العبادي في الرياض والغضب في طهران!!
_ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف يستقبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والوفد المرافق له.
_بعد زيارته للسعودية، العبادي يزور إيران وكان في استقباله وزير الصناعة الإيراني؟!
تأتي زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المملكة العربية السعودية في وقت تعصف فيه المؤمرات بالوطن العربي بصورة عامة والعراق بصورة خاصة..في وقت صعب جدا بالنسبة للعراق والعراقيين سيما ان المنطقة العربية تتأرجح بين أزمات وأظطرابات عالمية وأقليمية من كل جانب. واذا اتفقنا بأن زيارة العبادي كانت بتوجيهات أمريكية- ترامبية، أذن سندخل ضمن باب التحالفات الجديدة وسياسة المحاور في المنطقة، بمعنى أن تواجد العبادي وصفته رئيس وزراء العراق في المملكة العربية السعودية جاءت بأوامر أمريكية.
الفارق شاسع عندما يستقبل العبادي من قبل ولي العهد السعودي وبين استقباله في طهران من قبل وزير الصناعة الإيراني.. وهذا يعكس حقيقة الغضب والرفض الإيراني خوفا من التقارب العراقي السعودي. إذن أصبح اللعب على المكشوف من قبل حكومة طهران التي باتت ترى أي تصحيح في مسار العلاقات العراقية العربية بمثابة ذلك الاختراع العجيب الذي لايمكن القبول به!!
وبقدر ماآلت أليه العلاقات الإيرانية السعودية من تعقيدات كبيرة وكثيرة والصراعات المستمرة إعلاميا، دبلوماسيا، سياسيا وعسكريا أصبحت عملية فك الاشتباك السعودي الإيراني وفي هذه المرحلة الشائكة بعيدة المنال جدا عن الواقع السياسي التي تشهدها البلاد العربية. البعض يرى ان الزيارة تأتي ضمن الرؤية العربية لأنها جاءت في وقت الظلام الأيراني المهيمن على المشهد العراقي وفي كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا وأمنيا عبر المليشيات المسلحة التي تعتبر أحد الاذرع الإيرانية في العراق وعدد من الدول العربية. هنا يمكن لنا ان نضع بعض التساؤلات عن هذه الزيارة.. توقيتها، اهدافها، كواليسها، وماهي الأحداث الناتجة عنها ومثل هكذا لقاءات واجتماعات تمثل قمة الهرم بين البلدين ( العراق والسعودية)..حيث أن هذه الزيارة لم تقتصر على المملكة وإنما دولة الكويت أيضا.
الأسئلة المطروحة حول رؤية زيارة العبادي إلى المملكة العربية السعودية.
1. السؤال لماذا اختار العبادي والدبلوماسية العراقية السعودية وليس قطر في ظل الأزمة الخليجية وعواصف التغيير التي تضرب عمق العلاقات التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي؟!
2. هل من المنطقي ان يعادي حيدر العبادي إيران من أجل الحصول على القبول الأمريكي ورضا ترامب؟!
3. اصلا هل يوجد هناك خلاف ايراني أمريكي حقيقي سيكون العراق اللاعب الأساسي فيه؟!
لاأريد الذهاب بالأمنيات بعيدا لأن نظرة بسيطة من خلال الرؤية التحليلية لهذه الزيارة أن العبادي الآن في إيران وجدول زيارته يتضمن اللقاء مع خامنئي ورئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني بالإضافة إلى أنه سيلتقي رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني.. وهذا يؤكد لنا على صعوبة وخرافة خروج العبادي والحكومة العراقية المتمثلة بالأحزاب والكتل السياسية شيعة وسنة وأكراد من سطوة القرار الإيراني، وفي السياق ذاته ان أمريكا وباعترافات السفير الأمريكي السابق زلماي خليل زادة الذي قال إن الولايات المتحدة نسقت مع إيران قبل غزوها العراق.