18 ديسمبر، 2024 9:59 م

‏‫رسالة الى ابي ..
حمدالله الركابي

ابي
وانت ترقد بسلام في وادي السلام
مازال وجهك المثقل بالتجاعيد يطوف حولنا كل مساء يطمئن علينا حيث مازلنا صغارا بنظرك مهما كبرنا وغزا الشيب وجوهنا قبل رؤوسنا.
ابي
الفقر الذي ضاعف اوجاعك في ازمنة القحط والعوز بدا اطعم من زمن الاموال واكثر سعادة فكلما كثرت اموالنا تناقصت معها المودة والمحبة والتواصل والرحمة بين الناس وتحول بعضهم الى وحوش بشرية تنهش رغيف الفقراء وحتى احلامهم .
ابي
مازالت الحرب ضيفنا الدائم نطعمه اجمل الوجوه من ابناء الوطن فتضج اكواخ الجنوب بالنحيب السومري القديم .
ابي
منذ رحيلك ومكانك الذي تجلس فيه خاليا إلا من ذكرياتك واوجاعك ودخان سكائرك..
( يشماغك وعقالك )مازلنا نحتفط بهما لانهما يذكراننا ان الرجل موقف والجار اخ والكذب فاحشة والغدر خيانة والقناعة بيادر .
ابي
كلما جاء العيد اشتقت اليك وانت ترقد هناك بقبرك فتغمرني الوحشة ويؤلمني الجوى ويتلاشى الفرح وتختفي السعادة.
ابي
لاتخف علينا فقد كبرنا كثيرا حتى اصبحنا نشبه اوجاعك القديمة ..
انتظرنا ولا تقلق ستجمعنا بك السماء ذات لحظة .