17 نوفمبر، 2024 6:57 م
Search
Close this search box.

من أجل هزيمة المشروع الطائفي في المنطقة

من أجل هزيمة المشروع الطائفي في المنطقة

ليس بإمکان أحد أن يدعي بأن المشاعر والاحسايس الطائفية لم يکن لها من وجود في المنطقة، لکن وفي نفس الوقت أيضا ليس بإمکان أحد الادعاء بأن تلك الاحاسيس و المشاعر کانت عدائية دموية و کانت متقولبة بأطر سياسية مٶدلجة من أجل تحقيق أهداف و غايات معينة، فالاحاسيس و المشاعر الطائفية سواء عند الشيعة أم السنة کانت مجموعة أفکار غير مرتبة ولاتستند على أسس و مقومات و کانت تتبدد و تتلاشى مع إصطدامها بواقع الحياة الاجتماعية و التواصل مع الآخرين.

هذه المشاعر و الاحاسيس کانت على هذه الحال حتى السبعينيات من القرن الماضي، لکن مع تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، و الافکار و الطروحات التي طرحتها في مشروع نظام ولاية الفقيه، فإن التغيير بدأ يطرأ على تلك الافکار و الاحساسيس و صارت تنتنقل من حالة البعثرة و عدم الترتيب وعدم الاستناد على أسس و مقومات الى حالة التأطر و الترتيب و التنظيم وبدأت عدائيتها المفرطة مع طرح مفهوم”الاصح”و”الافضل” وهو مايعني رفض و إلغاء الآخر، وبطبيعة الحال، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بشروع إعلامها المسموم بالافکار الطائفية بطرح قضايا من قبل مظلومية الشيعة في بلدان المنطقة و من إنهم تعرضوا و يتعرضون الى الظلم على يد الانظمة القائمة في بلدانهم، وتزامن ذلك مع التدخلات المريبة لهذا النظام في بلدان من المنطقة و شروعها بتأسيس أحزاب و ميليشيات تدعو الى تلك الافکار و المفاهيم المتطرفة، فإن المشهد العام في المنطقة بدأ بالتغيير.

الامر المهم الذي نريد أن نٶکد عليه هنا و نلفت النظر إليه، هو تصريح مهم للقيادي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث أشار الى أن”أفکار التطرف الديني و الامواجهة الطائفية و الانقسام و الاختلاف لم تکن موجودة في المنطقة قبل تأسيس نظام الملالي في إيران”، وهذه حقيقة لامناص من الاذعان لها و الاخذ بها، ذلك إنه لولا قيام هذا النظام بإذکاء النار البغيضة للفتنة الطائفية من خلال أفکاره و طروحاته المشبوهة، لما کان هناك في مقابل ذلك تحرك بنفس الاتجاه، فلکل فعل رد فعل، وإن التحرك بإتجاه إذکاء الفتنة الطائفية في المنطقة کان من جانب هذا النظام، والانکى من ذلك إنه يواظب على أن تکون هنالك إتصالات و تنسيقات و حتى تعاون بينه و بين التنظيمات السنية المتطرفة طائفيا، وهذا مايثبت حقيقة بالغة الاهمية وهي إن لهذا النظام ثمة مشروع کبير يشکل المشروع الطائفي جانبا أساسيا منه من أجل تحقيق هدفه الکبير بإقامة إمبراطورية دينية مبنية على أسس طائفية بغيضة.

مواجهة هذا المشروع و التصدي له مهمة تقع على عاتق الخيرين و الشرفاء الوطنيين من الشيعة و السنة على حد سواء من أجل کشف و فضح هذا المشروع و ضمان هزيمته ولابد من أن تکون هناك من أرضية مناسبة من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل إذ من الضروري أن يتم وضع خارطة طريق للعمل بالاتجاه المعاکس لمشروع الخبث الايراني و المناسب بل وحتى من الافضل إشراك المقاومة الايرانية بهذا السياق لکي تکتمل جبهة مواجهة هذا المشروع من کل الجوانب و التأکد من إنه يسير بلاتجاه الصحيح لإلحاق الهزيمة بالمشروع الطائفي البغيض للنظام الايراني.

أحدث المقالات