19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

حين دخلت عالم الموت في ١٩/٩/٢٠١٦رايت امامي طابورا طويلا من الموتى٬ كل واحد يحمل قلبه بيده.

امامنا غرفه مظلمة بلا ابواب ولا شبابيك لكننا نقدر ان نرى الداخلين فيها والخارجين منها. يدخل الموتى واحدا بعد الاخر حاملين قلوبهم في أيديهم.
يجد الميت اماه ميزانا فضيّا على شكل طائر باسط جناحيه٬ في الكفة اليسرى تقف ريشة طاووس ملونة وفي الكفة اليمنى يضع الميت قلبه.
اما من ثقلت موازين قلبه ٬ فتنزل الكفة وتضرب شاغولا اسفلها ثم يضرب الشاغول عتلة اخرى وتضرب العتلة عتلة اخرى فيهوي سيف افقي بحجم أرضية الغرفة ويقطع راسه٬ ثم تنفتح الارض تحت قدميه ويهوي في قاع الجحيم.
اما من يستوي او يتوازن قلبه مع كفة الريشة فيعبر الغرفة المظلمة الى الجهة الاخرى ٬ في الجهة الاخرى ينتظره ما يبدوان كانهما ملاكان٬ يرشدانه الى بستان فسيح ثم يُقال له: في الليل فقط ستعود اليك روحك لتحيى وفي النهار تنفصل عنها كي تنام.
حين دخلت الغرفة المظلمة حاملا قلبي بيدي. وقفت امام الميزان الفضي ونظرتُ في الريشة الملونة٬ ثم كاني أحاول وضعه على الكفة اليمني فاتماهل واتثاقل وقبل ان اضعه تماما على كفة الميزان سمعت قرقعة وصوتا مدويا بدا لي كانه رعد وبرق ثم رايت يدا بدت كتلة من لهب حمراء وكانها تخرج من وسط الميزان وتضربني على صدري فاسقط على ظهري خارج الغرفة المظلمة.
حين استيقظتُ رايت دائرة حمراء على صدري كانها ضربة كف ساخنة واحسست بواحدة مماثلة على ظهري بينما الاطباء والممرضات يقولون بفرح وزهو وابتهاج : مبروك لقد توقف قلبك تماما لبضع ثواني وقد لجآنا الى الصعقة الكهربائية كي نعيد النبض اليه.
………
معلومة طبية:
القصة حقيقية وقد تعرضت للجلطة القلبية في ذلك اليوم بالضبط الساعة ١٢.٣٠ صباحا ودخلت مستشفى كونكورد في سدني وقد توقف قلبي كليا لبضع ثواني بعد دخول المستشفى بثلاث دقائق ونصف الدقيقة.
كنت حينها على سرير العمليات انظر الى (الرسم البياني للقلب الذي يشبه اسهم البورصة) في شاشة تلفزيون فوق راسي ثم رايته اي الخط البياني يتحول الى خط مستقيم مع صفير متصل علامة على توقف القلب.
كان الموت اشبه بثقب اسود وبارد يشفطني من الخلف ثم اغيب تماما عن الوعي.
اما الرؤيا أعلاه فيبدو انها من اثر الصعقة الكهربائية على الدماغ فلا ياخذها الواحد كحقيقة مطلقة او كدليل على حياة ما بعد الموت. لايعني هذا أيضا اني انفي حياة ما بعد الموت. لا اثبات ولا نفي. علمها عند الله.
عملية فتح الشريان تجري دون مخدر من خلال ادخال أنبوب دقيق من اسفل الخاصرة يمضي في الشرايين صعودا الى ان يصل الى الشريان التاجي المسدود ويقوم بفتحه من الداخل وإزالة الانسداد.
قبل عشر سنين كانت هذه عملية كبرى تحتاج الى سكاكين وشق اكثر من عشرين سنتمتر في الصدر وربما قص الاضلاع ايضا. اما الان فهي عملية مجهرية تشبه عملية إزالة الزائدة الدودية.
حسب ما اخبرني الأطباء لاحقا ان نسبة استجابة القلوب المتوقفة نتيجة الجلطة القلبية للصعقة الكهربائية ” defibrillator ” هي ثلاثة قلوب في كل خمسمية قلب.
كل من اخبره بهذه القصة وانا مولع بسردها على كل من التقيه يقول متعجبا “لعد انته شكد محظوظ!”
واعجبي “حتى من الموت لا اخلو من الحسد”