18 ديسمبر، 2024 11:16 م

عربان أم بعران فالأمر سيان!

عربان أم بعران فالأمر سيان!

تهتم الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً بمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الخليج العربي، فتقحم نفسها في كل صغيرة وكبيرة، ومطلوب من مستشاريها ألا تفوتهم شاردة أو واردة، لأنهم مع كل أربع سنوات رئاسية تنفذ أجندات خاصة، تختلف عن السلف السابق للرئاسة، والسبب أن لكل مقال مقام؛ كما أن الإزاحة الجيلية للزعماء في المنطقة، تتطلب إستراتيجية تختلف من فترة لأخرى، عليه قال: دونالد ترامب خلال مؤتمر القمة السعودية الأمريكية، سأصلح قدر المستطاع، ما أفسده أوباما.
ما يثير هواجس أمريكا حالياً، هو الصراعات الداخلية للعائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، فتَسلم الجيل الجديد لدفة الحكم، يستوجب أخذ جانب الحيطة والحذر، لضمان تقديم الولاء والطاعة وسط الصراعات الخليجيةـ العربية، وكذلك قدرة الجيل الملكي الشاب على تنظيم الخلافات داخل العائلة المالكة، ولابد من مراعاة الرابحين والخاسرين، حيث أن إستقرار المنطقة له أهمية في إستقرار الأمن القومي الأمريكي.
المنافسة الإقليمية بين السعودية وإيران، هي محور إهتمام أمريكي، وهي على قناعة بأن الحرب في المنطقة العربية تستعر بين الفينة والأخرى، كما أنه لا نهاية لحمام الدم العربي، إلا بإنتهاء النفط، فهو الذهب الأسود الذي يطمع فيه اليهود، وتاج رأسهم الملعون أمريكا.
أمام الصمت العربي، هناك الآف القصص المأساوية التي طويت في أدراج مكاتب الأمم المتحدة، لأن أمريكا وحلفاءها يرغبون بإستمرارها، بقصد زيادة إرباحهم من عقود التسليح، وإستنزاف ثروات العرب، سنة بعد أخرى، وتشجيع هجرة الشباب الى الخارج، وتفاقم مشكلة اللجوء والنزوح، وهذا يدفعهم للعمل في كيانات وجماعات ينتجها التطرف الأهوج، والحاجة الى المال، تجعلهم أدوات سهلة لهدم المجتمع العربي، والأسباب باتت معروفة، فأمريكا عندما تقحم نفسها لحل مشكلة عربية، تبدأ بالبحث عن ثغرة طائفية ومذهبية، وهي كفيلة بإشعال أزمات وحروب لا يحمد عقباها، فإشعال الفتن مهنتها منذ أمد طويل.
أمريكا تريد أن تنفذ في المنطقة العربية مخططاتها، لصالح مدللتها إسرائيل، ولا يهمها كم هو مقدار الثمن الذي يدفعه العرب، خاصة إذا ما علمنا أن بعضهم لا يخجل من تطبيع العلاقات معها، وإنزال رؤوسهم العفنة أذلاً، فخلف الكواليس أو أمامها أصبح الأمر سيان، ما بين العربان والبعران.
ختاماً: قديماً وصف أعرابي، لبعض أهل الحضر علم نجوم الأنواء والإهتداء، ونجوم السعد والنحس، فقال قائل لشيخ بقربه: أما ترى هذا الأعرابي، يعرف من النجوم ما لا نعرف؟ فقال: مَنْ لا يعرف أجذاع بيته؟! نعم أمريكا الآن، هي مَنْ تعرف أوتاد البيت العربي، وأساس،هوأجذاعه، أكثر منا نحن العربان، فرقصة السيوف لا يفقهها إلا ذو لب فطين، فعزة النفس ليست لساناً ساخراً بل موقف أصيل، يتحدث عنه التأريخ يا سادتي