23 نوفمبر، 2024 10:41 ص
Search
Close this search box.

ليلة القدر ” الليلة الكونية في الكون المتدين “

ليلة القدر ” الليلة الكونية في الكون المتدين “

أنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بأذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر * سورة القدر –
أنا أنزلناه في ليلة مباركة أنا كنا منذرين – 3- الدخان –
فيها يفرق كل أمر حكيم – 4- الدخان –
أمرا من عندنا أنا كنا مرسلين – 5- الدخان –
الغفلة حالة نفسية تطرأ على ألادراك البشري فتعطل وظيفته للتفاعل مع جلجلة الحدث الكوني المتكرر والحامل للدلالات والعبر التي تحتاج اليقظة المتحفزة لآلتقاط صدى ألايقاع المتشح بنور اليقين الذي يعرف ألاشياء بمسمياتها المنتظمة في لوح ألانشاء والتكوين حيث تكون المرجعية واحدة لالبس فيها , فينتظم ألاداء المنجز للعمل الصالح الذي تنتظر الملائكة مهمة رفعه ” اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ” .
ومساحات الغفلة كبيرة وكثيرة في حياة الناس , وأكبر وأوضح حالات الغفلة : أنهم نسوا أن الكون متدين ؟
وهذا النسيان هو من مخلفات الغفلة للمشهد الكوني الحافل بمنبهات الذاكرة مثل :-
1-  ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا أن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون – 86- النمل –
ولكن الغفلة جعلت الكثير من الناس يجهلون معنى السكن والسكينة في الليل , فحولوه الى عربدة ومجون ضاعت فيها حقوق الزوجية وألاولاد , وتحول البعض ممتهنا صنعة ألانحراف في فهم سكينة الليل وبصيرة النهار فكان ” الغجر ” عنوانا دائما للغفلة التي سنرى أصنافا أخرى تشاركهم هذه الغفلة ولكن بمسيمات مغايرة ؟
2-  أمن خلق السماوات وألارض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ماكان لكم أن تنبتوا شجرها أأله مع الله بل هم قوم يعدلون – 60- النمل – ونلاحظ هنا أن مساحة الغفلة تشمل مشهدا طبيعيا متكررا لغايات شحذ ألانتباه وتقوية الذاكرة عبر كل من :-
أ‌-     خلق السماوات وألارض .
ب‌-  أنزال الماء على شكل مطر
ت‌-  أنبات الحدائق ذات البهجة وهو تشكيل جمالي
ث‌-  ليبقى السؤال الكبير :” هل يعقل مع كل هذا الخلق أن نجعل مع الله ألها أفتراضيا ونسويه مع ألاله الحق الخالق ؟
3-  أمن جعل ألارض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أأله مع الله بل أكثرهم لايعلمون – 61- النمل – سؤال ينتزع مما جعل لنا الله في ألارض , والسؤال يتوزع على الحقائق التالية :-
أ‌-   أن ألارض هي القرار لنا أي مكان أستقرارنا المناسب ” وألارض وضعها للآنام ”
ب‌-  ووجدت ألانهار فيها لحاجات البشر ألانمائية
ت‌-    ووجدت الجبال قواسم مشتركة بين ألانماء وألامن حتى لايختل توازن ألارض , قال تعالى :” وجعلنا في ألارض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون – 31- ألانبياء – 
ث‌-          وأوجد بين البحرين حاجزا : فهذا عذب , وهذا أجاج وهذا موج هائج , وذاك موج هادئ ؟
ج‌- والذين في هذه الحالة ومع هذه الحقائق يجعلون مع الله ألها أخر هم لايعلمون ؟
4-  أمن يجيب المضطر أذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء ألارض أأله مع الله قليلا ماتذكرون – 62- النمل – والسؤال هنا يخاطب الذاكرة , لآن ألاضطرار حالة تتكرر في حياة الناس , وكثير من حالات ألاضطرار ليس بمقدور الناس حلها , لذلك يكون التوجه الى الله الخالق القادر عند المستبصرين , ويكون ألالتجاء الى الله بالفطرة عند غير المستبصرين ؟ ولذلك تجد جميع الناس تتكلم بأسماء الجلالة وتستحضرها في مفردات حديثها فكلمات ” وفقني الله ” وسهل لي الله ” وأن شاء الله ” والله يعطيك ” والله يخليك ” هي كلمات تتردد على أفواه الكثير من الناس ومن مختلف الديانات , ومختلف ألاجناس , ولكن الغالبية منها تأتي بصيغة العادة والتقليد غير المستحضر بوعي وثقافية أيمانية
5-  أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أأله مع الله تعالى الله عما يشركون – 63- النمل – سؤال لايمكن للعقلاء التهرب منه لحقيقة لحظة المواجهة مع المجهول سواء في البر وظلماته الكثيرة : غابات مظلمة بكثافة أشجارها , كهوف معتمة , أقبية حالكة الظلام عندما يواجهها ألانسان ليس له ألا التدبر بعقل والعقل منحة ربانية , والوسائل التي يهتدي اليها ألانسان للتخلص من ظلمات البر هي تسخير رباني , أما ظلمات البحر فهي معروفة سواء في أعماقه , قال تعالى :” أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض أذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل له نور فماله من نور – 40- النور – ثم أن الرياح نعمة من نعم الله وحركتها في أرسالها هي بشرى لآنها تلقح النباتات وتحمل الغيوم والسحب وتحركها من مكان لآخر فيكون فيها المطر والمطر هو ماء السماء الذي تخرج به الزروع وألاشجار وكل النباتات فهو خير , وهذا الخير العميم هو بمثابة البشرى للناس يعرفها الفلاح , والراصد الجوي ومن يعمل بالملاحة , أما سكون الريح وعدم حركتها فيعرفها كل الناس لآنهم يشعرون بضيق التنفس الذي يجعل المصابين بالربو في حالة خطرة , أما في المناطق الساحلية فالرطوبة تتصاعد بشكل مؤذ للناس عندما تتوقف حركة الريح وعندما تتحرك يشعر سكان المدن الساحلية على ضفاف البحار بالراحة ؟
6-  ومن أياته خلق السماوات وألارض وأختلاف ألسنتكم وألوانكم أن في ذلك لآيات للعالمين – 22- الروم – فأختلاف ألالسن يعني : اللغات هي خلق الله كما خلق السماوات وألارض , وكذلك أختلاف ألالوان هو خلق الله , ولكن هذه المشاهد والدلالات لايتوقف عندها ألا من له علم بذلك وهذا العلم أذا ساد وأنتشر , فلا عصبية تبقى في المجتمع , حيث سيكون مفهوم اللغة عبارة عن منحة ربانية , مثلما سيكون اللون هو ألاخر خلق للله وكل خلق الله عدل وهدي ” الذي أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى ”
7-  قل أرأيتم أن جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من أله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون – 71- القصص – وهذا سؤال تعجيزي يستثير التأمل , ولذلك هو مرتبط بطريقة سماعه وكيفيتها على القاعدة القرأنية :” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” ولذلك قال تعالى ” أفلا يسمعون ” لآن الذين يسمعون مثل هذا السؤال الوجودي لابد لهم من جواب , وسيكون الجواب مشروعا للعمل بعد معرفة عدم القدرة على ألاستغناء عن الضياء ؟
8-  قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة من أله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون – 72- القصص – فنحن في كون نظمت فيه ألاشياء والمظاهر بما يتناسب وحاجاتنا المتمثلة بأشياء كثيرة منها :-
أ‌-  الطعام : قال تعالى :” يا أيها الناس كلوا مما في ألارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين – 168- البقرة –
ب‌-  الكساء : قال تعالى :” وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون – 80- ألانبياء –
ت‌-  ألامن : قال تعالى :” قالوا ياذا القرنين أن يأجوج ومأجوج مفسدون في ألارض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا – 64- الكهف – وقال تعالى ” وأذا جاءهم أمر من ألامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى أولي ألامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لآتبعتم الشيطان ألا قليلا – 82- النساء –
ث‌- السكن : قال تعالى :” أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وأن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فأن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وأن تعاسرتم فسترضع له أخرى – 6- الطلاق –
ج‌-التعليم : قال تعالى :” أقرأ بأسم ربك الذي خلق -1- خلق ألانسان من علق -2- أقرأ وربك ألاكرم -3- الذي علم بالقلم – 4- علم ألانسان مالم يعلم – 5- سورة – العلق – وقال تعالى ” وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم أذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون – 122- التوبة –
ح‌- الصحة : قال تعالى ” وأذا مرضت فهو يشفين – 80- الشعراء –
خ‌- الزواج : قال تعالى :” وأنكحوا ألايامى منكم والصالحين من عبادكم وأمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم -32- النور – وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنهم الله من فضله , والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم أن علمتم فيهم خيرا وأتوهم من مال الله الذي أتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء أن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فأن الله من بعد أكراههن غفور رحيم – 33- النور –
صور الكون المتدين : –
للكون المتدين صور مبثوثة في أرجاء الكون , وأنحاء الطبيعة التي أعتقد البعض أنها مرجعا , فقالوا هذا : صنع الطبيعة , وفاتهم أن الطبيعة من أرض وجبال وشجر وبحر وأنهار ونبات وشمس وقمر ونجوم أنما هي مخلوقة من قبل الله الذي خلقهن وكان على كل شيئ قدير  قال تعالى :” الحمد للله الذي له مافي السماوات وما في ألارض وله الحمد في ألاخرة وهو الحكيم الخبير – 1- سبأ – يعلم مايلج في ألارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور -2- سبأ –
1-  الحمد لله فاطر السماوات وألارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق مايشاء أن الله على كل شيئ قدير – فاطر –
2-  ولقد أتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد – 10- سبأ –
3-  ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بأذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير – 12- سبأ –
4-  فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشيئ من سدر قليل -16- سبأ –
5-  تسبح له السماوات وألارض ومن فيهن وأن من شيئ ألا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم أنه كان حليما غفورا -44- ألاسراء – وهذه ألاية الكريمة المباركة من أوضح ألايات القرأنية دلالة على مفهوم الكون المتدين الذي ربما يغفل عنه الكثيرون , بل ربما أن الكثير من الناس لازالوا لايعقلون مثل هذا المعنى لا لشيئ ألا لآنهم لم يعيشوا معنى التدين في حياتهم لآسباب منها عائلية أو أجتماعية أو سياسية أو عقائدية , وفي كل الحالات تبقى القاعدة القرأنية منطبقة عليهم قال تعالى :” بل ألانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة ” وتبقى النتيجة كما قال تعالى ” يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ماعملت وهم لايظلمون – 111- النحل – وفي القرأن الكريم ست سور كريمة مباركة تبدأ بالتسبيح بصيغة فعل المضارع تارة وبصيغة فعل الماضي تارة أخرى , وقد سماها المفسرون بالمسبحات , قال تعالى :” سبح للله مافي السماوات ومافي ألارض وهو العزيز الحكيم 1- سورة الحشر – وقال تعالى :” سبح للله مافي السماوات ومافي ألارض وهو العزيز الحكيم 1- سورة الصف – وقال تعالى :” يسبح للله مافي السماوات ومافي ألارض الملك القدوس العزيز الحكيم – 1- سورة الجمعة – وقال تعالى :” يسبح للله مافي السماوات ومافي ألارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير – 1- سورة التغابن –
6-  ولله يسجد مافي السماوات ومافي ألارض من دابة والملائكة وهم لايستكبرون – 49- النحل – وفي هذه ألاية الكريمة المباركة تأكيد لمعنى خاص من معاني العبادة الكونية ألا وهو السجود ومثلما أخبرتنا ألاية رقم 44 من سورة ألاسراء بأننا لانفقه أي لانعرف كيفية تسبيح كافة الكائنات لله تعالى , فكذلك نحن لانعرف كيفية سجودها له , ولكن علينا أن نثق بما أخبرنا به لآن من أخبرنا هو الحق تبارك وتعالى , وهذه ألاية من سورة النحل تخبرنا بأن كل دابة في ألارض تسجد للله وقد قرنت سجود الدواب بسجود الملائكة تقريبا للمعنى
7-  وأوحى ربك الى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون -68- النحل – ثم كلي من كل الثمرات فأسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس أن في ذلك لآية لقوم يتفكرون – 69- النحل – ومعنى التدين في سلوك النحل واضح وظاهر من خلال النتائج التي حصل عليها ألانسان وهو العسل الذي يضرب به المثل عند الناس في طيب مذاقة وعذوبة شرابه حتى ضرب به المثل ” كالعسل ” أو مثل العسل ” وأماكن تواجد العسل التي بينها القرأن الكريم وهي على الشكل التالي:-
أ‌-     الجبال
ب‌-          الشجر
ت‌-          العرائش التي يصنعها ألانسان التي تختلط فيها ألاوراد وألازهار من كل النباتات المزهرة ؟
8-  وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أن في ذلك لآيات لقوم يعقلون – 12- النحل – وهذا التسخير والنتائج التي لمسناها في تجربتنا الحياتية على وجه ألارض هو الذي يجعلنا نتفهم معنى مفهوم التدين في الكون الذي سماه علم الفضاء المعاصر بالكون المعجز ؟
9-  ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته , ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال – 13- الرعد – وعندما نعلم بأن الرعد يسبح بحمد الله , لاتبقى حجة لمنكر أو غافل , لآن الجميع لايستطيعون منع حدوث الرعد , مثلما لايستطيعون أنكار نتائجه من البرق والصواعق وأثارها , أما أن تسبيح الملائكة الناتج من خوفهم من جبار السماوات وألارض , فلآنهم عقول بحتة لم تخالطها الشهوات التي تحول بين العقل والواقع فتؤدي الى خذلان صاحبها كما هو في حال ألانسان الذي لم ينتصر على شهواته , فالملائكة بعقولهم النورانية أدركوا عظمة الله فخشعوا له مسبحين ساجدين ومستغفرين لمن في ألارض , ونحن كذلك مطلوب منا أن نستغفر لآخواننا من بني أدم من الذين لم يهتدوا الى معرفة الصواب وطريق الحق والسلام في ليلة القدر بمعانيها الكونية ذات الوحدة العبادية القائمة على روح العلم واليقين , وليس على مظاهر ألادعاءات التي مثلها أصحاب المكاء والتصدية في العصور القديمة , ويمثلها اليوم من غرتهم المظاهر وفاتتهم المخابر والمضامين الحقة , أو من أنخدع بزخرف القول غناء وتمثيلا حتى أصبحوا سكارى لايهتدون الى الطيب من القول ” اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ”
10- وما من دابة في ألارض ألا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين – 6- هود – وهذا هو الكون المتدين لاتوجد دابة في ألارض ألا ولها رزق ولها مستقر ومستودع , ولا زال ألانسان رغم مابذله من جهود علمية وبحوث مستمرة لايستطيع العلماء فيه أن يقولوا أنهم قد أحصوا كل ماموجود على وجه ألارض , ولاماهو موجود في باطن ألارض , ولا ماهو موجود في البحار وفي ألانهار والبحيرات والمستنقعات ؟
11- قلنا يانار كوني بردا وسلاما على أبراهيم -69- ألانبياء – فالنار هنا تخاطب من قبل الله وهي تستجيب فتتحول الى برد وسلام على أبراهيم , وهذا هو فعل وسلوك التدين مثلته هذه المرة النار التي هي جزء من الكون المتدين ؟
12- يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا أنا كنا فاعلين -104- ألانبياء – وهذه الظاهرة تعبير عن خشوع وخضوع السماء لخالقها وهو بما ينسجم مع فعل التدين من الطاعة ؟
13- ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في ألارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم أن الله يفعل مايشاء – 18- الحج – وهذه أشمل صورة للكون المتدين فهل بعد ذلك من يجحد هذه الحقائق ؟
14- ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات وألارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون – 41- النور – وهذا المشهد الذي تتحدث عنه هذه ألاية الكريمة المباركة هي خلاصة جامعة لمعنى الكون المتدين , فأذا كان التدين عمل وفعل وفهم , فقد أشارت له ألاية بجملة ” كل قد علم صلاته وتسبيحه ” فالسماوات وألارض تصلي وتسبح ولكننا لانفقه هذه الصلاة ولا ذلك التسبيح لآختلاف القوانين بيننا وبينهم والذي خلقهم هو أعلم بهم فعلينا أن نثق بما يخبرنا به من خلقنا وسوانا ووهبنا الحياة ثم كتب علينا الموت وهو يقين العقول العارفة الفاهمة
15- وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيئ وأن هذا لهو الفضل المبين – 16- النمل – ومنطق الطير لايعلمه ألا الله , ولما علمنا أن الطير له تسبيح وصلاة خاصة , فأن منطقه هو منطق الذي يفهم سياق التدين تسخيرا ؟
16- حتى أذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون -18- النمل – نحن أمام مشهد معجز يكشف لنا طبيعة الكون المتدين الذي تكون النملة فيه متفهمة بأدراكها الخاص لما يدور من حولها وتسمي نبي الله بأسمه وتميز بينه وبين جنوده ؟ ثم أن حديث الهدهد ودوره يأتي في سياق العلاقات العامة في الكون المتدين .
17- ومن عجائب الكون المتدين قوله تعالى :” وأذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من ألارض تكلمهم أن الناس كانوا بأياتنا لايوقنون -82- النمل – وهذه النتيجة المعجزة هي من نتائج حركة الكون المتدين التي لايملك ألانسان العاقل أمامها ألا أن يصدقها بكلياتها دون الفوص في تفاصيلها التي لايملك قدرة على أدراكها , ولذلك قال الفلاسفة:” قف عند حدك أيها المحدود ” ؟
18- ثم أستوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللآرض أئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين – 11- فصلت –
هذا هو الكون المتدين بمفهوم العرفان العقلي الذي لايبتعد كثيرا عن مفهوم العرفان الروحي وأوراده العملية التي يكون فيها للمعصوم حضور بهي يملآ النفس سرورا والعقل حبورا والقلب نورا , وفي عبقات هذا المناخ تتوج ليلة القدر في سلامها وبهائها حيث يتحد المكان والزمان في فعل ألانسان ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات