18 نوفمبر، 2024 1:29 م
Search
Close this search box.

“الكيماوي” .. كلمة سر “واشنطن” لشن عدوان جديد على سوريا

“الكيماوي” .. كلمة سر “واشنطن” لشن عدوان جديد على سوريا

كتبت – نشوى الحفني :

في الوقت الذي أعلنت فيه الدول الراعية والمشاركة في النسخة الخامسة من اجتماعات العاصمة الكازاخية “أستانة” مشاركتها في الجولة الخامسة من المحادثات، في الثالث من الشهر المقبل، اتهم البيت الأبيض الحكومة السورية بالتخطيط لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية، محذراً الرئيس السوري “بشار الأسد” من أنه سيدفع “ثمناً باهظاً” هو وجيشه إذا نفذ هجوماً من هذا النوع.. وهي التهديدات التي توصف بالمريبة في توقيتها وفق مراقبين، وهو ما جعل المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” يرد قائلاً: “نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية غير مقبولة”.

المتحدث باسم الرئاسة الأميركية “شون سبايسر”، قال في بيان: إن “الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء”.

مضيفاً أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن “هي مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيماوي في 4 نيسان/ابريل 2017 “والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية غير مسبوقة شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية للنظام في سوريا”.

وأسفر الهجوم على البلدة الواقعة في محافظة “إدلب” عن مقتل أكثر من 80 شخصاً، وتسبب في غضب دولي واسع النطاق.

مؤكداً المتحدث باسم الرئاسة الأميركية على انه “كما قلنا سابقاً فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم داعش (…) ولكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً”.

تحميل الأسد وروسيا وإيران المسؤولية..

قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة “نيكي هالي” عبر موقع التدوين القصير “تويتر”: “سيتم تحميل الأسد مسؤولية أي هجمات أخرى تنفذ ضد الشعب السوري، وكذلك أيضاً (سيتم تحميل المسؤولية) لروسيا وإيران اللتان تدعماه في قتل شعبه”.

توافق فرنسي – أميركي..

على الفور، أجرى الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون” الثلاثاء 27 حزيران/يونيو 2017، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، ليؤكد على ضرورة العمل على رد مشترك في حال وقوع هجوم كيماوي في سوريا.

وكان “ماكرون” قد كرر خلال استقبال نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” في آيار/مايو الماضي، عن وجود خط أحمر، مشدداً على أن فرنسا سترد ولو بشكل منفرد على أي هجوم كيماوي في سوريا.

وبعد واشنطن وباريس، أكدت برلين الخميس 29 حزيران/يونيو الجاري على ضرورة منع استخدام السلاح الكيماوي من جديد في سوريا.

يستهدف تبرير عدوان جديد..

أعلن التليفزيون الرسمي السوري إن الحكومة السورية وصفت هذا التحذير بأنه لا يستند إلى أي معطيات أو مبررات وهدفه تبرير “عدوان جديد” على البلاد.

ناقلاً، التليفزيون الرسمي، عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن ادعاءات واشنطن عن وجود نوايا لدى سوريا لشن هجوم ليست مضللة فحسب، وإنما أيضاً “عارية من الصحة ولا تستند إلى أي معطيات أو مبررات”.

طهران: تصعيد “خطير” لن يخدم سوي “داعش“..

من جانبها، حذرت “إيران” الولايات المتحدة من تداعيات الاتجاه نحو تصعيد خطير في سوريا، قائلاً وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف” على “تويتر”، إن “تصعيداً أميركياً خطيراً آخر في سوريا بذريعة وهمية لن يخدم سوى داعش”.

لعب بالنار..

كما حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، الأربعاء 28 حزيران/يونيو 2017، من أن الولايات المتحدة “تلعب بالنار” في سوريا.

قائلاً “شمخاني” في تصريحات نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن واشنطن منعت تشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في نيسان/ابريل الماضي.

وتابع: “لا شك أن التصرفات الحمقاء والمغامرات الأميركية في سوريا ليست إلا لعب بالنار، والميدان السوري ومجرياته كفيل بإنهاء أي استمرار للعدوان الأميركي الأحادي”.

تغطية على الهزيمة المستمرة لمحور الإرهاب..

أضاف “شمخاني” رداً على التهديدات الأميركية الأخيرة لاستهداف سوريا بتهمة أنها تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية، قائلاً إن هذه “تغطية على الهزيمة المستمرة لمحور الإرهاب في مواجهة التقدم الكبير والمصيري للجيش السوري”.

ولفت “شمخاني” إلى: أن “أميركا منعت تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بعد اعتدائها غير القانوني على قاعدة الشعيرات السورية، بحجة استخدام دمشق لأسلحة كيميائية, لعدم رغبتها بكشف زيف الاتهامات الموجهة ضد سوريا”.

لافروف: سنرد بكرامة على أي هجمات أميركية ضد الأسد..

أما وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، فقال الأربعاء 28 حزيران/ يونيو، إن بلاده سترد بـ”كرامة وبشكل متناسب” إذا نفذت الولايات المتحدة الأميركية هجوماً في سوريا.

مضيفاً “لافروف” في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني، أن روسيا سترد إذا اتخذت أميركا “إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية” ضد أي هجوم كيماوي أو استهداف للمدنيين في سوريا، آملاً ألا تستخدم أميركا معلومات سرية عن تخطيط سوريا لهجوم كيماوي.

عمل إستفزازي موجه ضد سوريا وروسيا..

كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا”، أن اتهامات واشنطن لدمشق بالتخطيط لهجوم كيماوي عمل استفزازي موجه ضد سوريا وضد روسيا كذلك، غير مستبعدة أن تكون هذه الاتهامات تمهيدًا للتدخل في سوريا.

قائلة “زاخاروفا”، في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، الخميس 29 حزيران/يونيو 2017: “للأسف سمعنا اتهامات جديدة عديمة الأساس من قبل واشنطن تجاه القيادة السورية، حيث زعم الجانب الأميركي أن القيادة السورية تخطط لشن هجوم كيماوى جديد”، مضيفة: “أن هذا الوضع يشبه عملاً استفزازياً من الناحيتين العسكرية والإعلامية يستهدف ليس فقط السلطات السورية، بل وكذلك روسيا”.

موضحة أن هذه الاتهامات والتهديدات تبدو ساخرة تمامًا على خلفية الخطوات المخالفة للقانون، لما يسمى بالتحالف المناهض لـ”داعش” بقيادة الولايات المتحدة تجاه سوريا.

وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن لدى روسيا معطيات جديدة تشير إلى التحضير لهجمات كيماوية “وهمية” قد تحدث في مدينتي “سراقب” و”أريحا” السوريتين، متابعة: “نعتقد أنه يجري الإعداد لمثل هذه المسرحية ومثل هذا الاستفزاز”.

مؤامرة أميركية لضرب سوريا..

سبق وأن حذر رئيس اللجنة الدولية فى مجلس الاتحاد الروسى “كونستانتين كوساشيف”، من أن تصريحات الولايات المتحدة الأميركية حول رصد استعدادات مزعومة من قبل الحكومة السورية لشن هجوم كيماوي، يمكن أن تكون جزءاً من “مؤامرات أميركية” تهدف إلى شن هجمات جديدة على القوات السورية.

موضحاً “كوساشيف” – في تصريح بثته وكالة أنباء (تاس) الروسية – أن مثل هذه التصريحات التي يصدرها البيت الأبيض، مخيفة من حيث ما تخفيه وراءها من خطط واشنطن الخاصة بها.

موضحاً “كوساشيف”: “يمكن للولايات المتحدة أن تكون على بينة من وجود خطط لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية (فضلاً عن حقيقة أنها لن تنفذ بأي حال من الأحوال من قبل الحكومة السورية)، ولكن في هذه القضية، فإن ذلك من شأنه أن يطلق العنان لأيدي الإرهابيين كون الجناة قد تم تسميتهم مسبقاً. ويمكن أن تقوم الولايات المتحدة بضربة وقائية ضد القوات السورية وتلعب على القضية التي تم الترويج لها على الصعيد العالمي، وبالتالي فإن أي إجراءات وقائية ستكون مبررة”.

أنبوب اختبار لتبرير أعمالها العدوانية..

وفقاً للمشرع الروسي، فإن واشنطن تعبر عن استنكارها الشديد فيما يتعلق بالقصة كلها. ويمكنها العلم بالهجوم القادم دون محاولة منعه، ولكنها تنحى باللائمة إزاء هذا الأمر على الرئيس السورى مقدماً، كما يمكن أيضاً للولايات المتحدة أن تحاول خداع الجمهور العالمي بأنبوب اختبار آخر يحتوي على بعض مسحوق أبيض لتبرير أعمالها العدوانية، على حد قوله.

اتهامات سابقة..

في 18 أذار/مارس 2015، سبق وأن أكد تقرير للأمم المتحدة، على تورط النظام السوري في شن هجوم بالغازات السامة على بلدة “قمنيس” بمحافظة إدلب، للقضاء على المعارضة السورية بالبلدة.

تقرير الأمم المتحدة حمل أيضاً النظام السوري مسؤولية هجومين كيميائيين، إحداهما وقع في ريف إدلب خلال شهري نيسان/ابريل 2014، وأخر بالكيماوي أيضاً في ريف حلب آب/أغسطس 2015.

أما شهر أذار/ مارس من العام الجاري، فقد شهد ضربة كيماوية على بلدة “اللطامنة” في شمال محافظة حماة، والتي تبعد حوالي 15 كيلو مترًا من “خان شيخون”، وتعرض على إثرها أكثر من 70 شخصًا في المنطقة لعامل كيميائي مجهول، وظهرت عليهم أعراض الغثيان والانفعالات والرغوة وتشنج العضلات وانقباض حدقة العين، فضلاً عن حالات وفيات، وهذا ما أعلنت عنه الأمم المتحدة في تقريرها ضد سوريا.

“جعجعة كلامية”..

اعتبر، مصدراً قريباً من الملف، أن الأمر لا يزيد عن “الجعجعة الكلامية”، مشيراً إلى أنه “حتى في حال تنفيذ ضربات، وفرنسا يمكنها بالفعل تنفيذها منفردة، فإن الأمر سيكون أقرب مرة أخرى إلى تسجيل موقف أكثر منه إجراءات يمكن أن تقود النظام (السوري) إلى تغيير سياسته”.

كما أن الصواريخ الستين من نوع “توماهوك”، التي أطلقتها واشنطن في نيسان/ابريل الماضي على قاعدة الشعيرات، لم يستتبعها تغيير جذري في المقاربة الأميركية للملف السوري.

وكتب “شارل ليستر” الخبير في الشأن السوري: “لن تكفي غارات تأديبية محدودة أو تصريحات قوية، لردع نظام قتل مئات آلاف الأشخاص”. ويرى خبراء أن الغارات والتهديد بغارات أميركية فرنسية لا يستهدف تغيير موازين القوى في سوريا.

ليست تهديدات جوفاء..

من جهته يرى الباحث “كريستوفر فيليب” أن الأمر لا يتعلق “بتهديدات جوفاء، لكن الأمر أقرب إلى رسالة إلى سوريا وإيران”. وربما يدعم هذا الرأي ما قاله وزير الدفاع الأميركي، “جيم ماتيس” أن سوريا استجابت فيما يبدو لتحذير واشنطن من شن أي هجوم جديد بالأسلحة الكيماوية لأنها لم تقدم على هذه الخطوة.

وقال “ماتيس” للصحافيين المسافرين معه إلى “بروكسل”، لحضور اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي” “يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد.. لم يفعلوه”.

حجة أميركية..

خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية “د. سعيد اللاوندي”، يقول، في حديثه لـ(كتابات)، إن الحديث عن استخدام “بشار الأسد” للأسلحة الكيماوية عارٍ تماماً من الصحة، وأن الولايات المتحدة تحاول ضرب سوريا حتى وإن أصدرت تقارير تدعي فيها أن “بشار الأسد” يضرب شعبه.

مؤكداً “اللاوندي” على أن الولايات المتحدة الأميركية، لن تضرب سوريا تلك المرة على عكس المرات السابقة، إذ أن روسيا وقفت لها بالمرصاد وقالت أن النظام السوري لم يستخدم الكيماوي، وأنه في حال تدخل الولايات المتحدة ستلجأ روسيا لصدها، حتى وإن كلفها الأمر الدخول في حرب عالمية ثالثة.

وتابع خبير العلاقات الدولية: “الغرب على يقين أن طبول الحرب العالمية الثالثة ستبدأ من دولة عربية، وأن قطر وسوريا هما المرشحتان لذلك.. وبناءً عليه ستتعمد الولايات المتحدة عدم الدخول في حروب قادمة”.

كما ناقشت صحف عربية التهديد الأميركي لسوريا بعدما أعلنت واشنطن أنها رصدت “استعدادات محتملة” لشن هجوم باستخدام أسلحة كيماوية.

إدارة “ترامب” أوشكت على خسارة الحرب في سوريا..

تساءل الكاتب الصحافي “عبد الباري عطوان”، في صحيفة “الرأي اليوم” اللندنية، “لماذا تقرع أميركا طبول الحرب الكيماوية في سوريا مجدداً ؟.. وهل الأسد وحلفاؤه الروس على هذه الدرجة من الغباء لاستخدام هذا النوع من الأسلحة وفي مثل هذا التوقيت ؟”.

ويضيف “عطوان”: “تشعر إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها على وشك خسارة الحرب في سوريا، وانتفاء أسباب وجود قواتها وتحالفها الذي شكلته من أكثر من ستين دولة، بسبب انكماش “الدولة الإسلامية” وقرب خسارتها لعاصمتها العراقية (الموصل)، والسورية (الرقة)، ولهذا تريد الانتقال إلى افتعال معارك مع الحكومة السورية، وخلق ذرائع جديدة لاستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة”.

الدخول على مسرح الأحداث من خلال الحرب المباشرة..

كذلك، يتساءل “زهير ماجد”، في صحيفة “الوطن” العمانية: “ماذا أبدى الجانب السوري من مواقف تنم عن عودته إلى السلاح الكيماوي، كي تتهمه الولايات المتحدة ؟”.

ويستطرد “ماجد” بالقول: “السوريون تجاوزوا بل نسوا هذا النوع من السلاح بعدما سلموه للأمم المتحدة التي قامت بتدميره. فرغت مستودعاتهم منه تماماً، ولم يبق غير كلام قديم لم يستند يومها سوى على افتراءات”.

متسائلاً: “ما الذي يريده الأميركي من خلال إعلانه المفاجئ ذاك وفي هذه الظروف بالذات سوى الدخول على مسرح الأحداث من باب الحرب المباشرة ؟”.

سوريا أمام صيف ملتهب..

في ذات السياق، تقول صحيفة “القرطاس نيوز” العراقية، إن “سوريا أمام صيف ملتهب وأميركا تستعد لضرب القصر الجمهوري”.

موسم الحصاد اقترب..

من جهته، يقول “أحمد ذيبان”، في صحيفة “الرأي” الأردنية: “فوضى لا حدود لها تشهدها سوريا، ويبدو أن موسم الحصاد اقترب، وكل يبحث عن حصة من “الكعكة”، عندما تنتهي “أسطورة داعش”، والشاهد أن مناطق شرق وجنوب سوريا تشهد نشاطاً عسكرياً متسارعاً، تشارك فيه قوات تابعة لجهات متعددة تتضارب في أهدافها. فبالإضافة إلى الصواريخ الروسية والإيرانية، والنشاط الجوي الأميركي ودعم واشنطن للمليشيات الكردية، أطلقت قوات الأسد والميليشيات المساندة له عمليات عسكرية شرق حماة وريف حلب”.

تحذير سوريا وروسيا وإيران..

ترى صحيفة “الجمهورية” اللبنانية، أن “الإدارة (الأميركية) لم تقصد بتحذيرها الحكومة السوريّة فقط، وإنّما روسيا وإيران أيضاً”.

وفي صحيفة “الثورة” السورية، يقول أسعد عبود: “أميركا تقصف مواقعاً للجيش السوري وتقصف بشكل شبه يومي، المناطق السكنية في سوريا، وتقتل المدنيين.‏ وبوقاحة فريدة تمهد لمعاقبة سوريا على استخدام تفترضه للسلاح الكيماوي كما افترضت واقعة خان شيخون والتي ترفض التحدث عن التحقق من مجرياتها”.

حرب ذرائع استباقية..

أما الكاتب “علي قاسم” فيقول عبر نفس الصحيفة: “الواضح أن الإدارة الأميركية بدأت حرب ذرائع استباقية تحاول من خلالها مداراة الكثير من جوانب العجز والفشل في استراتيجيتها المحكومة بالأخطاء المتعمدة، والتي تشير إلى أن الكثير من رهاناتها قد وصلت إلى طريقها المحتوم، فيما تعويلها على الأدوات، سواء الإقليمية أم تلك التي استرزقت على وجود العدوان الأميركي، تواجه المصير ذاته، إن لم يكن أسوأ، في وقت تواجه التنظيمات الإرهابية حالة من التشتت التنظيمي بعد الهزائم الكبيرة التي منيت بها، مضافاً إليها انفراط عقد الدول الوظيفية المشغلة أو الداعمة والممولة لهم، على خلفية مشهد التناحر المتدحرج”.

إرساء لدبلوماسية السلوك العدائي..

الكاتب البريطاني، “سيمون تيسدال”، يقول إن تهديدات إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ضد سوريا إرساء لدبلوماسية “السلوك العدائي”.

مشيراً الكاتب البريطاني، في مقاله بصحيفة “الغارديان” البريطانية، إلى أن “ترامب” يرسخ دبلوماسية السلوك العدائي، عوضاً عن الدبلوماسية الهادئة، التي كانت تتبع في فترة الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”.

وقال “تيسدال” إن هذا ربما يكون الأكثر خطراً على العالم، في الفترة المقبلة، خاصة وأن سياسات “ترامب” تعد “ازدراء للسياسة الدبلوماسية بشكل عام”.

وتعمد “ترامب” تحييد الدبلوماسيين الأميركيين في الفترة الماضية، واستبدلهم بخيارات العمل العسكري أو استعراض القوة العسكرية، بحسب الصحيفة البريطانية.

ولفت “تيسدال” إلى أن التورط العسكري الأميركي في سوريا تصاعد بشكل مطرد منذ كانون ثان/يناير الماضي، خاصة بعد قصف مطار الشعيرات في نيسان/ابريل.

مظهراً “ترامب” استهتاراً وتجاهلاً للمحادثات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة وأبدى عدم إلتزامه بها، وفقاً لـ”الغارديان”.

سياسة “ترامب” الأكثر خطورة على العالم..

مشيراً “تيسدال” إلى أن عدم وجود استراتيجية متناسقة تجاه سوريا أو العراق ظهر بشكل واضح في مناطق أخرى كأفغانستان، حيث عمد الرئيس الأميركي إلى الإيعاز بقصف هذا البلد بأكبر قنبلة غير نووية تمتلكها الترسانة الأميركية في الـ13 من نيسان/ابريل الماضي، وبالطبع وكما هو متوقع يفتقد “ترامب” لأي خطة لإنهاء الحرب التي بدأتها بلاده في هذا البلد والمتواصلة منذ 16 عاماً.

كما أن “ترامب” تعمد تصعيد التوتر مع “كوريا الشمالية”، علاوة على رعايته للتصعيد ضد “قطر”، وهذا ما يثبت كيف أن سياسة “ترامب” الجديدة قد تكون الأكثر خطورة على العالم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة