بعضنا قادر على اقامة صداقات عديدة لدرجة انه يملك في كل مكان يزوره صديقا أو أكثر ، ومنذ أن فتحت التكنولوجيا ابوابها لعشاق الصداقات ، صار يمكن لهؤلاء امتلاك اصدقاء في كل أنحاء العالم من خلال المحادثات عبر الأنترنت …
هناك بعض آخر لايعترف بالصداقة التي تزداد عناصرها عن مجموع أصابع اليد الواحدة أو أقل من ذلك فهو يستمتع أكثر حين يعد أصدقائه على أصابع يده لأن الصديق الحقيقي لابد أن يكون قريبا الى الروح ، مالكا للأسرار وأكثر من ذلك بكثير فهل يمكن توزيع الروح والأسرار وخلجات النفس على مجاميع من الأصدقاء ؟!!…
كان من الصنف الثاني وفي كل مرحلة مر بها من مراحل حياته الطويلة متعددة المراحل ، كان ليتعرف على وجوه عديدة وينجح في التوا صل مع نفوس وقلوب تفتح له ابوابها بسهولة لكنه في النهاية يكتفي بأصبع واحد أواصبعين أو ثلاثة على الأكثر من أصابع يده ليعد عليها أصدقائه …وكلما كانت المراحل تتعقد كان يفقد اصبعا –أي صديقا –أو أكثر فيحزن وينكفيء على حزنه طويلا ، ثم يعود في مرحلة أخرى ليجد صديقا آخر رغم اختلاف نسب التفاهم والتقارب بين صديق وآخر …
في السنوات الأخيرة ، صار يخشى أن يبرز كفه أمام الآخرين ليعد عليها أصدقائه فقد وصل عددهم في نهاية الأمر الى ثلاثة أصابع فقط ، وبعد أن سافر الأول وشعر انه فقد اصبعا ، عثر على الثاني مقتولا بأيد مجهولة ففقد أهم أصابعه ، وفي النهاية لم يتبق له سوى أصبع أخير وقبل أيام ، فوجيء بقراره المؤلم بالهجرة الى بلد بعيد ، وهكذاو بعد ان كان يعد اصحابه واحبابه على اصابع يده صار يخشى ان يبرزها أمام الاخرين ، لأنه لن يعد عليها بعد الآن سوى أصابعه !!!
[email protected]