منذ سقوط مدينة الموصل وغيرها من مدن العراق العزيزة و لازلنا نجهل الأسباب الحقيقة لسقوط هذه المدن واحتلالها من قبل داعش والمتسببين بسقوطها , كل طرف يحاول ان يتملص من المسؤولية ويلقيها على غيره ولكن بالنتيجة جميع الاطراف بطريقة واخرى كانت السبب فيما حصل خلال السنوات الماضية وما حصل لمدينة الموصل وباقي المدن الاخرى من سفك دماء تخريب ودمار وتهجير .
الحديث عن سقوط الموصل والمدن مؤلم والمؤلم جدا ان المسببين لسقوطها لم ينالوا جزائهم العادل ولازالوا احرار وربما البعض منهم لازلوا بمناصبهم و ينعمون بالرفاهية ويتمتعون بالامتيازات وضحايا الحرب من شهداء ومعوقين لم ينالوا ابسط حقوقهم وهم من ضحوا بحياتهم من اجل يبقى العراق شامخا بعدما حاول البعض ان يبعه بثمن بخس من اجل ارضاء أسياده واجل مصالحه الشخصية .
السقوط الحقيقي لدولة الخرافة يجب ان يستمر حتى سقوط كل المعتقدات الزائفة التي غرسها التنظيم بنفوس الكثير من الشباب والمغرر خلال فترة الاحتلال الداعشي لتلك المدن, وبكل تأكيد ان هذا لا يمكن ان يتحقق بين ليلة وضحاها ما لم يتعاون الجميع من رجال دين ومنظمات المجتمع المدني والاعلام لتغير ذلك الفكر التكفيري والدموي الذي غرزه داعش في نفوس من تقبل ذلك الفكر بشكل طوعي او مكره ومهما كان التقبل يجب ان يكون هناك تثقيف وعلاج نفسي وفكري وروحي من اجل ان يتحرر هؤلاء المغرر بهم واعادة تأهيلهم .
ان من اوليات الانتصار كيفية المحافظة عليه وادامته بشكل صحيح واعادة الثقة للمواطن بالقوات الامنية ومدى تقبلهم ان هذه القوات التي قدمت التضحيات من اجل تحرير مدنهم وتخليصهم من الدواعش ومن لف لفهم من عصابات ومتملقين لهم , وهذا الانتصار يجب ان ترافقه عملية كبيرة بتطهير الارض من مخلفات الحرب التي زرعها الدواعش من عبوات ناسفة ومتفجرات ومنازل وعجلات مفخخة ومصائد للمغفلين , وكذلك ملاحقة الخلايا النائمة من التنظيم داخل الموصل وخارجها وهذا لا يتحقق الا بجهد استخباري كبير وبتعاون الشرفاء من اهل الموصل الذين ذاقوا مرارة احتلال داعش لمدينتهم وتدميرها .
راهن الكثير على صعوبة تحرير الموصل ولكن القوات الامنية بكل صنوفها وبمساندة ابناء الحشد الشعبي كانت لهم كلمتهم وارادتهم في المعركة بعد انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل منذ المرحلة الاولى وهم كلهم اصرار وعزيمة على تحقيق النصر وسحق الارهاب وفرض سيطرتهم على الارض على الرغم من استغلال داعش للمدنين كدروع بشرية الا ان التخطيط الصحيح والصبر اثبت نجاح قواتنا وتخطيها كل العقبات التي وضعت من اجل تاخير النصر على دولة الخرافة لكن رجالنا الابطال قطعوا الشك باليقين وانتصرت ارادتهم وهزمت دولة الخرافة , وهذا الانتصار انما هو فاتحة خير للقضاء على كل التنظيمات الارهابية ومن يقودها ويمولها داخل وخارج العراق .
ان تحرير مدينة الموصل لم ياتي جزافا انما كانت حصيلة التخطيط الصحيح للعمليات العسكرية والتضحيات الجسيمة التي قدمها االابطال في ساحات المعارك ولو لا هذه الدماء لما تحررت الارض وعليه يجب ان نحافظ على النصر وعدم التساهل مع الارهابين وقطع طرق الإمدادات والسيطرة على الحدود مع دول الجوار ومنع تسلسل الارهابين .
ونحن في فرحة الانتصار على دولة الخرافة علينا ان لا ننسى شهدائنا الابطال الذين لولا دمائهم الزكية لما انتصرنا فهذا الانتصار هو ثمرة تضحياتهم وتلبيتهم لنداء الوطن والمرجعية .