كتبت – لميس السيد :
“فليتأهب الشرق الأوسط لإضطراب جديد بعد صعود “محمد بن سلمان” في المملكة السعودية، معلناً نهاية الصراع الملكي في السعودية”، هكذا إستهل الكاتب الأوكراني “ياروسلاف تروفيموف”، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مقاله بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، حول مستقبل المنطقة بعد صعود “بن سلمان” لمنصب ولي العهد، في أجرأ خطوة من والده الملك “سلمان” البالغ من العمر 81 عاماً منذ توليه الحكم.
يقول الكاتب الأوكراني أن “بن سلمان، في سن 31 عاماً فقط، كان مهندساً للحرب الدموية في “اليمن”، والمبادر بخطة إصلاحات اقتصادية مؤلمة، والمحرض على التحركات لمكافحة المنطقة لإيران بقوة، ومؤخراً.. المحفز لحملة إقليمية بقيادة “السعودية” لعزل دولة “قطر” وقطع العلاقات الدبوماسية والإقتصادية معها.
المملكة مقبلة على عهد يميل للمغامرة زالنزعة القومية..
يرى “تروفيموف” أن “السعودية قد تخلصت من ولي العهد ووزير الداخلية المخلوع الآن “محمد بن نايف”، 57 عاماً، حيث كان ينظر إليه على أنه صوت الحذر والخبرة في قاعات السلطة داخل المملكة، وكان يعدل على تحركات “بن سلمان” التي كانت تميل للمخاطرة، وبعد الإطاحة به من المرجح أن يصبح الموقف الإقليمي للمملكة السعودية أكثر ميلاً إلى المغامرة في الفترة القادمة”.
كما أكد “اندرو بوين”، المتخصص في شؤون المملكة في معهد “اميركان انتربرايز إنستيتيوت” في واشنطن، ان “محمد بن سلمان اكثر استعداداً لاستخدام النزعة القومية السعودية كطريقة لتدعيم التغير الاجتماعي.. وهو أمر خطير عندما تضع زعيماً شديد الاندفاع والوطنية في هذا الموقف مقارنة مع “محمد بن نايف” الذي كان يتميز بالبراجماتية”.
وفي حين أن “محمد بن نايف” لم ينتقد علناً منافسه الشاب، إلا أنه كان يؤيد تحقيق التوافق في العلاقات مع قطر وإيران، في حين يدين “محمد بن سلمان” بإظهار القوة العسكرية والمالية للمملكة.
سياسة خارجية اكثر إنفتاحاً وديناميكية..
“سنرى المزيد من الحسم، سواء كان ذلك في الحرب في اليمن أو في شأن العلاقات مع قطر”، حسبما ذكر “أحمد الإبراهيم”، المعلق السياسي السعودي ورجل الأعمال، إن السياسة الخارجية السعودية ستكون أكثر انفتاحاً، وأكثر ديناميكية.
ويضيف المحلل السعودي “محمد اليحيى”، وهو زميل غير مقيم في “المجلس الأطلسي” بواشنطن، “من حيث السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية والدفاع، لا اتوقع حدوث تحول كبير لان “محمد بن سلمان” كان مسؤولاً عن هذه الملفات منذ فترة”.
وعلى مدى الأشهر العديدة الماضية، وسع “محمد بن سلمان” سلطته بتعيين الأمراء الشباب في مناصب رئيسة للحكومة (بما في ذلك تعيين الأخ الأصغر سفيراً في واشنطن)، ويبدو أن خروج “محمد بن نايف” من السلطة كان مجرد مسألة وقت.
نجاحه في إنشاء علاقات دافئة مع “ترامب”..
مع فتور وطأة الحرب في “اليمن”، ورفض “قطر” الاستسلام، واضطرار “السعودية” إلى التراجع عن إجراءات التقشف التي لم تحظى بشعبية في نيسان/ابريل 2017، كان نجاح “بن سلمان” الوحيد هو القدرة على تطوير علاقة دافئة بشكل غير متوقع مع الرئيس “دونالد ترامب”، بعد هجومه المستمر على الرياض في العام الماضي، وكان لجهود “بن سلمان” أثر واضح على العلاقات مع أميركا بعد حضور “ترامب” للقمة الإسلامية في الرياض، إلا أن بعد الأزمة القطرية، تلقت السعودية توبيخاً قوياً بشكل غير عادي من وزارة الخارجية الأميركية حول الحصار السعودي والاماراتي على قطر، التي تضم قاعدة عسكرية اميركية كبرى في المنطقة. وبالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط، كان ذلك إشارة إلى أن السعودية كانت متفائلة بشكل زائد في تعاملها مع أميركا.
ويقول “رياض قهوجي”، الرئيس التنفيذي لمعهد “الشرق الأدنى والتحليل العسكري الخليجي” في دبي: “لا أرى حتى الآن أن إدارة “ترامب” أعطت السعوديين شيكاً على بياض”. واضافاً: “من السابق لأوانه الحديث عن هذا لاننا لم نر بعد ما ستقدمه ادارة “ترامب” للسعوديين في المستقبل القريب”.