22 نوفمبر، 2024 5:01 م
Search
Close this search box.

التستر خلف الأطفال والنساء من شيم الجبناء

التستر خلف الأطفال والنساء من شيم الجبناء

تدور رحى معارك تحرير آخر معقل لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل والمعروفة بالمدينة القديمة تدور هذه الرحى منذ أيام حتى حصل التغيير في خطط المعركة والتأجيل بعض المرات والسبب في ذلك هو إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي جعلوا أكثر من مائة ألف مدني من النساء والأطفال والشيوخ عبارة عن دروع بشرية يتحصنون بهم !! وهذا ما دفع بتأجيل وتأخير عملية التحرير والتطهير من دنس داعش الإرهابي…
والسؤال الذي يفرض نفسه ونتوجه به لكل من يعتقد ويؤمن بتنظيم داعش الإرهابي ويرى بأنه تنظيم يمثل السنة النبوية ويدافع عن الإسلام والمسلمين, نقول لكل من يعتقد هذا الإعتقاد, هل من الإسلام ومن الدين ومن الإنسانية ومن السنة النبوية الشريفة صدر هكذا فعل قبيح بوضع الأطفال والنساء دروعاً بشرية ؟ من أين جاء الدواعش التكفيريون بهكذا أمر ومن أي شريعة وأي دين ؟ …
عندما تتصفح كتب التاريخ الإسلامي لن تجد صدور هكذا فعل من قادة ورموز الإسلام الحقيقيين, بل تجده فقط عند أئمة وخلفاء وسلاطين ومماليك الدواعش التيمية, حيث كانوا يجعلون من المسلمين وفي بلاد الإسلام دروعاً بشرية لحماية ملكهم وسلطانهم وأموالهم من الغزاة المحتلين, فيقدمون المسلين قرابين تضحية من أجل مصالحهم الشخصية, وهذا ما ذكره ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ في جزء عاشر صفحة 307 حيث يقول ( ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(614هـ) (ذِكْرُ مُلْكِ الْمُسْلِمِينَ دِمْيَاطَ مِنَ الْفِرِنْجِ .. لَمَّا مَلَكَ الْفِرِنْجُ دِمْيَاطَ أَقَامُوا بِهَا، وَبَثُّوا سَرَايَاهُمْ فِي كُلِّ مَا جَاوَرَهُمْ مِنِ الْبِلَادِ، يَنْهَبُونَ وَيَقْتُلُونَ، فَجَلَا أَهْلُهَا عَنْهَا، وَشَرَعُوا فِي عِمَارَتِهَا وَتَحْصِينِهَا، وَبَالَغُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى إِنَّهَا بَقِيَتْ لَا تُرَامُ…… وَلَمَّا سَمِعَ الْفِرِنْجُ فِي بِلَادِهِمْ بِفَتْحِ دِمْيَاطَ عَلَى أَصْحَابِهِمْ أَقْبَلُوا إِلَيْهِمْ يُهْرَعُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، وَأَصْبَحَتْ دَارَ هِجْرَتِهِمْ،…..وَأَشْرَفَ سَائِرُ الْبِلَادِ بِمِصْرَ وَالشَّامِ عَلَى أَنْ تُمْلَكَ، وَخَافَهُمُ النَّاسُ كَافَّةً، وَصَارُوا يَتَوَقَّعُونَ الْبَلَاءَ صَبَاحاً وَمَسَاءً …… وَأَرَادَ أَهْلُ مِصْرَ الْجَلَاءَ عَنْ بِلَادِهِمْ خَوْفًا مِنَ الْعَدُوِّ، {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}…. وَالْعَدُوُّ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَلَوْ مَكَّنَهُمُ الْكَامِلُ مِنْ ذَلِكَ لَتَرَكُوا الْبِلَادَ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا، وَإِنَّمَا مُنِعُوا مِنْهُ فَثَبَتُوا) …
ومن هنا نتحصل على الإجابة على تساؤلنا وكما قال المحقق الأستاذ الصرخي في تعليق له على هذا المورد بقوله {{ ما ذَكَرَه ابن الأثير عن واقع ما حَصَلَ من ابن العادِل يستحضر عندنا ويؤسس اليقين والجَزم بأنّ ما يحصل اليوم في مدننا الحبيبة التي يحتلّها المارقة من منع الناس من الخروج واتّخاذهم دروعًا بَشَريّة ((من أجل الاحتماء بهم والحفاظ على مملكته وسلطانه وجاهه وأمواله ومناصبه، وهو كان أوّل الهاربين، كانوا مع قادتهم من أوّل من هرب أمام الفرنج))، لها أساس تيمي داعشي تكفيري تاريخي ومن تطبيقاته ما حصل لأهل مِصر واتخاذ ابن العادل لهم دروعًا بشَرِيّة..}}.
أي إن ما يقوم به الدواعش من فعل جبان ليس فيه من السنة النبوية الشريفة شيء ولا يمت للإسلام وأخلاق وتعاليم وروح الإسلام بأي صلة, بل هو من سنة أئمة وسلاطين ومماليك الدواعش التيمية الذين ابتدعوا في كل شيء وحرفوا الإسلام بما يخدم مصالحهم ومكاسبهم ومنافعهم الشخصية الضيقة.
بالفيديو … سلاطين الدواعش الانهزاميون يتّخذون الناس دروعًا بشريّة!!!

أحدث المقالات