موجة الأحتجاجات الاخيرة التي جمعت في اطار تحالف غير مؤ سسي التيار الصدري مع الحزب الشيوعي العراقي حاول بعض المقربون من الحزب الشيوعي التنظير لهذا التحالف
ولعل الأستاذ فارس كمال نظمي كان قد كتب في موقع الحوار المتمدن بعض المقالات في هذا الشأن وحاول قدر الامكان ان يستند على تجارب تاريخية للحزب الشيوعي في ايطاليا وخصوصآ نظرية غرامشي وكذالك اخذ بعض المقاربات مع تجارب اليسار في امريكا اللاتينية او مايعرف ب ((لاهوت التحرير )) . وهنا احب ان ارجع الى اصل النظرية …
1-نظرية غرامشي .من المعروف ان الحزب الشيوعي الايطالي كان لة قائد بمثابة مؤسس هو اماديوبورديغا غير ان غرامشي شارك بنشاط بتأسيس الفصيل الشيوعي داخل الحزب الاشتراكي الايطالي عام 1920 وفي\ عام 1921 اسس الحزب الشيوعي انتخب غرامشي عضوآ للجنة المركزية للحزب وعلى اية حال كان لغرامشي دور فكري وثقافي تنظيري
مميز بحق .غرامشي صاحب نظرية المثقف العضوي ونظرية الكتلة التاريخية ينظر الى الدين على انة البنية الفوقية الايديولوجية لتشكيلة اجتماعية ملموسة ومتداخل مع بنيتها السيسو اقتصادية .وعلى اية حال فأن تحليل غرامشي للكنيسة على انها احد الاجهزة الايدلوجية للمجتمع وتتمتع باستقلاليتها وحسب راية ان الكنيسة من وراء تبشيرها الديني القائل ان كل الناس ابناء اب سماوي ومتساون امام الله وانها باشرت في الاستغلال والسيطرة على الطبقات السفلى وان الكنيسة اصطفت الى جانب الاسياد ملاكي الارض والنبلاء . ثم يقول الوظيفة التي قامت بها الكنيسة ليس عن رسالتها الدينية بل عن وظيفتها الاقتصادية ولاكن الكنيسة ايضآ حاولت الحفاظ على نفوذها لذا شددت على مراقبة اتباعها حتى من الطبقات السفلى ثم انجرت الى القبول بالتغيرات الاجتماعية فبعد صراع ضد دنيوية النظام الاجتماعي قبلت وانضمت الى النظام اللبرالي في ايطاليا عام 1923 والى الجمهورية عام 1926 في فرنسا ثم قامت بمد نفوذها في اطار انشاء نقابات عمال واحزاب ديمقراطية مسيحية ودخل اعضاءها البرلمان . على اية حال فمفهوم الدولة عند انطونيو غرامشي انما هي اداة تسيطر فيها طبقة اجتماعية معينة على سائر الطبقات هذة الدولة لتؤمن سيطرتها تحتكر اجهزة القمع الجيش البوليس القضاء والمليشيات اذا لزم الامر وكذالك اجهزة تصوغ التشريعات وتطبقها الجهاز الاداري السلطة التنفيذية و لديها اجهزتها الايدلوجية لتبرير مصالح الطبقات المسيطرة متمثلة ب الكنيسة كجهاز يقدم التبرير الايديولوجي لسيطرة القوى المسيطرة وكذالك الاحزاب السياسية والمثقفين الذين تكون مهمتهم تقديم التبرير الفكري لي اقناع الشعب بقبول سيطرة القوى الطبقية الحاكمة والدفاع عنها فكريآ وكمايقال اليوم اعلاميآ هذا ملخص بسيط الى افكار انطونيو غيرامشي >>وهنا تؤخذ على تحليلات الاخوة المقربين من الشيوعين بعض الملاحظات لعل اهم مقالة يمكن ان تستخدم للتحليل هي مقالة (الشيوعيون والصدريون خيار الكتلة التاريخية )للكاتب فارس كمال نظمي بتاريخ 17/6/2010 في موقع الحوار المتمدن والتي بداءها بتعريف بسيط لمفهوم الكتلة التاريخية يقول فية بوضوح
( طرح المفكر الإيطالي المبدع “انطونيو غرامشي” (1891-1937)م مفهوم “الكتلة التأريخية” مقترحاً قيام تحالف بين قوى الإصلاح من ماركسيين وليبراليين في شمال ايطاليا المتقدم صناعياً، والقوى المسيحية المسيطرة على جنوب ايطاليا المتخلف اقتصادياً، سعياً لنهضة شاملة تحقق الوحدة الإيطالية. ثم تلاقف المفكرون والسياسيون فيما بعد هذه الأطروحة تعضيداً ونقداً.) ثم يورد امثلة تاريخية ثم يدخل الى صلب الموضوع فينظر الى التقارب الصدري الشيوعي على قاعدة سيكلوجيا المحروم ويطلب من الشيوعين تقليد السيد محمد صادق الصدر
ثم يعرج على نقطة في غاية الاهمية وهي تباين الايديولوجيا بين الطرفين فيقول (لا أن التمايز والتباعد بينهما يتضح بجلاء في القشرة الايديولوجية التي تغلف الشخصيتين. فالشيوعي مادي وعلماني ووضعي التفكير، والصدري مثالي وديني-مذهبي وميتافيزيقي التفكير. والشيوعي مولع بتقديم حلول “عملية” و”بشرية” لمعضلات الوضع العراقي، فيما الصدري يتلهى دفاعياً بالطقوس والغيبيات أكثر من اهتمامه بالملموس والمحدد،) الواقع في اعتقادي انة لايمكن ان ننظر في اطار توضيف سياسي برغماتي تكتيكي بأمتياز ونقفز على الاسس التي بنيت عليها افكار غرامشي لنسقطها على الواقع العراقي فغرامشي عندما كتب اخذ بعين الاعتبار واقع الكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا مسلطا عليها ادوات التحليل الماركسية في بدايات القرن الماضي ضمن واقع مهم وهو ان التحول نحو اللبرالية الديمقراطية قد تم في الواقع السياسي الايطالي وقد تم تبني المفاهيم العلمانية حتى داخل فكر الكنيسة الكاثوليكية دع ما لل الله لل الله وما لقيصر لقيصر .في حين ان هذا الموضوع لم يحسم حتى الأن في اطار الفكر السياسي الاسلامي بشكل عام والشيعي منة خاصتآ ثم هنالك طرح يبدوا في غاية الغرابة
وهو دعوة الشيوعين لتقليد السيد الصدر ودعوة الصدرين لتبني الفكر الماركسي مع ان الكاتب نفسة يقر بان الصدرين ينظرون الى الشيوعين على انهم اعداء الله وينظر الشيوعين للصدرين كأعداء طبقيين رجعية . السؤال الذي يطرح نفسة هل يصح هذا التفكير اعتقد انة غير واقعي بالمرة الصدريون يقدسون محمد صادق الصدر ضمن منظومة عقائدية دينية
قبلوا بها وتعاملوا مع معطياتها ضمن مفهوم الايديولوجية الشيعية والتراث الفقهي الشيعي .وكذالك الشيوعين تبنوا الفكر الماركسي بماديتة الدياليكتيكية وماديتة التاريخية واطروحات رأس المال في الاقتصاد السياسي لقد قرأت انا ماكتب ماركس وانجلز ولينين وغرامشي وجورج لوكاش لم اسمع من اي شخص ولم اقراء فيما قراءت ان غرامشي دعى الشيوعين الايطالين في وقتة لحضور قداس يوم الاحد او لبس الصلبان بل على العكس كان الحزب الشيوعي الايطالي في وقت غرامشي يرفض التحالف مع اقرب الاحزاب اليسارية الية وهو الحزب الاشتراكي الديموقراطي الايطالي مع ان الحزب الشيوعي الايطالي كانت فية ثلاث تكتلات وقتها اليسار بزعامة بودريغا والوسط بزعامة تولياتي واليمين يزعامة تاسكا …
ثم ان التحليل الماركسي يقول ان اجهزة السلطة في الدولة تشمل (الجيش والشرطة والقضاء والجهاز التنفيذي والمؤسسة الدينية والسلطة التي تشرعن القوانين وهي ادوات قمع بيد القوى المسيطرة فيما تلعب الاحزاب والمثقفين و المؤسسة الدينية دور الجهاز الايديولوجي الذي يبرر سلطة الطبقات المسيطرة ) .
ان تحالفات من هذا النوع يجب ان تبنى على قاعدة الاحترام المتبادل والبرنامج المرحلي الذي يتيح لكل طرف من اطرافة الاحتفاظ بحيثيتة وفكرة ويتم اللقاء على ضوء اهداف مرحلية تكتب وتحفظ لكل طرف خصوصيتة الفكرية لا ان يتم التنظير على اساس غير واضح وتوضيف غرامشي وتقويلة مالم يقل تحت دعوى وذرائع برغماتية لم تقل بها حتى مدرسة جيمس جويس الواقعية في الولايات المتحدة ثم اننا نتكلم في هذا الاطار على قوى سياسية هي نفسها جزء من التحالف القائد للعملية السياسية مشارك رئيس في تأسيس النظام السياسي الحالي
وفي سلطاتة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وفي الحكومات المحلية وفي الجهاز التنفيذي ينطبق الامر على الشيوعين ايضآ .ثم ان برنامج واضح لتبني قيم الحداثة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمساواة ثقافيآ وسياسيآ واجتماعيآ قد غاب عن اللاعبين السياسين في هذا الاطار فلايكفي ان تدعي انك تمثل مجموعة من الكادحين فحتى الحركة الفاشستية والنازية كان في صفوفها جمع غفير من العمال والفلاحين جذبتهم الدعاية النازية والفاشية كان من ضحاياهم انتونيو غرامشي نفسة .