لا الوم اصدقاء واخوة وكتاب اظهروا فرحا فوق العادة بالانتصارات التي تحققت على الدواعش الانجاس في قاطع الموصل , من حق الناس أن يهلهلوا للانتصارات…لا شك هذا الشعور الوطني الذي نقتقده بسبب سياسة المحاصصة والارتهان بالطرف الاجنبي , لكن انا احبيت ان انبه ان المرحلة القادمة لن تكون وردية كما نتصور فقد تكون اسوء مما نحن عليه , ولكي تعرفوا خشيتي وتخوفي من المستقبل القادم لتعطوني الحق بامكاندكم ان تبحثون في Google عن ما كتبته قبل اكثر من عام تحت عنوان ((مَاْ بَعْدَ دَاعَشَ هَلْ سيبَقَّى الْعِرَاقُ في وَحَدتهِ المُفَكَّكَةِ أو يخَضَّعُ للأَقْلَمةِ؟!)) والذي نشر في ثمان حلقات متواصة في الصحافة ونال اهتماما وصدى واسعا …فيا ايها الاخوة الفرحون بالانتصار في الموصل أعتقد أن من المبكر التهليل والاحتفال بالانتصار النهائي , فعليكم ان تستفسروا معي ماذا اعدت الحكومة من اجراءات لحواضن داعش المجرمة الذين من خلالهم استطاع الارهاب ان ينفذ بين المواطنين ويتعايش معهم ؟! تصوروا احدكم يسافر الى مدينة عراقية لا يعرف احدا يضيفه فيها سيظطر للاقامة في الفندق ويضطر الاستفسار عن الاماكن التي يقصدها ويشعر انه غريب يحتاج الى من يرشده رغم انه في بلده …اليوم اعداد كبيرة من هذه الحواضن بل حتى الداوعش انفسهم تسللوا مندسين مع النازحين , بالتاكيد انتم بالامس سمعتم ما حصل في قرية عين الجحش من غدر لمقاتلين تبرعوا بمؤنهم الغذائية لهذه القرية عندما كانوا في مخيمات النازحين وبعد ان عادوا اى قريتهم بعد تحريرها نصبوا كمينا للمقاتلين اثناء نزولهم باجازتهم وقتلوهم …. هل سيفضي هذا الانتصار الذي كتب بالدم بان المهجرين من الشيعة والمسيحين واليزيدين الذين هم بمئات الالاف في كربلاء والنجف ومناطق الجنوب سيعودون الى بيوتهم دون خوف او هاجس على حياتهم ؟! فان قلتم لا اذن على ماذا هذه التضحيات الجسام ؟!…هؤلاء الشهداء الابرار التي روت دماءهم الطاهرة ارض الموصل والتي امتلات بهم مقبرة النجف حتى توسعت باتجاه كربلاء وهذه النساء الارامل والايتام والامهات الثكلى هل سيحصلون على حقوقهم التقاعدية ويحضون برعاية ابوية من الحكومة والمرجعية ام سيتركون حال اقرانهم السابقين بان عوائهم تعيش على الصدقات؟! اذن متى يغلق سجل جيش الارامل والايتام في العراق بعد ان وصلت اعدادهم الى اكثر من 5 مليون؟! …هل تتوقعون سيعم الامن بالمثلث الغربي بعد القضاء على داعش ويكون بمقدار ابن البصرة والنجف ان يذهب الى الموصل بدون هاجس الخوف من الغدر الطائفي كما هو حال ابن الرمادي وابن الموصل الذين يعملون في الميناء البصرة اليوم؟! فان قلتم لا فاي عراق بائس هذا الذي اذا زرت مثلثه الغربي على عائتك ان تحضر فدية مقابل اعادة جثتك المقطعة وان زرت اقليمه الكردي عليك ان تحضر كفيل يضمنك ؟! ام تسمعوا اليوم ان داعش حولت مشروعها الارهابي الى سياسي وتتهيا لعقد مؤتمرها في بغداد ؟! اليس هناك شخصيات واطراف سياسية بالخفي تمد ايديهم لمصافحة هؤلاء المجرمين المتورطين بالدم العراقي وبعضهم مطلوب ومحكوم من القضاء؟! اليوم شعار داعش قادمون يا بغداد حققه جناحها السياسي بعد ان افشلت المرجعية الدينية بفتوى الجهاد الكفائي هذا النداء البغيض وقبرته في مهده , الا تتوقعون ان بعد تحرير الموصل ستفجاءكم داعش بعمليات ارهابية نوعية في بغداد والمناطق الجنوبية لكي تعوض خسائرها وتعيد هيبتها ؟! …هل احد منكم سال نفسه لماذا حررنا الموصل بدماء ابناء الوسط والجنوب وساسة هذه المناطق ماضين في انفصالها باقليم ؟! هل نحن نقاتل بالنيابةعنهم ؟! حتما تتفقون معي ان داعش ستنهزم عسكريا ولكن اعلامها سيبقى مقاوم بل سيبقى فكر داعش وجناحها السياسي قائم , داعش لم تسقط الذي سقط دولتها في العراق اي سقوط الدولة وبقاء الفكر لكون عصاباتها وخلاياها النائمة ستبقى هنا في العراق وهناك في البلدان العربية والدول الغربية , وتنمو بنفس اسمها أو تحت مسمى اخر , ستبقى داعش طالما بقيت الجوامع والمدارس السعودية تنشر فكر ابن تيمية , وتبقى داعش طالما هناك دعاة يحلمون ويمنون النفس لاعادة حكم الخلافة الاسلامية … اذن الارهاب المخفي سيبقى بين كر وفر وقضية الطائفية والعداء والكراهية ستبقى ظاهرة عامة لامة , لهذا كله فالفرح بالانتصار سيكون على ماذا؟! فالايام القادمة اسوء لان دماءنا ستبقى تنزف وثرواتنا تبقى تهدر؟!