خالد العاني
ابتلى هذا الوطن بزمر واشخاص لا تختلف عن الخلايا السرطانية ان لم تكن اشد فتكا وضراوة جاؤا من مواخير الانحطاط الاخلاقي والاجتماعي محملين بعقد الكراهية والاستحواذ يساندهم ويمدهم في طغيانهم الاشرار الطامعين في خيرات هذا البلد من المستعمرين بكل مسمياتهم والذين سعوا الى القضاء على النخبة الوطنية من ضباط الجيش والطيارين والعلماء والاطباء والمهندسين والاساتذة والادباء والفنانين والاعلاميين وحملة الاقلام الوطنية وغيرهم من طلائع الشعب وتشير التقارير لغاية مايس 2009 الى تصفية اكثر من 5500 بين عالم ومفكر واستاذ جامعي وباحث واكاديمي , ووجهوا الاقلام السوداء والاوراق الصفراء والابواق الناعقة ليغذوا الفرقة والفتنة وكان لهم ما اردوا وتشير تقارير صدرت اواخر عام 2008 الى ان نتائج مخططاتهم السوداء ترمل مليون امرأة و4 مليون طفل يتيم اضافة الى 2 مليون قتيل و800 الف مفقود و340 الف معتقل في السجون الامريكية والعراقية و4 مليون ونصف مهجر خارج العراق و2 ونصف مليون داخل العراق و43 مليشيات اصبحت في عام 2017 اكثر من 100 ميليشيا تابعة للاحزاب الدينية وجمهورية ايران الاسلامية ويشير تقرير ( يونامي ) صدر في اب 2013 انه لغاية حزيران 2013 بلغ عدد السجناء والمحتجزين 40365 بما في ذلك 16511 بانتظار المحاكمة فيهم 336 من النساء و1037 من الاطفال ومن المؤكد ان كل ذلك جرى ويجري من اجل الاجهاز على كل ما يسمى وطني تحت ستار الدين والطائفة والقومية والعنصرية والمناطقية والعقائدية وتسنى لهم جراء ذلك السيطرة على مرافق الدولة وخيراتها ونهب كل ما يقع تحت سطوتهم بدهاء ومكر وخبث وحقارة فعلى سبيل المثال اوجدوا مزاد العملة ليتسنى لهم تهريب اموال السحت الحرام كذلك انتشار مكاتب الصيرفة وتحويل الاموال ضاربين بعرض الحائط كل الاجراءات التي من المفترض ان تحافظ على العملة الصعبة والتي مصدرها الوحيد مبيعات النفط اضافة الى فتح ابواب الاستيراد على مصراعيها ليدخل البلد الضروري وغير الضروري والصالح والفاسد بما فيها الاغذية والادوية التي من المفترض لها خصوصية لأهميتها في الحفاظ على ارواح المواطنين , ;كما قضوا بشكل يكاد ان يكون تاما على الصناعة الوطنية واهمال المشاريع الزراعية وعدم تنشيط التعاونيات الزراعية من اجل خدمة اسيادهم وجعلوا من العراق سوق تصريف المنتجات الرديئة والتي لا تقترب من واحد من عشرة من جودة المنتجات الوطنية التي انتجت قبل عشرات السنين مثل الاجهزة الكهربائية والاطارات والبطاريات والجرارات الزراعية وحتى الادوية وغيرها وشجعوا على ظهور طبقة نتنة ممن يسمون تجار ليستوردوا كل ماهو رديء وعديم الجدوى وكل ما يهمهم الارباح وليذهب الشعب والوطن الى الجحيم تشير المعلومات المستقاة من مصادر البحث الى ان شركات الاتصالات موزعة كما يلي كورك تعود لمسعود البرزاني واسيا ملك صرف لجلال طلياني واثير لعبد العزيز الحكيم ومن المحتمل اندماجها مع زين في الوقت الراهن اما زين الكويتية ف50% من حصة الحرامي الاول احمد الجلبي وحزب الدعوة لقد غص البلد بالمناصب والوظائف التي ليس لها مثيل في كل بلدان العالم صغيرها وكبيرها وهي الوسيلة لتوزيع المغانم والسرقات بين المتسيدين والموالين لهم فمثلا البرلمان والذي في احسن الاحوال يتواجد ثلثي الاعضاء وثلث يتمتع بكل الامتيازات وهم خارج العراق بما فيها مخصصات الحمايات والهبات والنثريات وكذلك مفوضية الانتخابات مؤسسة غثيثه كان من الممكن الاستعانة بالقضاة حينما تحدث الانتخابات واعلن رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي ان هناك 50 الف فضائي في وزارة الدفاع تم اكتشافهم في اول تسنمه رئاسة الوزراء وصمت بعدها ولو دققنا حقا لوجدنا على الاقل ثلث ممن يتقاضون رواتب من الدولة هم فضائيون ومجالس المحافظات وما ادراك ما مجالس المحافظات وما يعني تلك المجالس اليس هناك لكل تشكيل اداري من يديره من مدير الناحية الى القضاء الى المحافظ ثم منظمات المجتمع المدني ووكلاء الوزراء ومعاوني المدراء العاميين والمفتشين وماهي الضرورة لوجودهم وهيئة النزاهة والمستشارين الذي فاق عددهم منتسبي القوات المسلحة حتى حميده ام اللبن عينت ام ستوري مستشارة لها هؤلاء جميعا يتقاضون رواتب ومخصصات وهبات اضافة الى الاعمال التي جوه العباية من المقاولات والعقود وغيرها وتقاعد الوزراء ورؤساء الجمهورية ونوابهم واعضاء البرلمان والدمج وارباب السوابق والذين اصبح البعض منهم مناضلين في العهد البائد ومنحتهم مؤسسة السجناء السياسيين الامتيازات دون ذوي الاستحقاق الحقيقيين ….. كل هذا والملايين تتضور من الجوع والعوز والفاقة ليضطر المواطن لسرقة قنينة غاز او حفاضة اوحليب الاطفال او ورق كلينكس ويقدم الى القضاء لينال جزاءه اما من يسرق المليارات فتباّ لمن يشير اليه حيث القضاء بكل جاهزيته لمحاكمة من يتجرا على هؤلاء الكواسج والحيتان ….. مما تقدم يبدوا جليا ان مسألة الاصلاح واحقاق الحق مسألة من سابع المستحيلات ولابد من القلع شلع من الجذور لكي لا تنمو تلك الادغال من جديد ولكن مما يؤسف له ان الظروف الموضوعية غير جاهزة لهذه الانتفاضة رغم ان الظاهر للعيان ان بوصلة المواطنين اخذت تتجه صوب الحقيقة والوحدة الوطنية ونبذ كل ما من شأنه تخريب المجتمع والفرقة بين ابناءه حتى بدأت الاصوات النشاز تتعالى من هذا وذاك والتهديد والوعيد لكل من يعارض توجهات الزمر التي دمرت البلد ومافيه ولكن حينما يحدث الطوفان فأن السيل سيجرف كل من يقف امامه وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون