23 ديسمبر، 2024 5:16 م

أبواق لا تهدأ .. كتاب عبري جديد يزعم اضطهاد اليهود في الدول العربية !

أبواق لا تهدأ .. كتاب عبري جديد يزعم اضطهاد اليهود في الدول العربية !

كتب – سعد عبد العزيز :

كثيراً ما  تطلق إسرائيل إدعاءات باطلة بأن اليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية قد تعرضوا للاضطاد والمضايقات بل وسلب الممتلكات انتقاماً منهم جراء قيام دولة إسرائيل. وفي هذا الإطار نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً عن كتاب جديد صدر مؤخراً بعنوان: “أطول خمس دقائق”، من تأليف السفير السابق ووكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية “عوفديا يروشلمي”.

وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أن الكتاب الجديد يوثق تسلسل الأحداث المأساوية التي تعرض لها اليهود في مصر مع اندلاع حرب عام 1967، وأن تلك الأحداث قد استمرت لمدة ثلاث سنوات أي حتى حزيران/يونيو عام 1970.

توثيق لقسم الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية..

هذا الكتاب، بحسب المؤلف، يعود به خمسين عاماً إلى الوراء عندما كان يجري نشاطاً مكثفاً في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية للفت الانتباه إلى ما يجرى لليهود داخل الدول العربية في ذلك الوقت. وشهدت تلك الفترة نشاطاً دبلوماسياً إسرائيلياً مكثفاً من أجل إنقاذ اليهود الذين لا زالوا يقيمون في الدول العربية وتحولوا إلى كبش فداء في يد السلطات والجماهير, انتقاماً لهزيمة الجيوش العربية.

وتضيف “معاريف” أن الكتاب – الذي يتضمن وثائق أرشيفية لا سيما من “دار الوثائق الإسرائيلية”, إلى جانب شهادات شخصية – يشرح بالتفصيل الأوضاع القاسية التي عاشها اليهود بعدما تعرض الكثير منهم للاعتقال والإهانات ومصادرة الممتلكات.

ولقد رآى المؤلف “يروشلمي” – الذي تعرض شخصياً للاعتقال – أن من واجبه إطلاع جمهور القراء ولا سيما الشباب منهم على الأحداث التاريخية القاسية التي عاشها الآباء والأمهات حتى هاجروا إلى إسرائيل.

رداً على مزاعم الباحثين العرب والمصريين خصوصاً..

نقلت “معاريف” عن المؤلف قوله إن “الكتاب له هدف آخر ألا وهو تفنيد مزاعم الباحثين وعلى رأسهم المصريين الذين يُنكرون وقوع ضرر على يهود مصر خلال الحروب ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1956 و1967”. فالدلائل والوثائق العديدة التي يتضمنها الكتاب تدحض، حسب قول المؤلف، كل تلك المزاعم الواهية.

تضيف الصحيفة الإسرائيلية أن المؤلف تعقب في كتابه نشاط وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي تضمن توجيه دعوات للدول التي تربطها علاقات مع الدول العربية, وإرسال مناشدات للمنظمات الدولية والمؤسسات اليهودية العالمية.

كما دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى تشكيل لجنة دولية برئاسة عضو مجلس الشيوخ الفرنسي في ذلك الوقت “آلان بوهر” من أجل السعي لإنقاذ اليهود في الدول العربية. وأثنى المؤلف على نشاط تلك اللجنة, وكذلك على مساعي السفير الإسباني في القاهرة “أنخيل سغاس” الذي بادر بمنح جوازات سفر لليهود عديمي  الجنسية, رغم أن إسبانيا لم تكن تربطها علاقات بإسرائيل في ذلك الوقت, وتلك مبادرة إنسانية تستحق كامل الثناء والتقدير. كما أثنى “يروشلمي” أيضاً على الولايات المتحدة وإيطاليا اللتين منحتا تأشيرات السفر لليهود، وكذلك فرنسا التي سعت لإطلاق سراح المعتقلين من ذوي الجنسية المصرية وفتحت الباب أمامهم للسفر إليها.

أسرى الحرب المصريين مقابل معتقلي “فضيحة لافون”..

تزعم الصحيفة أن الكتاب يحوي تفاصيل عديدة حول الفئات التي عاشت المحنة في مصر، مثل اليهود عديمي الجنسية وحاملي الجنسيات الأجنبية والمعتقلين اليهود في السجون المصرية, ومعتقلي ما يُسمى بـ”فضيحة لافون” منذ عام 1954، وبالطبع أسرى الحرب الإسرائيليين لدى مصر.

وعلى الجانب الآخر كان هناك أسرى حرب مصريون لدى إسرائيل. وكان هناك خلاف بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن الإجراء الأمثل لإنهاء الأزمة واندلع خلاف شديد بين وزير الدفاع في ذلك الوقت “موشيه ديان” ورئيس الموساد “مئير عاميت” حول إطلاق سراح معتقلي “فضيحة لافون” مقابل أسرى الحرب من المصريين.

في الختام تدعي “معاريف” أن قضية اضطاد اليهود في الدول العربية صعبة ومُحزنة، وهي حتى فترة قريبة لم تحظى بالاهتمام الشعبي والإعلامي, فالكثيرون لم يسمعوا بالجاليات اليهودية  التي عاشت ألفي عام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, ولم يسمعوا بالاضطهاد الذي تعرضوا له في ظل الحكم العربي الذي صادر ممتلكاتهم, فاضطر معظمهم للهجرة إلى إسرائيل كلاجئين. ويزعم الكاتب الإسرائيلي أنه بذلك يلقي الضوء على جانب مهم من تاريخ يهود مصر الذي يجب ألا يغيب عن الأذهان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة