5 نوفمبر، 2024 8:41 ص
Search
Close this search box.

دائـــــــرة الحـــــــرب القادمــــة إلــــــى أيـــــن ؟!!

دائـــــــرة الحـــــــرب القادمــــة إلــــــى أيـــــن ؟!!

تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران على خلفية الهجمات الإرهابية التي طالت إيران مؤخراً ، حيث توعد فيها السيد الخامنئي الرياض برد انتقامي قاسي وتدميري ، الى جانب تصريحات لقادة الحرس الثوري أن الخطط معدة وجاهزة للتنفيذ ، الأمر الذي يجعلنا إمام استحقاقات كبيرة وخطيرة للمنطقة عموماً ، وهنا لابد من تساؤل عن الأسباب التي جعلت إيران تصرح بهذه التصريحات النارية الخطيرة ، والتي أطلقها المسؤولين الإيرانيين أثناء تشييع ضحايا العملية الإرهابية والتي استهدفت مرقد السيد الخميني والبرلمان الإيراني ، والجدية بهذه التهديدات ، مما ينذر بحرب كبيرة تشمل عموم المنطقة ، بين السعودية وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران ، خصوصاً وان جميع أطراف الصراع يمتلكون الترسانة الحربية الكبيرة والخطيرة ، ولعل هذا ما يسعى إليه تنظيم ” داعش ” في تأجيج الصراع ، ويعمل عليه منذ سنوات مضت ، وإشعال حرباً طائفية بين الشيعة والسنة في المنطقة .
إيران تختلف مع السعودية في ملفات عدة ، ولكنهم يلتقيان في ملف واحد وهو إدارة الصراع بالنيابة على أراضي سورية واليمن والعراق ولبنان ، ولكن الجدير أن تفجيرات طهران وتهديدات محمد بن سلمان بنقل المعركة الى العمق الإيراني هو ما يوحي بان تغييرات كبيرة على المشهد وعلى قانون اللعبة عموماً في المنطقة ، وان الأخير قدم سبباً موجباً لإيران لهذا التصعيد الخطير ، حيث عمد الأمير الصغير الى استباق الأحداث ، وإثارة الأقليات العراقية والمذهبية في إيران ، وما يعزز هذا الأمر أن منفذي هجوم طهران هم من السنة في إيران ، صحيح أن داعش أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات ، ولكن منفذي الهجوم انتموا الى صفوفها وتلقوا التدريبات في قواعدها .
توالت التهديدات الإيرانية رداً على هذه التفجيرات ولعل أخطرها ما صدر على لسان الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الايراني ” أن الحرس الثوري وضعت مسألة الانتقام من هجومي طهران على جدول أعماله وبشكل جاد ومكان الانتقام سيبقى سراً ، وربما يقول القائل انها تصريحات كسابقها من التصريحات ، الا أن هذه التصريحات هددت الامن القومي الداخلي الايراني ، واستقرار الجمهورية الذي ينبغي أن يكون الرد متسقاً من هذا التهديد الخطير ، لهذا فان اي مواجهة محتملة بين السعودية وإيران فهي تمثل نفطة تحول خطير في المنطقة ، وهي بمثابة حرب عالمية ولكن بالنيابة ، وإغراق المنطقة برمتها ببحر من دماء الابرياء ، الى جانب أدامة عدم الاستقرار فيها ، وادامة حرب الاستنزاف فيها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات