23 نوفمبر، 2024 2:13 م
Search
Close this search box.

السيد حسن العلوي … شوفينية الصغير صغرت وبهتت بعد كل الذي قلته

السيد حسن العلوي … شوفينية الصغير صغرت وبهتت بعد كل الذي قلته

قامت الدنيا ولا أدري متى ستقعد بسبب تصريحات الشيخ جلال الدين الصغير ضد الأكراد ، ومن ضمن من أستفزتهم هذه التصريحات هو السيد المفكر النائب العراقي المستقل حسن العلوي الذي أصدر بهذه المناسبة الكارثية المحزنة بيان رد فيه على هذه التصريحات وطالب الشيخ جلال بتقديم أعتذار للشعب الكردي والأمة الكردية !!
لن أدخل في تفاصيل تصريحات الشيخ جلال الصغير وسأعتبره مقدما” غير محق في مهاجمته لأية طائفة من أبناء بلده ، ولن أعقب بخصوص موضوع المهدي المنتظر ومحاربته للأكراد فأنا لا أستطيع أن أفتي في شىء لا علم لي به ولا يخصني .. ولكني هنا بصدد مناقشة بيان السيد العلوي وما جاء فيه وخاصة ما يخص مأساة الأكراد وموضوع (الشوفينية) ..
ورد في بيان السيد العلوي (فكأن طائرات “سوخوي” ومن بعهدها “الميراج” وعمليات الانفال، والقصف الكيماوي لم تشف غليل هذه الشوفينية ..) !!! وهنا أتساءل وهل شفى غليل الأكراد بعد أن أعُدِم صدام وأعوانه وهل شفى غليل الأكراد بعد أن قتل أبناء صدام وأحفاده وهل شفى غليل الأكراد بعد أن هربت بقية عائلته خارج العراق!! صدام وأعوانه أعدموا وأبنائه قتلوا ، أي أنهم نالوا جزائهم ودفعوا ثمن جرائمهم ، لقد سقطت تلك الحكومة وأنتهى عهدها وولت أيامها ولكن الأكراد ما زالوا يتباكون ويسعون بكل الوسائل للأنفصال عن العراق لأن غليلهم لم يشف بعد .. لقد جعلنا رئيسنا كرديا” والناطق بأسم العراق في العالم كرديا” وأدخلنا اللغة الكردية في جوازات سفرنا ، وجمهورية العراق لا تكتب في أي مكان وأية مناسبة بدون أن تكون مكتوبة باللغة الكردية (رغم أن الأكراد مسلمين واللغة العربية هي لغة القرأن والمفروض يفتخرون بلغة دينهم وكتابهم ويضعونها في المرتبة الأولى) ولكن غليل الأكراد لم يشف بعد ..
لقد طالبت يا سيد حسن الشيخ جلال بالأعتذار للشعب الكردي والأمة الكردية بسبب تصريحات أدلى بها وهنا أتساءل هل سبق وأن طالبت حضرتك الأكراد بالأعتذار عن دماء الشهداء العراقيين الذين قتلوا على أيدي ميليشيات الأكراد ، وهل طالبت بقيام المسؤولين في كردستان بالأعتذار من الشعب العراقي والأمة العراقية وتأريخ العراق العريق بسبب سعيهم للأنفصال وتقطيع العراق الى أوصال وزرع فتنة الفيدرالية بين العراقيين؟ وهل طالبتهم بالأعتذار عندما أحتقروا وما زالوا يحتقرون علم العراق ويرفضون رفعه في شمال العراق ؟ وهل طالبتهم بالأعتذار لقيامهم بتكريد مدينة كركوك وسعيهم لضمها الى أقليم كردستان ؟ وهل طالبتهم بالأعتذار لقيامهم بتصدير نفط كركوك والتصرف به حسب مصالحهم الشخصية بالأستناد الى فقرات دستور لم يصوت عليه الشعب العراقي؟
ورد في بيان السيد حسن (أنا قلت في وقت سابق ان الكرد يرى الحكومة في حياته ثلاث مرات، عندما يبلغ الثامنة عشرة ويسجل ضمن صفوف الخدمة العسكرية، وعندما تجبى منه ضريبة العشر باعتباره فلاحا، والثالثة عندما تداهمه الشرطة لاعتقاله، وغير ذلك فالكردي لا يرى الحكومة…) هذا نص غير واضح ويحتاج الى شرح وتفسير !! لأن العراقيين جميعا” كانوا مشمولين بالخدمة الألزامية ومشمولين بقانون دفع أجور للأراضي المؤجرة من الحكومة ومعرضين للأعتقال من قبل الشرطة أذا خالفوا القوانين .. ثم ما المقصود بـ (الكردي لا يرى الحكومة) ؟ أية مراتب في الحكومة تقصد ، فالحكومة تبدأ برئيس الدولة وتنتهي بأبسط عامل أو فراش في دائرة ؟ أم تقصد الخدمات التي كانت تقدمها الحكومة؟ نتمنى التوضيح ؟ وهل تقصد أن باب حكومة البرزاني والطالباني مفتوحة الآن للعراقيين جميعا” وبأمكانهم اللقاء بهم بدون أي بروتوكولات أو أسباب أو مواعيد !! وأنهم يسعون ومستعدين لتقديم الخدمات للعراقيين من زاخو للفاو!!
السيد حسن .. أود أن أؤكد لحضرتكم بأن الأكراد لا يكترثون لا لتصريحات الشيخ جلال ولا لتصريحات شيوخ العراق مجتمعين ، وهم أصلا” غير مكترثين للحكومة العراقية ويضربون بعرض الحائط كل تصريحات المسؤولين في الحكومة أبتداء من رئيس الوزراء وأنت نازل وهم أيضا” لا يكترثون للشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته .. كل هؤلاء بالنسبة لهم مجرد نكرة ، ولهذا فهم غير محتاجين لما جاء في نص بيان حضرتكم من تعضيد ومواساة وتأييد وهو لا يعني لهم أي شىء ..
لقد وصفت يا سيد حسن الشعب الكردي بأنه مسالم .. نعم هذا صحيح ولكن بقية أبناء الشعب العراقي من غير الأكراد أيضا” مسالمين .. أليس كذلك ؟؟ صدام وأعوانه لم يكونوا مسالمين ولكن أيضا” البرزاني والطالباني وأعوانهم أيضا” لم يكونوا وليسوا مسالمين .. وقد كان لديهم جنود وأمن ومخابرات تصول وتجول وتدخل أتفاقيات مع الجيران وتضرب وتضر بالعراق أذا تطلب الأمر، ومازالت كذلك لحد الآن ، الذي أقصده لا داعي للبكاء ورثاء الأكراد وحدهم وأذا فعلت فأفعلها للعراقيين جميعا” لأننا كنا في ذات المحنة بل حال الأكراد أفضل لأنهم تمتعوا بحماية الأمم المتحدة لسنوات كان بقية العراقيين أثنائها في حالى أشقى .. عقدة الأضطهاد كبرت لدى الأكراد ولا داعي للنفخ فيها لأنها باتت تضاهي عقدة الأضطهاد لدى اليهود والخوف كل الخوف من أن تتفجر وتؤدي الى تشكيل أسرائيل ثانية في شمال العراق ..
الموضوع الثاني هو أتهام السيد حسن للشيخ جلال بالشوفينية ، وهنا أورد نص جاء في بيان السيد حسن وهو (ان تصريحات الصغير سابقة مدمرة للتحالف الشيعي-الكردي … ولا ننسى ان الدولة اسست على قاعدة التحالف الشيعي-الكردي …) ، الدولة أسست على قاعدة التحالف الشيعي- الكوردي!!! هل تقصد دولتنا الحالية ؟ أذا كان الأمر كذلك فماذا عن حكومة الشراكة الوطنية!! ماذا عن أهل السنة والمسيحيين والتركمان والصابئة واليزيديين !! أم هؤلاء ليسوا جزء من قاعدة الدولة العراقية؟ هل هم مجرد كومبارس أم تكملة صورة ؟ يعني في المستقبل عندما سيتم تقييم وضع العراق من قبل الأجيال القادمة وعندما سيتم الوقوف على كل هذا التردي والأنحطاط الذي أل اليه العراق في هذا العصر فهل سيقبل الشيعة والأكراد تحمل مسؤولية هذا التردي لوحدهم وهل سيغضبون أذا ما حاسبناهم ؟ هل سيحتجون ويقولون كنا حكومة شراكة وطنية ؟ كيف يصدر هكذا تصريح من نائب ومستقل !! أذا كان المستقل في الحكومة يتحدث ويفكر بهذه الطريقية الشوفينية حد النخاع فكيف بغير المستقلين والمنتمين الى عوائل وتيارات وعشائر ! عموما” طالبتنا بأن لا ننسى أن الحكومة الحالية حكومة شيعية كوردية وأود أن أطمئنك أن الشعب العراقي لن ينسى ذلك ..
بالنسبة لي فأنا لا أؤمن بالتحالفات بين أبناء البلد الواحد لأننا المفروض عائلة واحدة ، والتحالف يتم بين حكومات دول مختلفة أو حتى عصابات ولكن ليس بين أبناء شعب واحد ، ولكن لو قبلت جدلا” بفكرة التحالفات  فهل تعرف يا سيد حسن أي تحالف برأيي الشخصي هو المهم ؟ أنه التحالف الشيعي – السني .. لأن كل معاناة العراقيين الآن وكل هذه التدخلات الخارجية وبالأخص من أيران وتركيا هي بسبب ( الثلمة الكبيرة في جدار التلاحم الشيعي –السني التاريخي) التي أحدثتها حكومة الدولة العراقية وليس بسبب ( الثلمة الكبيرة في جدار التلاحم الشيعي –الكردي التاريخي) التي أحدثها تصريح الشيخ جلال -كما ورد في نص بيانكم- ، والأجدى أن تطالب المسؤولين في هذه الحكومة بتقديم الأعتذار للشعب العراقي والأمة العراقية لأنهم أحدثوا هذه الثلمة وليس أن تطالب الشيخ جلال بالأعتذار للشعب الكردي والأمة الكردية …
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات