يا الله : يا ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين ,لا أعرف من أين ابتدأ والى أين انتهي فجودك وكرمك وعفوك وجدته حتى في سعير نار جهنم ,يا ربي أنت خلقتنا أحرار ورفضت لنا العبودية والذلة والهوان وكرمتنا عن سائر المخلوقات وأحسنت تصويرنا وفرضت على الملائكة أن يسجدوا لأبونا آدم (ع) تكريماً لمقامه ,فكنت بالمرصاد لكل جبارٍ طاغي مستبد يريد تغيير هذه الفطرة في داخل نفس البشرية ,فطرة العيش بكرامة وحرية مرفوعين الرأس غير مهطعين ,وأحببت المؤمن القوي على المؤمن الضعيف ,لكنك أردت أن يكونوا متحررين من دواخلهم ليكونوا قادرين على مواجهة الفاسدين بإرادتهم وقوة عزيمتهم ليعطوه درساً بأن يد الله مع الجماعة صاحبت القرار وليس مع المتشتتين الخائفين ,كم وكم طاغيةٍ قهرته بعد أن عاث بالأرض والعباد الفساد فمنهم من كان جوابك له أن سلطت عليه أضعف مخلوقاتك حشرة صغيرة أذلته,وآخر خسفت الأرض به وبأمواله ,وآخر أغرقته في البحر وجعلت منه آية وعبرة على امتداد التاريخ نتيجةٍ لسلوكه المريض مع رعيته ولإدعائه الإلوهية ,كنت ولازلت وستبقى مؤيداً ومسدداً للمستضعفين الذين ستمن عليهم بألطافك بأن تُعطهم المكانة والرفعة وتكمن لهم في أرضك بعد أن ذاقوا العذاب وتحملوا أوزاره و آلامه لأنهم يحملون رسالاتك التي أردت منها للناس حفظ كراماتهم ومقدراتهم ونشر العدل والإحسان وأنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ممن لا يأبهون لما جرى من شواهد ودلائل لطغاة متنكرين لكل ما حل بمن سرقوا ونهبوا ولوثوا سرائر الناس يظنون بأن زهو الدنيا سيبقى لهم سرمدي وما فيها من مغريات تسحر الناظر ستكون لهم عوناً,كنا نقول لهم أقرأوا التاريخ بتمعن أنكم لن تمكثوا طويلاً في المعمورة فأٌقوام وأمم رحلت ولم يبقى منهم سوى ذكرى أطلالهم وأما صانعي هوية الإنسان والأمل للشعوب بالخلاص وتحريرهم من براثن الظلم والجور والظلام فهم من ستكون لهم حسن العاقبة في قلوب الشعوب وضمائرهم وان أختلف عنوانهم الديني والقومي,يا جبار السموات والأرض أذكر جيداً قول رسول الرحمة (ص): الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ : فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ – عز وجل –
، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى يَقُصُّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ .
يا حي يا قيوم :سرقوا الطغاة مستقبلنا وابتساماتنا وأمنياتنا وحولوها لصورٍ من المآسي وتلاشت أحلامنا التي كانت تكبر معنا في مهب الريح ,وأنت تضع المستكبرين الجبارين الظالمين لتهلكهم وتأتي بملوك آخرين ,وأنت مدرك الخائفين الذين يلوذون بسعة درع مأمنك الحصين ,يا منجي الصالحين الذين يشيعون دعائم ملك بين عبادك بالحق المبين ,تكالبوا علينا من كل حدبٍ وصوب أمعنوا في طعناتهم لم يراعوا حرمةٍ لأم و لا لأمرأة ولا لشيخ كبير ولا لطفل رضيع ,أقوام همجية خرجوا ألينا من بالوعات مسخ الصرف الصحي لا يمتلكون أي واعز أخلاقي وإنساني همهم القتل والسلب وانتهاك الأعراض تحت دولة أحياء السنة ,وهنالك من يسرق في وضح النهار وله أيضا تبريراته الشرعية هو أصطنعها لنفسه حتى يشعر بالاطمئنان بأن السرقة حلال وهي حقه ,كل منهم صنع له اله يعتقد به ليمنحه الضوء الأخضر بأن يحلل الحرام بما يريده , ليس هناك فرق بين من يفجر أدوات تفجيره من سيارات مفخخة وأحزمة وعبوات ناسفة عللا الأبرياء ,وبين من يمتهن السرقة طريقاً ووسيلة لتحقيق غايته ,الجميع يشتركون في قتلنا وموتنا حسب طبيعة الفعل المؤذي ,وأنت يا ربي ليس لنا غيرك لينجينا منهم كما فعلت بغيرهم .