الكورد في الاتحاد السوفيتي السابق حيث كانت لهم جمهورية باسم كوردستان الحمراء التي تأسست عام 1923 وقضى عليها اللعين استالين عام 1929.أدناه خارطة الجمهورية التي كانت ذات حكم ذاتي:
لاحظ عزيزي القارئ الكريم، أن الدكتور الأكاديمي المثقف يسمي مطالب الشعب الكوردي القومية المشروعة بالمدعيات القومية! لاحظ أيضاً، يسمي الشعور القومي الكوردي بالتحسس قومي!. يا هذا أن الثورة التي قادها ملك (محمود الحفيد) شارك فيها الكورد من كل أصقاع كوردستان؟. ثم اقرأ جملته الأخيرة يقول: واجهته البريطانيون، لم نجهضه نحن، لم يجهضه العرب. يقصد مملكة جنوب كوردستان التي قضت عليها القوات البريطانية. ألم تزعم أن العراق بحدوده الحالية كان موجوداً منذ كذا قرن، لماذا قوات المستعمر البريطاني تهاجم كوردستان، التي تزعم إنها أرض عراقية؟، أين أنتم من هذا! أليس هذا يدل على أن جنوب كوردستان لم تلحق بكم قسراً في ذلك التاريخ بفوهة البندقية البريطانية، فلذا لم تشعروا أنه جزء من كيانكم.. الذي خط حدوده فيما بعد القلم البريطاني. عجبي،إذا أنتم لم تجهضوه، لماذا قبلتم أن يكون هذا الجزء الكوردي ملحق بكيانكم.. عنوة؟.
ويتحفنا الدكتور قائلاً: لكن بالمقابل، كيف يمكن نكران أن في أول مجلس تأسيسي عراقي كان هنالك 18 نائباً كوردياً من السليمانية إلى زاخو، وهؤلاء الثمانية عشر نائباً كوردياً أسهموا بشكل فعال في مناقشة المعاهدة العراقية البريطانية وكان رئيسهم مثقف العراق لم يكن مثقف الكورد إلي هو محمد أمين زكي أنا أتشرف بأنه هو جارنا نحن معهم حائط واحد كان خلوقاً شيوعياً يرمون بمناشير فوق سطحنا، أمين زكي كان رائداً من رواد المواطنة العراقية هو الوحيد بعد البدليسي كتب تاريخ الكورد، وعندما نذهب ونقرأ مختصر تاريخ كوردستان نجد هناك الكثير جزء منه أشار إليه أخوية الدكتور سيار.
ردنا عليه: إن الدكتور كما بقية ساسة العراق من العرب حين يتكلموا عن وجود كوردي في مركز من مراكز الحكم في الكيان العراقي كأنه منة يمنون بها علينا!. ثم ما الفائدة أن كان 18كوردياً في المجلس التأسيسي أو حتى أغلبية المجلس من الكورد، لا يساوي شيئاً، لأن القرار السياسي قرار عربي، وهؤلاء الكورد كانوا يدورون في الفلك الحكم العربي الجائر، الذي هو أيضاً كان ذيلاً للبريطانيين. لاحظ أن الدكتور القصاب بعد مرور قرن تقريباً على تلك المعاهدة المخزية، يقول للشارع العراقي والعربي بطريقة غير مباشرة، أن الكورد كانت لهم كلمة في صياغة معاهدة العار تلك!. ثم لاحظ كيف يتكلم كأي عنصري عربي، يقول أن النواب الكوردالـ 18 في المجلس التأسيسي كانوا من السليمانية إلى زاخو. إذا لم يكن هذا الكلام خارج من جوف شخص عنصري لماذا يستثني كركوك قلب كوردستان، التي مَثَلَها مع الشيخ (محمد حبيب طالباني)، و(دارا بيگ محمد علي داوده) و(جميل بابان). هؤلاء مثلوا كركوك في المجلس التأسيسي، ومن خلال أسمائهم تعرف أنهم كورد، لكنهم كانوا من أنصار بريطانيا؟. لماذا تستثني كركوك يا دكتور! وهي قلب كوردستان كما وصفها الزعيم الكوردي الخالد (مصطفى البارزاني)؟ الذي قال كركوك كوردية وكوردستانية بالحرف الواحد. بمعنى أنه لم يقبل أن يناقشه أحد عليها، طاب فاهك يا الزعيم الخالد. بعد هذا نقول للدكتور: يا ترى أين هو شرف المهنة!. لعلمك يا دكتور عبد الوهاب القصاب منذ عام 1925 إلى عام 1958 أجريت 16 دورة انتخابية مثل كركوك فيها 73 نائباً كوردياً كركوكياً. نحن هنا، لا نتحداك، بل نقول لك بصوت عالي، إن وجد، أذكر لنا أسماء ثلاث نواب عرب خلال هذه الدورات الانتخابية الـ 16؟ مثلوا كركوك في البرلمان العراقي، فقط هناك شخص واحد مستوطن عربي اسمه عاصي العلي فاز في دورتين انتخابيتين لا غير. أما فيما يخص العلامة (محمد أمين زكي)، أن الدكتور القصاب لم يقل لمستمعيه في المؤتمر المذكور اسمه بالكامل الذي هو (محمد أمين زكي)؟ كذلك لم يقل لهم اسم كتابه بالكامل؟، الذي هو مختصر تاريخ الكورد وكوردستان. وزعم أن محمد أمين زكي جاره؟ أو جارهم، بينما الرجل توفى قبل 67 سنة تحديداً عام (1948) ودفن في مدينته السليمانية، ولم يدفن في بغداد. يا ترى كم عمر الدكتور القصاب حتى يجاور محمد أمين زكي قبل عام 1948!. ثم يزعم بأنه رائد من رواد الوطنية العراقية. لا ندري من أين جاء بهذه الفرية؟ خير دليل على معرفة توجهات (محمد أمين زكي) هي نتاجاته الفكرية المتمثلة بكتاباته التي عرف فيها الشعب الكوردي المناضل، الذي لم ينحني لقسوة المحن، والذي استمر في مسيرة الحياة رغم صعابها كشعب نبيل قائم بذاته عبر آلاف السنين. وعرف وطنه كوردستان الأبية، الذي يقف الكورد على أديمه بشموخ كهامات جباله الشماء. وفيما يخص مشاركته هو وغيره من الكورد في الوزارات العراقية، قيل لهم أن علاقة كوردستان ستكون كعلاقة اسكوتلندة ببريطانياً، ألا أنه تبين فيما بعد مجرد وعود.. لم يلتزم بها لا الملك المستورد ولا رؤساء حكوماته العميلة للغرب (الكافر). وفي نهاية الجزئية ذكر اسم الدكتور سيار الجميل وهو من نفس طينته؟ يلعب بالكلمات لخداع القارئ، قبل عدة سنوات رديت على إحدى مقالاته الكيدية بمقال تحت عنوان: “الكورد” وليس “الكُرد” و لو كره العنصريون.
ويقول الدكتور القصاب: القبائل التي كانت موجودة في منطقة السهوب، كانت تتبادل هويتها، من عربية إلى كوردية، ومن كوردية إلى عربية، وبإمكاني أأتي بقائمة كبيرة جداً. ويضيف: كيف يمكن نحن في زمن الاختلاف هذا أن ننكر هذا التاريخ كله ونحاول أن نلبس الأمور غير لباسها.
ردي: لا حبذا يقول لنا اسم قبيلتين عربيتين بدلت هويتها من العربية إلى الكوردية؟. لكن بعض القبائل الكوردية استعربت بحكم سياسة التعريب الممنهجة، ليست لها علاقة بالسهوب كما زعم الدكتور أعلاه. قبيلة الأيوبي في درعا في سوريا استعربت بحكم عدم الاهتمام بهم ككورد في المحيط العربي، أضف له سياسة التعريب الممنهجة التي تتبعها السلطات العربية في البلدان التي يحكمونها كاستعراب الأمازيغ في شمال إفريقيا والأقباط والنوبيين في مصر، والآراميين في سوريا، والكورد في جزأين من كوردستان الخ. هناك طريقة أخرى للتعريب تسمى الجرش، مثال الكورد في جنوب ووسط العراق عرضة لاعتداءات العرب، فيدفع مبلغاً من المال لعشيرة معينة يقال بالعامية يذب معهم جرش بهذه الطريقة المهينة يصبح عربياً. الآن طوروا هذه العملية.. صارت العشيرة الكوردية في بغداد أو المناطق الأخرى خارج إقليم كوردستان تذب جرش مع عشيرة عربية حتى تحميها وبعد هذا الإذلال تصبح العشيرة عربية، أو تحت حمايتها!!. من يلبس أمور غير لباسها! يا قصاب، شعب قائم بذاته يعيش على أرضه منذ فجر التاريخ لا تريدون تتركوه وشأنه لأن سوريا والعراق لا يستطيعا أن يستمر ككيانين دون كوردستان لأسباب عدة سنأتي على ذكرها، هذا كل ما في الأمر، لا تداخل يعضهم في بعض في السهوب ولا غيرها. جميع الشعوب المتباينة على جانبي الحدود في بلدان العالم يتداخلوا في البعض ويتزاوجوا الخ، لكن لا يصل إلى إنكار الهوية الوطنية والقومية لبعضهما كما يزعم الدكتور القصاب.
ويستمر الدكتور في غيه: إذاً نطاق السياسي حقيقة هو الذي سمم العراق، والنطاق السياسي تم استغلاله وهذه نقطة ينبغي تكون هنالك جرأة كبيرة لإخوتي وأبناء وطني المؤرخين والسياسيين الكورد، ينبغي أن تكون هنالك جرأة بأن هذا الموضوع استغل استغلالاً سيئاً من قبل دول الجوار، وأكثر دولة جوار استغلت هذه الورقة وعاد شرها على الكورد أكثر مما على العرب هي إيران، إيران ضحت بالكورد مرتين في نصف القرن الماضي، ضحت بهم في مهاباد وضحت بهم في عام 1975.
ردي على البدعة أعلاه: سبق وقلت لكم في سياق هذا المقال، أن هؤلاء.. لا يعادون الشعب الكورد بالبندقية والرشاش، بل من خلال الكلام المعسول المدسوس باسم، دون أن يلغي كوردستان صراحة يقول أبناء وطني الكورد، بمعنى أبناء وطنه العراق! أتمالك نفسي ولا أشتم، لكن أليس مثل هذا الكلام الماسخ لا يخرج إلا من فم عديم الإنسانية؟. لو كائن من كان يريد أن يكون صديقاً للكورد يجب عليه أن ينظر إليه كشعب كوردي له وطن اسمه كوردستان، ومن يقول غير هذا إنسان غير سوي، عليه أن يراجع طبيب نفساني ليعالج النقص الذي في أخلاقه. تصور عزيزي القارئ، يسمي قضية الشعب الكوردي موضوع! وبعده مباشرة يسمها ورقة! كأن القضية الكوردية ورقة قمار يلعب بها كائن من كان!. لا عزيزي، لم تكن في نصف القرن الماضي؟ المؤامرة التي حيكت ضد جمهورية كوردستان كانت في عام 1946 أي: في النصف الأول من قرن العشرين. والمؤامرة الأخرى جرت في 1975 أي: في النصف الثاني من قرن العشرين. لا يا دكتور لو رسمنا جدولاً حسابياً ممكن أن تركيا الطورانية تحتل رقم 1 وإيران رقم 2 والعراق رقم 3 وسوريا رقم 4، لكن هذه الأرقم تتغير حسب تعامل هذه الكيانات.. مع القضية الكوردية، ممكن العراق يحتل رقم 1 كما في عام 1988 في عمليات الأنفال وضرب المدن والقرى الكوردية بالغازات السامة الخ، وممكن يوماً ما إيران تحتل رقم 1 وهلم جرا.
ويضيف الدكتور في مداخلته: وأنا أتساءل كيف لمن تجرع كأس السم من إيران في عام 1975 أن يقبل ويعود ويتعاون ويفتح حدود العراق لإيران، والعراق في حرب مع إيران لـ 8 سنوات. الموضوع السياسي هو سبب تسميم العلاقة، والموضوع السياسي والمقاربة هي سبب تسميم العلاقة، ما كان قبلها، ما كان قبل 1961 لم يكن، أنا أستثني السليمانية بس الحركات الأخرى كانت حركات عشائرية، حركات أساسها خلاف بين الأكراد أنفسهم. الواحد والستين انطلقت، بعدين تحولت إلى الثورة الكوردية، لكن عندما انطلقت كانت خلافات بين الزيباريين والبارزانيين، كلنا يعلم ذلك لما يمكن لا يمكن إنكار هذه الحقائق ومحاولة تحميل بغداد باعتبارها سلطة عربية محتلة كما سمعت الآن، وأنا متألم لم الآن. كيف أن يعتبر الإنسان في وطنه محتلاً، هو مميز الدستور العراقي اعترف به حقوقه الثقافية تم الاعتراف بها ما ما ما يمكن أن نضيفه، لذلك ليس فقط حقوقه السياسية وإنما هويته القومية ككوردي كما هي مفتوحة للعرب وقادة الجيش العراقي نحن نفتخر بأن قادتنا أفضل قادتنا كانوا أكراد ضباطاً كورداً. لما ننكر هذه الحقيقة. في ليلة 14 تموز 1958 كان متصرف أربيل النقشبندي الذي أصبح عضو مجلس السيادة.
ردنا على النقاط.. التي أثارها الدكتور: عن علاقة الثورة بإيران، ألم يعرف الدكتور لا توجد صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة، وإنما توجد مصالح دائمة، والشعب الكوردي المحاصر من قبل أربعة أعداء محتلون لوطنه تفرض عليه واقعه المر أن يناور مع أحد أعدائه، حتى يعادل بين جغرافية وطنه المحاصر من الجهات الأربعة، لمواجهة أحد من أعدائه الأربعة، وهذا الذي صار عام 1975 ألا أنه تعرض خلاله لمؤامرة دولية أكبر من حجمه وقدراته، وحدث ما حدث بعد ذلك. مرة أخرى يجني على الشعب الكوردي حين يصف الدكتور القصاب الحدود المصطنعة بين الكيانين الإيراني والعراقي كحدود بين بلدين، نسي أو تناسى أن الشعب الكوردي لا يعترف بهذه الحدود.. على أرضه، التي خطها بنادق الاحتلال رغماً عنه. يعلم الدكتور والآخرون، يقع على جانبي هذه الحدود.. جزأين من الوطن الكوردي وهما شرقي وجنوبي كوردستان. وفي نفس الجزئية أعلاه يصف اندلاع ثورة أيلول على أنها كانت بسبب خلاف عشائري بين البارزانيين والزيباريين!. أليس هذا تهكماً بالشعب الكوردي وبثورته المباركة؟ حين يصفها هذا الوصف..؟. ألم يقم عبد الكريم قاسم قبل قيام الثورة بقطع علاقته بملا مصطفى البارزاني. بعد مرور عدة أعوام على إسقاط الملكية، ماطل قاسم في إقرار الحقوق القومية للشعب الكوردي؟ كما ورد في المادة الثالثة في الدستور. ألم يطالبه الحزب الديمقراطي الكوردستاني بإلغاء الأحكام العرفي والأوضاع الاستثنائية والبدء بانتقال السلطة من خلال انتخابات، وإطلاق سراح السجناء السياسيين؟. ألم يقم الحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل ثورة أيلول بأيام بإضراب سياسي كبير وأراد قاسم إنهائها بقوة السلاح؟. ألم يحرك قاسم قبل اندلاع الثورة قوات عسكرية كبيرة وطائرات إلى كوردستان استعداداً لشن هجوم كبير على الكورد؟. ألم يأمر بغلق جريدة الحزب البارتي؟. ألم يصدر مذكرة اعتقال بحق سكرتير الحزب آنذاك إبراهيم أحمد؟. ألم يطارد أعضاء الحزب في بغداد؟ الخ الخ الخ. بعد كل هذا تزعم أن ثورة أيلول قامت بسبب خلاف عشائري!. إليك ما قاله جلال طالباني عن اندلاع ثورة أيلول. قال في أربعينية العضو القديم في البارتي شمس الدين مفتي: أن ملا مصطفى البارزاني عارض قيام ثورة أيلول عام 1961. أليس هذا وحده يكفي أن نكذبك حين قلت أن ثورة أيلول قامت بسبب خلاف عشائري بين البارزانيين والزيباريين؟. بينما نرى شخصاً مثل طالباني يقول أن البارزاني كان يعارض قيام الثورة. إن شخصاً مثل بارزاني،الذي ساهم عام 1919 في ثورة ملك محمود الأول، وفي عام 1920 شارك في ثورة التي قادها الشيخ سعيد بيران في شمالي كوردستان وفي 1931 قاد مقاومة ضد البريطانيين، وفي عام 1943 أعلن الثورة على حكومة العراق العميلة للبريطانيين. وفي عام 1946 قاتل ضد نظام شاه العميل في جمهورية كوردستان وعاصمتها مهاباد الخ. شخص بهذه المواصفات الوطنية والقومية يعلن الثورة في جنوب كوردستان، ويشارك الثورة الكوردية في شمال كوردستان، ومن ثم في شرقي كوردستان، يأتي ويعلن ثورة بسبب خلاف عشائري!، ماذا نقول سوى إن لم تستح.. .يا هذا، نحن لم نقل أنتم في بلدانكم محتلون؟ نحن قلنا ونقول أنتم والأتراك والإيرانيون والسوريون محتلون لكوردستان، أنتم في كوردستان م ح ت ل و ن للوطن الكوردي، الذي اسمه كوردستان. أما إذا تتألم أو حتى.. هذا شأنك لا علاقة لنا بك. إن المشاركين من الكورد في الحكومات العراقية قبل 2003 أن كانوا وزراء أو مدراء أو قادة عسكريون لا يمثلون الشعب الكوردي، لأن الشعب الكوردي لم يرسلهم لشغل هذه المواقع، هؤلاء مثلوا أنفسهم فقط. يتكرم علينا بأن محافظ أربيل كان كوردياً، الدكتور يريد حتى محافظ أربيل وهي عاصمة جنوب كوردستان يكون عربياً!. هذا يذكرني بأحد مسئولي العرب العنصريون في سوريا، قيل له الكورد يطالبون بحقوقهم القومية، قال أليس عندهم حقوق، لديهم مقهى في حلب اسمها مقهى الأكراد، ماذا يريدون أكثر من هذا.
ويستمر الدكتور بسرده قائلاً: هناك مجموعة نقاط بودي أن أشير إليها،يعني لا أريد أن أكرر بأن الأكراد كانوا، بإمكاني أن أعدد من كان متصرفاً من كان وزيراً. أفضل وزير داخلية في العراق هو سعيد قزاز، وهو كوردي وهو من السليمانية لم ينكر كورديته في يوم من الأيام أبداً.
ردي: للأسف الدكتور يتكلم وليس كأنه أكاديمي، يتكلم وكأنه لا زال في صفوف الجيش العراقي المجرم، يا هذا ألستم تقولون أننا شركاء في هذا الوطن؟ أليس للشريك الحقوق كما لشريكه؟ طيب لماذا تعدد المناصب الثانوية التي تبوأها الكورد الذين مثلوا أنفسهم وعوائلهم فقط!. يتكلم عن سعيد قزاز كأنه لا زال بيننا، ولا يقول أن قادة انقلاب 14 تموز أعدموه لأنه كوردي، رغم أنه أنكر كورديته قولاً وفعلاً، لو كان كوردياً بحق وحقيقة لم يمنحه مجلس الوزراء في العهد الملكي وسام الرافدين من النوع المدني من الدرجة الثانية بإرادة ملكية بالرقم (89) في الثالث من شباط 1946 وذلك بسبب ما قام به سعيد قزاز ضد الحركة التحررية الكوردية بقيادة ملا مصطفى البارزاني.
ويقول الدكتور القصاب: هذه حقيقة شهدت تعايشاً حقيقياً، كان هنالك إشكالات نعم، كانت هنالك مشاكل نعم،كان هنالك تجاوز نعم، لكن هذا التجاوز لم يرقى إلى حد القمع القومي أبداً.
ردنا على ما جاء أعلاه: لا أدري أين هذا التعايش!! منذ أن خضع الحكم في العراق للعرب أن الكورد يضطهدون على مدار الساعة، فأين هذا التعايش يا قصاب؟. نراه في زيارة اللعين فيصل لخانقين حين اشترى الأراضي من الكورد وجاء بالعرب ووزعها عليهم بالمجان من أجل تغيير ديمغرافيتها؟. حقاً لو نقارنها مع صدام يعتبر تعايش سلمي، لأن صدام سلب أراضي الكورد في خانقين وأبعدهم إلى غرب العراق ولم يعوضهم. فقياساً بسياسة صدام حسين ضد الكورد أن سياسة فيصل أهون. أين هذا التعايش يا قصاب في هدم 4500 قرية كوردية، أم في القرارات العنصرية التي نفذها حزب البعث المجرم في كركوك والمدن المستقطعة، حيث كان الكوردي يحق له أن يبيع بيته ولا يحق له أن يشتري بيتاً في كركوك، أم في قرار تغيير القومية من الكوردية إلى العربية، أم ببيع فتيات الكورد في أسواق النخاسة في الخليج ومصر؟. قليلاً من إنصاف يا عديمي الإنصاف.
ويضيف الدكتور القصاب: أقرأ لكم جملة بسيطة قالها عبد المحسن السعدون الشهيد، رئيس وزراء العراق، بالمناسبة حزب التقدم لعبد المحسن السعدون كان به 11 نائب كوردي من أصل 18، 11 نائب كوردي كانت في هذا الحزب. ماذا يقول السعدون: أنا أرى من الضروري أن نكون أحراراً ونعطي الحرية ليس للبعض وإنما لجميع العناصر، إن في العراق عنصراً عظيماً هو العنصر الكوردي فإذا لم نعطي العنصر الكوردي حقه وندع مدارسه تدرس بلغته الكوردية فستحصل لدينا مشكلة كبيرة، إذا لم نعطهم حدودهم وحقوقهم لم نتمكن من تحقيق الوحدة العربية. هذا رئيس وزراء العراق وفي حزبه كان هنالك أحد عشر نائباً كوردياً وأنا أتحدث عن 1924 – صحح له الدكتور سعد التاريخ وقال 1929- في الأيام الأولى التي نشأت فيها الدولة العراقية.
ردنا على الجزئية أعلاه: يتبجح الدكتور لأن حزب عبد المحسن السعدون كان فيه 11 نائب كوردي عميل لا يمثلون إلا أنفسهم. للعلم، أن حزب أردوغان فيه 70 نائباً كوردياً جميعهم لا يساوي حذاءاً واحدة من أحذية الفتيات الكورد اللواتي يواجهن الآلة الحربية التركية بصدور عارية. نسي الدكتور أو تناسى، أن مدير المركز عزمي بشارة الذي يعمل فيه كان عضواً في الكنيست الإسرائيلي؟ وجندياً في جيشه، هل هذا دليل على أن بين الفلسطينيين والإسرائيليين سلام وصداقة؟. يا ترى طبق كلام عبد المحسن السعدون في عهد تبوئه شخصياً رئاسة الوزارة العراقية أم بعده؟، هل أعطى العراق للكورد حدودهم كما قال السعدون؟ هل أعطى للكورد حقوقهم؟ هل درس جميع الكورد اللغة الكوردية في مدارسهم؟ أنا من قضاء مندلي الذي كان 85% من سكنته من الكورد ليس فقط لم ندرس بلغتنا الكوردية بل منعونا حتى التحدث باللغة الكوردية، وهجروا جميع القرى الكوردية إلى بغداد ومنحوا تلك القرى وأراضي الكوردية مع مبلغ نقدي ورشاشة كلاشينكوف كهبة للعرب الذين استقدمتهم السلطات العراقية من وسط وجنوب وغرب العراق، ونفذت هذه السياسة العنصرية المقيتة على طول أراضي جنوب كوردستان المتاخمة لشرقي كوردستان. ألم ينتبه الدكتور لماذا طالب السعدون ولو لفظاً بمنح الكورد حقوقهم، يقول السعدون في نهاية حديثه: إذا لم نعطهم حدودهم وحقوقهم لم نتمكن من تحقيق الوحدة العربية. هنا البيت القصيد، إذا لا يمنحوا الكورد حقوقهم المشروعة يصعب عليهم، أو من المستحيل تحقيق أهدافهم القومية وعلى رأسها الوحدة العربية، التي لم ولن تتحقق أبد الدهر، لأن غالبية الشعوب التي تصنف كعرب ليسوا عرباً بل أنهم ناطقون بالعربية ولهم امتداداتهم القومية بشكل وآخر مع أبناء جلدتهم من غير العرب؟.
ويضيف الدكتور: مقاربة، مقاربتي صحيحة، في العهد الملكي العراقي كانت هنالك فرصة كبيرة جداً لكي يتم بناء الهوية العراقية الجامعة.
ردي على هذه النقطة من فم الملك فيصل الأول نفسه: يقول الملك فيصل الأول، (1883- 1933) عن سكان العراق. جاء في كتاب (تاريخ العراق السياسي) جزء الأول صفحة (12) للمؤرخ المعروف (عبد الرزاق الحسني)، يقول فيصل: وفي هذا الصدد أقول وقلبي ملآن أسى: إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بل توجد تكتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة سمّاعون للسوء، ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أية حكومة كانت. هذه هي هويتك الجامعة يا دكتور، بقي يقول عنهم أوباش وسلابة وينعقون مع كل ناعق؟. وكانت حصتنا من هذه الشراكة المزعومة أو الجامعة المزعومة، بدءاً من فيصل الأول وإلى الآن، تدمير4500 قرية مع 16 قضاء، وقتل مئات الآلاف من شعب كوردستان، وتهجير وتعريب البقية الباقية، هذا ما جنيناه من شراكتكم المزعومة.
وفي جزئية أخرى يزعم الدكتور القصاب: دعونا نرجع إلى التاريخ، تعالوا نتصفح خطة مجلس الإعمار العراقي ونرى كم كانت حصة كوردستان في مشاريع هذا المجلس كبيرة جداً.
ردي على التلفيق الذي زعمه الدكتور: يغفل نفسه القصاب بأن كوردستان من أقصاه إلى أقصاه كانت ساحة عمليات عسكرية منذ وقبل تأسيس الكيان العراقي. يظهر أنه لا يعلم أن بريطانيا لأول مرة جربت طائرات هوكرهنتر في كوردستان لقتل الكورد، ولا يعلم أن هؤلاء (الكفار) جربوا لأول مرة قنابل ذات 250 كيلو جرام لتدمير القرى الكوردية؟ وحتى مدينة السليمانية قصفها البريطانيون بالطائرات. وجاء بعدهم إجرام الجيش العراقي الذي أحرق الأخضر واليابس في كوردستان. ألا يعرف الدكتور العسكري كم مرة جرت تسوية بيوت بارزان مع الأرض على أيدي الجيشين العراقي والبريطاني؟. ألم يخضع كوردستان لحصار دائم من قبل العراق؟. أقسم بكل شيء مقدس كان ممنوع علينا أن نأخذ معنا كيلو واحد شاي من بغداد إلى مندلي، وعلى هذا قيس الأمور. الآن وفي العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين يأتي عبد الوهاب القصاب يسطر الكلم.. دون حسيب ورقيب للخليجيين، كأن الكورد لا يسمعوه، ويعروه فيما بعد للعالم على تلفيقاته وأكاذيبه، التي قالها في المؤتمر المذكور. ويستمر الدكتور في غيه قائلاً: بأن العراق بَنَت ثلاثة من السدود العملاقة، وتنشئ الكهرباء، لكهربة المنطقة، ثم تطوير الزراعة في الوديان وفي السهول وبعد ذلك عملية التصنيع التي بدأت، يعني أنا أشوف جزء منه. صدقني هذا كلام رخيص يا دكتور. عيب على أكاديمي أن ينزل إلى هذا المستوى من الانحطاط الفكري. ألم تعلم، أن العراق قام ببناء السدود في كوردستان لأن أراضي وسط وجنوب وغرب العراق غير صالحة لبناء السدود؟ ثم أن السدود التي بناها العراق كانت مياهها وغالبية كهربائها تذهب إلى العراق وليست إلى كوردستان؟. ومن ثم يتحدث عن تطوير الزراعة والتصنيع الخ حين سمعته تصورت أنه يتحدث عن ألمانيا أو السويد! يا رجل إلى الآن في كوردستان يحرثون الأرض بالأبقار والبغال، عن أي تطوير تتحدث!. أية صناعة تتحدث عنها، إلى الآن لا توجد في كوردستان شركة أو معمل كبير تذكر، سوى معمل الإسمنت وذلك بسبب استخراج مواده الأولية من أرض كوردستان. إن كوردستان في عصر الإمارات الكوردية كانت أفضل مما هي عليها في زمن الاحتلال العربي. في القرن التاسع عشر كان الميزان التجاري بين الغرب وكوردستان لصالح كوردستان، لأنها كانت تصدر لأوروبا الجلود والتبغ والحنطة والشعير الخ بينما هي لم تستورد منها شيئاً في ذلك التاريخ.
ويقول الدكتور القصاب: بعدين هنالك حقيقة مهمة جداً يعني فيما عدا الزاوية الشمالية الشرقية من كوردستان العراق، بقية المنطقة متماوجة ولذلك حتى معاهدة سيفر خلت كوردستان الجنوبية، يعني أعطت ستة أشهر منطقة تداخل كلكم تعلمون هنالك أراض إسلام وأراض نصارى وبامرني كذا مناطق مختلطة، سهل مانگيش مختلط سهل السندي مختلط منطقة فلفي وسميل وعاصي وترى هنالك مزارعين مسيحيين يلبسون اللبس العربي والشروان، تعبر إلى الجزيرة عبر دجلة إلى الساحل الأيمن هنالك قبيلتان كورديتان هما الجرجرية والحسنان هؤلاء تراهم بالملابس العربية ونصف متعربين، فإذا هذا الاختلاط، لا يجوز أن ننكر موجود ونحاول أن نختلق أو نلوي الحقائق لكي نقول هنالك سلطة تسلطية عربية إذا ما تركنا كل هذا جانباً، دعونا الجانب الجيوبولتيكي جانب المعاشي اليومي، هذه المنطقة هي التي تجعل العراق يعيش – إي ها قولها من أول ليس بمقدور العراق أن يستمر في العيش ككيان دون كوردستان، لماذا كل هذا اللف والدوران، وتجعل من الأقليات التي تعيش في كوردستان أصحاب أراضي وتسميها مختلطة الخ- بكل مكوناته والعراق، أنسى الجانب التسلطي لأن الديمقراطية هي التي تأتي بجانب البناء، إذا ما نسينا الجانب التسلطي، العراق يعتبر الأكراد أو الكورد شعب، شعب العراق يتكون من الشعب العربي والشعب الكوردي والمكونات القومية الأخرى.(الكلام غير المترابط ليس من عندي، بل الدكتور هو الذي تكلم بهذه الصيغة المفككة، وأنا وضعته على الورق كما نطق).
ردنا على ما أثارها الدكتور أعلاه: إن الدكتور القصاب كأكاديمي يعرف قبل غيره أن الأقليات التي تعيش في كنف الشعب الكبير لم تكن صاحبة أرض؟. إذا هكذا تحسم الأمور فعلى العراق أن يتنازل للصابئة والسريان والكلدان واليهود والتركمان والفرس عن أجزاء من الأراضي العراقية حتى يؤسسوا عليها كياناتهم. ثم، ألم يعرف القصاب أن هذه الأرض اسمها كوردستان أو أرض الأكراد منذ أزمنة قديمة، وهؤلاء الذين يعيشون مع الكورد أنهم كوردستانيون؟. لماذا هذا التلفيق الرخيص لتغيير الواقع على الأرض، الذي يؤثر سلباً على مكانتك الأكاديمية؟. هناك كورداً وطنيون وأعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني يلبسون الزي العربي، اتخذوا هذا الزي كزي الإسلامي وليس عربي؟. عدد الدكتور لنا عدة مناطق، وقال أنها مختلطة، بمعنى ليس للكورد الحق فيها، ألا يعلم القصاب أن أسماء هذه المناطق كوردية خالصة؟. الدكتور القصاب يحسبه منة علينا إذا يسمونا شعب!! لا يعرف كلمن لا يسمي الكورد شعب أو أمة يعرض نفسه للسخرية و الاستهزاء، أن كان شخصاً أو كياناً أو حزباً سياسياً. أية ديمقراطية تدعي؟ هو العربي يعرف ما هي الديمقراطية؟ أمامك أكثر من عشرين كيان عربي قل لنا واحدة منها ديمقراطية صحيحة وسليمة. العراق الذي هو موضوعنا بتأثير من أمريكا بدأ فيه شيئاً من الديمقراطية وبعد خروج الأمريكان سرعان ما انتهى إلى نظام طائفي، وذات شيء حدث إبان تأسيس الكيان العراق على أيدي البريطانيين، وبعد أن انتهى الانتداب وانسحبت بريطانيا صار الحكم عروبياً عنصرياً بامتياز.
وهكذا على نفس المنوال يقول الدكتور: طيب، كيف يمكن بعد هذا أن نتحدث عن دولة تسلطية عربية قمعت آمال الأكراد ويضيف: أنا فقط أشير، أنه ينبغي أنه عندما نوجه نقد للسلطة المركزية في بغداد علينا نوجه نقداً ذاتياً لأنفسنا – يساوي بين الضحية والجلاد!- لما تعاونا مع من هو يعادي الكيان العراقي وفتحنا أبواب العراق له، هذا سؤال كبير. بعدين النقطة الأخيرة، أحب أقولها أنه في 91 في عشية العدوان الأمريكي على العراق في 91، 174 فوج شيخ كوردي كانوا من أفواج الدفاع الوطني العراقية، الذين تسلحهم وتدفع رواتبهم السلطة المركزية في بغداد.
ردي: لا تستخدم المصطلح المخفف يا دكتور،نحن لم نقل دولة تسلطية، بل قلنا ونقول دولة مجرمة كانت ولا زالت مجرمة. نحن لم نفتح أبواب أحد؟ إذا فتحنا باباً فهذا بابنا باب كوردستان. حتى هذا، لو لم تهاجموننا في عقر دارنا لماذا نطلب العون من الآخرين؟. في كل حروبكم مع الكورد هل أن الكورد حاربوكم في مدنكم؟ أم أنتم جئتم إلى مدنهم، ولم ترحموهم، قتلتم حتى أبقارهم وحرقتم مزارعهم وبيوتهم ناهيك عن قتل الإنسان الكوردي بالطرق الوحشية. نحن، وأنا شخصياً لم ولن أسميه عدوان أمريكي، بل أسميه تحرير أمريكي للعراق، لأنه لأول مرة يأتي جيش إلى العراق و كوردستان ولم يقتل الكورد؟. وخلصنا من شخص ترأس العراق، كان الضبع الكريه الكاسر أرحم منه. وأخيراً يتكلم الدكتور القصاب بلسان النظام العراقي المجرم حيث يسمي الجحوش (المرتزقة) الذين لفظتهم الشعب الكوردي، بأفواج الدفاع الوطني.
لافونتين : الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي إليهم.