كتب – سعد عبد العزيز :
في إطار الشماتة الإسرائيلية في الخصومة الخليجية بين “السعودية والبحرين والإمارات” من جهة وبين “قطر” من جهة أخرى، نشر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” مقالاً للكاتب الرياضي “روعي كايس”، يستعرض فيه الآثار الرياضية السلبية للحصار الشامل المفروض على الدوحة، ويتمنى أن تنجح الدول العربية في مساعيها لإفقاد “قطر” استضافة كأس العالم 2022.
“قطر” ستعاني ما عانته “إسرائيل” من الدول العربية..
يقول “كايس”: “باعتبارنا إسرائيليين فقد اعتدنا طيلة عقود طويلة على امتناع فرق رياضية أو لاعبين فرديين – لا سيما من البلدان العربية والإسلامية – عن مواجهة الفرق واللاعبين الذين يمثلون إسرائيل في المسابقات الدولية, من أجل ألّا يعتبر ذلك تطبيعاً مع إسرائيل. والآن فإن الإمارة القطرية الخليجية، فاحشة الثراء، والتي تتعرض لحصار خليجي ثلاثي انضمت له بعض الدول العربية الأخرى، ينبغي أن تستعد لحصار رياضي مشابه لما عانته إسرائيل”.
حصار سياسي له عواقب رياضية..
يعتقد الكاتب الإسرائيلي إن المقاطعة السياسية والاقتصادية التي أعلنتها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين، وانضمت لها مصر، ضد دولة قطر في 5 حزيران/يونيو الجاري، بدأت تلقي بظلالها على المجال الرياضي، فيؤكد “كايس” على انه: “بعد ساعات من صدور بيان المقاطعة أعلن نادي الأهلي السعودي لكرة القدم أنه فسخ عقد الرعاية المبرم بينه وبين شركة الطيران الوطنية القطرية. كما أعلنت دولة الإمارات هذا الأسبوع أنها قدمت إلتماساً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تطالبه بتغيير طاقم التحكيم القطري المقرر أن يُحكّم مباراة المنتخب الإماراتي أمام نظيره التايلاندي في تصفيات كأس العالم، وبحسب اتحاد الكرة الإماراتي فإن “الفيفا” قبل الإلتماس وشكل طاقم تحكيم ماليزي سنغافوري بدلاً من طاقم التحكيم القطري”.
ويضيف “كايس”: “هذا وأعلنت بعض الأندية العربية مقاطعتها لبطولة العالم للأندية لكرة اليد، المزمع إقامتها في قطر خلال شهر آب/أغسطس القادم, حيث أعلن ناديا “النور” و”مضر” السعوديين أنهما لن يشاركا في البطولة إذا لم تستضفها دولة أخرى. كما أعلن النادي الأهلي المصري أنه لن يشارك في البطولة بسبب التطورات الأخيرة”.
“قطر” تسعى نحو الريادة من خلال الاستثمار في كرة القدم..
يوضح الكاتب الرياضي الإسرائيلي: “إن الحصار الرياضي من شأنه أن يضر إلى حد كبير بالدوحة التي سعت خلال السنوات الماضية لاستغلال الرياضة لتحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم. ففي عام 2015 استضافت الدوحة كأس العالم لكرة اليد، وأذهلت العالم أجمع عندما حل المنتخب القطري في المركز الثاني وصيفاً للمنتخب الفرنسي، وأصبح أول منتخب عربي يبلغ نهائي كأس العالم لكرة اليد. كما فازت الدوحة بشرف استضافة وتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى في نسختها السابعة عشرة المقررة عام 2019. أما الحدث الأكبر والأهم فهو بالطبع استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2022، وبذلك تكون أول دولة عربية تحظى بشرف استضافة نهائيات أهم بطولة رياضية عالمية”.
إنجازات “قطر” الرياضية تجلب عليها العداء..
يؤكد “كايس” كذلك على أن الإنجازات الرياضية التي تحققها دولة قطر تجلب عليها العداء، “حيث تقول الدول العربية إن قطر لا تمتلك تاريخاً رياضياً, فمعظم سكانها ليسوا قطريين، ولأجل أن تنشئ الدوحة منتخبات رياضية قوية فإنها تقوم بتجنيس رياضيين من دول أخرى. وعندما استضافت قطر بطولة العالم لكرة اليد وحققت المركز الثاني، سخروا منها في إحدى القنوات الرياضية المصرية وقالوا إن المنتخب القطري أشبه ما يكون بـ “منتخب العالم”.
ويضيف “كايس” أنه حتى قبل إعلان مقاطعة قطر، وفي ذروة وصول العلاقات بينها وبين الدول العربية المعتدلة إلى أسوأ حالاتها، نشرت صحيفة “عكاظ” السعودية تقريراً مسيئاً إلى الرياضة القطرية، حيث وصفت المنتخبات الرياضية القطرية بانها “تعتمد على المرتزقة”. وبعد قطع العلاقات مع قطر، نشرت صحيفة رياضة سعودية رسماً كاريكاتورياً يصور لاعبي الفرق والمنتخبات القطرية وكأنهم لا يعرفون النشيد الوطني.
ويواصل الكاتب الإسرائيلي قائلا: “لقد قامت الصحافة القطرية بالرد على تلك الإساءة, حيث نددت بالتصرف المُحرج من جانب لاعبي المنتخب السعودي لكرة القدم، عندما رفضوا الوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا “هجوم مانشستر” الإرهابي، خلال مباراتهم ضد المنتخب الأسترالي في 8 حزيران/يونيو الجاري. حيث نشرت إحدى الصحف القطرية عنوانا مثيراً وهو وهو أن “لاعبي السعودية إرهابيون”. علماً بأن اتحاد كرة القدم السعودي قد قدم اعتذاراً لما حدث”.
ضرب الاقتصاد القطري عبر الرياضة..
يتابع الكاتب الإسرائيلي تحليله، قائلاً: “أنه إلى جانب المكايدات في الملاعب الرياضية، تحاول المملكة السعودية، وشركاؤها في المقاطعة، أن يثبتوا لقطر أن الحصار سوف يؤثر أيضاً على إيراداتها من استضافة المسابقات الدولية، وسوف يلحق الضرر بفنادقها ومراكزها التجارية ومعسكرات التدريب الرياضي ومراكز الاستشفاء الطبي التي اعتاد الرياضيون الخليجيون التردد عليها”.
الهدف الكبير هو خسارة الدوحة لتنظيم كأس العالم..
ختاماً يقول “روعي كايس” إن الحلم الأكبر للدول المشاركة في حصار قطر، هو بالطبع إفقادها شرف استضافة كأس العالم 2022، الذي طالما أُشيع أن الدوحة حصلت عليه بالرشوة والفساد. لكن هذا الحلم يبدو حتى الآن بعيد المنال.