عرضت إحدى القنوات الفضائية الغير موفقة بالأمس حديثين لمسؤولينِ سياسيين كبيرين عفا عليهما الزمن . قناة تنضح بسموم الطائفية والحقد. و ترقص على أصوات المتفجرات التي تقتل الأبرياء. وتطرب لآهات العراقيين , وأنين جياع أطفالهم في مخيمات النازحين .هذه القناة روجت للفساد والمفسدين. وألّهَتْ الأرهاب ومَنْ وراءه وتحدثت دائماً بخبثٍ وزرعت الشر في العالم العربي.ومهدت لداعش.
عرضت هذه القناة أحد هذين المسؤولين وهو يتحدث عن تآمر قطر على العراق وسعيها لتقسيمه .وهنا لم يخطأ الرجل. بل إنه قال نصف الحقيقة. فقد دعمت قطر الأرهاب ومولته في العراق وسوريا ومصر وليبيا بكل ثقلها وأموالها القذرة وقنواتها الفضائية كقناة الجزيرة . شاركت هذه الدولة القزم بسفك دماء العراقيين وتخريب العراق اليوم وبالأمس . اليوم بداعش والقاعدة وبالأمس في حرب 9191 حيث قامت الطائرات القطرية بقصف منشئات ودوائر حكومية مهمة, لحرق الوثائق والمستندات والسجلات ودمرت محطات توليد الطاقة ومصانع مهمة أيضاً. فالدور القطري لسلطنة موزة معروف ولم يأتنا السيد المسؤول بجديد. نعم لم يأتِنا بجديد هذا السياسي البارع الذي إستدرجوه فباع حقه بتشكيل الحكومة, بعد فوزه بالأنتخابات بمنصب وهمي لا وجود له.وهنا بانت حنكته هههههه .
لقد نطق هذا السياسي العظيم بنصف الحقيقة أو جزء منها فالحقيقة هيَ كما فعلت قطر فعلت أضعاف ذلك السعودية. و السعودية هي الدولة الأرهابية الأعظم فهي من دمر العراق وسوريا. وهيَ مَهْدُ المذهب الوهابي الذي
يُكَفِر الآخرين ويحلل دمائهم. وفي مساجدها أعلن نفير الجهاد على العراق وخرجت فتاوى السوء بسفك دماء العراقيين الرافضة. ومن مملكة الشر هذه إنطلقت القاعدة ومنها برز إبن لادن. ولكن الغريب لم يتطرق هذا المسؤول الكبير للأرهاب السعودي وجرائمه .
أغلب الأرهابيين من السعودية. ودور السعودية واضحٌ وليس بخافٍ سواء في العراق أو سوريا أو اليمن و العالم كله . فمنْ قام بجريمة 11 سبتمبر؟ أليس هم السعوديون ؟ وهم المسؤولون أولاً وأخيراً عن كل الجرائم الأرهابية في العالم .فلماذا لم يتحدث ويشِر لها هذا السياسي الوطني ؟. ولم يتطرق لقيادتها للأرهاب العالمي؟ .ألم يسمع أو يرَّ ماذا تفعل السعودية في اليمن؟ و حصيلة هذا الهجوم الوحشي الدموي على شعبٍ أعزل ؟.أنا أتفهم موقف هذا السياسي الفاشل .ولكن لا يليق بنا أن نتخطى حدود الأدب . فقطر والسعودية وجهان للعار والذل الذي لحق بهذه الأمة . فلو كان قد وجه هذا المسؤول إنتقاده لكليهما لقلنا صدق الرجل .ولكن …ولكن وعنده معنىً للكن هذه. والحر تكفيه الأشارة . فالسعودية وقطر مكلفان من قوى عظمى بتدمير وتجزئة الدول العربية وإحلال الفوضى فيها خدمة لأسرائيل لا غير.وهو يعرف هذا ولكن..ولكن .
أما الشخصية المسؤولة السياسية الفاشلة الأخرى. فقد ظهر على شاشة نفس القناة يقول متفاخراً: هاجمتنا داعش. ولكننا استطعنا ردها. والحفاظ على بغداد وسامراء وكربلاء والنجف .وكأنه بطل قومي وقف بوجه داعش. وليس هو سبب الهزيمة الكبرى و تسليم الموصل لداعش .وكأن الشعب لا يعلم دور المرجعية وفتوى الجهاد الكفائي. وكيف رُدَّت داعش عن بغداد. يخدع هذا الرجل نفسه ويخدع الشعب وكأن هذا الشعب لا يعرف مَنْ تسبب في ضياع الموصل وتكريت والرمادي وغيرها! أليس هو مَنْ عين
قياداتٍ للجيش العراقي لا تمتلك المهنية والخبرة ولا تتمتع بالنزاهة؟ .بل عينها هذا السياسي البارع بتلك المناصب إنطلاقاً من مصالح ذاتية كالقربى مثلاً أو علاقات كتلوية وحزبية, دونما حسابٍ لإمكانياتها وقدراتها العسكرية ومهنيتها.والأرجح إنه لم يجد أمامه سوى هؤلاء الفاشلين .فالحقد أعمى بصيرته وجعله لا يرى العسكريين الأفذاذ. الذين زخر بهم جيشنا البطل سابقاً, والذين أبعدهم تجار سياسة الخردة عن الجيش الوطني. فهؤلاء الساسة وحواريهم أبعدوا كل مقتدرٍ ونزيه .هذا الرجل نسيَ أنه المسؤول الأول لا الأخير عن كارثة الموصل, وهروب القادة الجبناء من مواقعهم. القادة الذين أوعزوا للجنود بالهرب, وترك أسلحة كلفت العراق مليارات الدولارات لداعش الأرهابية أو لدولة كردستان المستقبلية. وهذا السياسي هو المسؤول عن إهدار آلاف مليارات الدولارات من أموال العراقيين أو سرقتها أو ضياعها. دون ما بناء مشروع واحد ليتذكرهم الشعب.ألست أنت سيدي من خرب العراق ؟
هذان المسؤولان الكبيران وجهان سيئان لعملة علاها الصدأ و قرف منهما الشعب. ولكن هذه القناة اللعينة تريد تذكير العراقيين بخيبتهم وسوء إختيارهم وإنهم شعبٌ لا يستحق الديموقراطية لا يتحمل المسؤولية ولا يستحق الحياة ولا يتمكن من إدارة شؤونه بنفسه . شعبٌ يُمَجِّدُ جلاديه وسراقه. وإلا كيف يرتضي أن يحكمه هؤلاء والى متى ؟