على الرغم من أنّ مثل هذا الإفتراض غير مطروحٍ بالمرّة , وقد اكّدت عليه كافة الدول الخليجية التي قاطعت قطر وما برحت , بالأضافة على تأكيدها وتشديدها على صيغة الحلّ الدبلوماسي للأزمة , لكننا هنا نناقش مثل هذا الإفتراض المفترض من الجانب القطري فقط لا غير .!
فمن غير المفهوم ولا المهضوم بتاتاً هذه الهواجس التي تتملّك وتهيمن على رؤى حكام قطر من احتمالات شديدة لتعرّضهم لهجومٍ عسكري من بعض دول الخليج , وهم جرّاء ذلك اعلنوا التأهب وحالة الأستنفار القصوى في قواتهم المسلحة , وجعلوا الشعب القطري وكأنه يعيش على اعصابه بأنتظار ساعة الهجوم .! , ثمّ استعانوا بدول اجنبية لترسل قوات ومدرعات وهي تجوب شوارع الدوحة الآن . فهذه الرؤية القطرية تمثّل قُصر النظر العسكري والسياسي والفكري معاً . فطبيعة الأزمة القائمة لا تتطلّب هجوما واجتياحاً ولا احتلالاً لهذه الإمارة , ولا توجد خلافات حدودية مع ايٍّ من دول الخليج الأخرى , لكنه في ظلِّ الإصرار القطري على عدم الإعلان الموثّق بالتخلي عن دعم قوى التطرف والأرهاب , وفي ظلّ احتمالاتٍ قائمة لحدوثِ اعمالٍ ارهابيةٍ جديدة بدعمٍ قطريٍّ موجّه , وخصوصاً داخل دول الخليج , وَ وفقَ التصورات والظنون القطرية بأنّ الأزمة معرّضة لعملٍ عسكري , فنقول : من السهولةِ إطلاق صاروخين ارض – ارض من احدى الدول الخليجية وتسديدها نحو القصر الأميري القطري ! وبذلك يجري حسم المسألة جذرياً مع آل ثاني .! وايضا فأذا لم تتوفر مثل تلك الصواريخ فليس من الصعوبة ارسال قاذفة قنابل واحدة لتلقي بحمولتها فوق هذا القصر – المنبع للأرهاب العربي . وما نذكره هنا سوف لن يحصل بالطبع , لكننا نناقش العقل العسكري القطري الحاكم , ونأمل ان يميل الى الأنفتاح والتفتّح .!