ربما لم يلحظ البعض , ويندهش البعض الآخر وهم ليسوا بقليلين , أن ألأمم المتحدة وكأنها لم تُبدِ أية اهتمامات خاصة بالأزمة القطرية .! التصريح الوحيد والفريد بهذا الشأن صدر عن نائب المتحدث الرسمي بأسم الأمم المتحدة وفي الأيام الأوائل لإندلاع الأزمة والذي ذكر فيه ” أنّ السكرتارية العامة للأمم المتحدة تدعم او تؤيد الوساطة الكويتية ” , ونلاحظ هنا أنّ التصريح لم يصدر عن لسان الأمين العام مباشرةً ولا نائبه , بل على لسان نائب المتحدث الرسمي .! ولذلك اهداف ودلالات معروفة .
لا دهشة ولا غرابة في هذا الأمر , فالكثيرون جداً من الناس لا يعلمون أنّ كلّ مَنْ يترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة , ففي الأيام او الأسابيع الأوائل لولايته , تجتمع به جهة خاصة من وزارة الخارجية الأمريكية وتتحدّث معه < على المكشوف > بأنّ الأدارة الأمريكية سوف تدعم ترشيحه لولاية او دورة ثانية اذا ما سار وفق نهج السياسة الخارجية الأمريكية , وهذا ما يفسّر لنا الضغوط الهائلة التي مارستها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ” مادلين اولبرايت ” في عهد الرئيس بيل كلنتون على الأمين العام السابق بطرس غالي > 1992 – 1996 , ولفّقت عليه شتى التهم بعدم قدرته على ادارة المنظمة الدولية , حتى تمّت إقالته قبل اكمال مدته كأمين عام للأمم المتحدة , بسبب تمرّده على ما تطلبه الخارجية الأمريكية , وعلى مواقفه القومية في الصراع العربي – الأسرائيلي . وبهذا الصدد المحدد فلعلها ليست مصادفة سياسية أن يعقب السيد بطرس غالي 3 من ألأمناء العامين للأمم المتحدة وفي دورتين متتاليتين لكلٍّ منهم , وهما خافيير دي كويلار ” من بيرو ” وَ كوفي عنان ” من غانا ” وَ بان كي مون – كوريا الجنوبية .
وهنا لا نبتغي توجيه الأتهامات , والإتهامات المفترضة للأمين العام الحالي الأستاذ انطونيو غوتيريس البرتغالي المنشأ , في ضلوعه بالتعاون مع الأمريكان في الأزمة القطرية .! , ثمّ اذا ما طالت هذه الأزمة طويلاً , فهل سيبقى غوتيريس ملتزماً الصمت .!