19 ديسمبر، 2024 6:05 ص

أستفتاء البرزاني وحلم الدولة الكردية!

أستفتاء البرزاني وحلم الدولة الكردية!

بالوقت الذي لازال العراق يخوض حربا شرسة وبمساعدة قوات التحالف الدولية لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد من رجس تنظيمات داعش الأجرامية، وبالوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية وتحديدا الخليجية حراكا سياسيا وأجواء من القلق والتوتر وتحديدا بعد زيارة الرئيس الأمريكي (ترامب) للسعودية والتي أشعل معها فتيل الأزمة بين قطر وبين السعودية والأمارات والبحرين ومصر والتي لا يعرف كيف ستنتهي وما هي تداعياتها على عموم المنطقة ، وبالوقت الذي يعيش فيه العالم أجواء من الخوف الذي تنشره تظيمات داعش الأرهابية في عموم العواصم الغربية والأوربية، حيث دخلت غالبية عواصم دول العالم حالة الأنذار القصوى منذ فترة ليست بالقصيرة على خلفية الأعمال الأرهابية التي وقعت في كل من باريس ولندن والمانيا. وسط كل هذه الأجواء المحلية والأقليمية والدولية المضطربة يأتي مسعود برزاني ليطرق على مسامع العالم بأنه تم تحديد موعد 25/سبتمبر/أيلول 2017 القادم موعدا لأجراء الأستفتاء في الأقليم ليعقبه الأنفصال ثم أعلان الدولة الكردية ذلك الحلم الذي طالما راود مخيلة القادة الكورد والذي يجمع الكثير من المحللين السياسيين بأنه سيبقى حلما!!!. فلا زال مسعود البرزاني المنتهية ولايته يمارس سيطرته وسطوته الدكتاتورية والعشائرية على عموم الكورد، رغم أنتهاء ولايته لرئاسة الأقليم متحديا بذلك كل الأعراف السياسية وكل القوانين وضاربا بعرض الحائط بدستور الأقليم وفارضا نفسه بكل عنجهية وطغيان زعيما أبديا للأقليم، كاشفا بذلك عن وجهه الحقيقي للعالم أجمع بأنه الدكتاتور الجديد في المنطقة! رغم حالة الرفض من قبل غالبية الأكراد ومن شركائه في الحكم وخاصة حركة التغيير والأحزاب الأسلامية، ناهيك عن خلافه التاريخي مع حزب الأتحاد الوطني بزعامة حلال طلباني. مسعود نفث ريشه وأصبح طاوسا على الأكراد يتحكم بهم كما يريد ويسرق وينهب ما يشاء من نفط الأقليم وخيراته ليكدسها في حسابات العائلة في البنوك العالمية! مستقويا على الجميع بعمالته لأمريكا ولأسرائيل والتي لم تعد خافية على أحد!. (كتب فلاح القريشي من لندن عن حوار أجراه مع السياسي الكردي المعروف الدكتور محمود عثمان، قال: لقد زرت أسرائيل (مرتين) برفقة الملا مصطفى البرزاني في عامي 1968 و1973 طالبين السلاح والمساعدة في فتح قنوات للأتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف قائلا بأن مسعود البرزاني زار أسرائيل ثلاث مرات وأبنه مسرور دائم

الزيارة!!).منذ سقوط النظام السابق والذي كان مسعود البرزاني أحد أبنائه وأتباعه ومتملقيه، حيث كان يخاطب رئيس النظام السابق صدام حسين بالقول ( انا ابنك الثالث)!. مسعود هذا عمل منذ عام 2003 على أن يكون خنجرا في خاصرة العملية السياسية وفي صورة الحكم الجديد بالعراق مستفيدا من الدعم اللامحدود من قبل أمريكا وأسرائيل وباقي دول الغرب، فتقاسم مع الحكومة المركزية في بغداد كل شيء، فكان للأكراد نصيبا كبيرا في الحكم وكأنهم هم قادة الحكم في العراق وليسوا شركاء!، حتى صاروا هم صانعي (الملوك والرؤوساء)!، فلا رئيس وزراء ينجح بالأنتخابات يستلم منصبه ويمارس مهامه ما لم يرضي الأكراد اولا!، كما في الأنتخابات الأمريكية ولو بشيء قريب من التشابه، فالرئيس المرشح لرئاسة الولايات المتحدة عليه أن يرضي أسرائيل ويقدم لها فروض الطاعة أولا!. لعب الأكراد ومسعودهم وصالوا وجالوا في كل مقدرات البلاد وكأنهم هم الحكام! وصار منهم رئيس الجمهورية والوزراء والمستشارون وقادة الجيش الكبار في واحدة من سخرية الأقدار ودانت لهم الرقاب، مستغلين بذلك التحالف الأستراتيجي مع الشيعة تحديدا الذين يقودون الحكم منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن، فلا لمسعود هذا صاحب أو صديق سوى مصلحته الشخصية ومصلحة عائلته، وغالبية الأكراد يعرفون ذلك تماما، كما يعرفون بأنه وراء تردي الأوضاع في الأقليم منذ عام 2014 ولحد الآن وهو وراء الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الأقليم وبالتالي هو وراء جوعهم وكل ما يمر به الأقليم من مشاكل وفوضى!؟. فقد جعل من الأزمة المالية وباقي المشاكل والأزمات التي يمر بها الأقليم وسيلة أعلامية للضغط على حكومة بغداد لجعلها ترضخ لمطالبه وأطماعه التي ليس لها حدود!.وهذا ما فضحه شركائه في الحكم من حركة التغيير، حيث تقول الأعلامية المعروفة النائبة (سروة عبد الواحد) من حركة التغيير(( أن الحديث عن أجراء أستفتاء في أقليم كردستان والمناطق الخارجة عن سيطرته أمر مستبعد! مشيرة الى أن رئيس الحزب الديمقراطي مسعود البرزاني يضحك على الشعب الكردي! وتقول أيضا: ان مسعود البرزاني زرع وهم كبير في عقول من صدق بلعبة الأستفتاء، فالغاية منها الحصول على مكاسب حزبية وشخصية، مضيفة: بأن مسعود البرزاني يضحك على الشعب الكردي وعلى الآخرين أن لا يصدقوا ذلك!.)) الى هنا أنتهى كلام النائبة سروة عبد الواحد. لا تعليق لدينا سوى القول بأن أهل مكة أدرى بشعابها!.المضحك في أمرأستفتاء مسعود هو أنه يريد أن يجري الأستفتاء في ظل برلمان الأقليم المعطل!؟ حيث سبق لمسعود برزاني أن طرد رئيس البرلمان الى السليمانية وهو(من حزب جلال الطلباني) ومنعه من الدخول الى أربيل منذ أكثر من عام!. أهناك طغيان وجبروت أكثر من هذا؟ وأي أستفتاء سيكون؟. حيث أعلنت حركة التغيير

والأحزاب الأسلامية الرافضة أصلا لزعامة مسعود البرزاني وتمسكه بالحكم أعلنت عن عدم مشاركتها بالأستفتاء، مالم يتم تفعيل البرلمان في الأقليم!. ويذكر أنه قد تم تشكيل (3) لجان لشرح أبعاد الأستفتاء منها: لجنة لزيارة الدول العربية وأخرى لزيارة الدول الأقليمية والثالثة لزيارة بغداد،. وقد تناسى مسعود! أن أمر أستفتاءه وأمر كل الدول العربية وأمر بغداد تحديدا هو بيد أمريكا!؟ أما أن ترفض الأستفتاء أو تقبل به!!. وهنا لا بد من الأشارة بما صرح به ممثل وزارة الخارجية الأمريكية (هاينز ناويرت)(( بأن أجراء الأستفتاء حول أستقلال أقليم كردستان سيصرف الأهتمام عن محاربة تنظيم داعش مشيرا الى أن واشنطن تدعم وحدة الأراضي العراقية وتدعم عراقا موحدا وفدرالي وديمقراطي ومستقل!!)). كما أعلن مكتب المساعدة الأنتخابية لبعثة الأمم المتحدة يونامي( بأنه لن ينخرط بأي شكل من الأشكال بعملية الأستفتاء!). وهنا نعود لنذكر مسعود البرزاني أولا وقبل غيره بأنه حتى وان أجري الأستفتاء، وقال الأكراد كلمتهم، فهل سيتم الأنفصال والأعلان عن أقامة الدولة الكردية بهذه السرعة؟. يبدوا أن مسعود البرزاني وبعض الأكراد لا زالوا يعيشون وهم أقامة الدولة الكردية، متناسين بأن هذا لم ولن تسمح به تركيا ولا أيران، حتى لو أنطبقت السماء على الأرض كما يقال! وحتى لو أعطى مسعود كل نفط الأقليم وخيراته مناصفة بين أيران وتركيا!. فالموضوع موضوع قومي فلا أيران ولا تركيا تريد أن تتحرك هذه الورقة في بلدانهم، لا سيما أذا علمنا بأن مجموع الأكراد في كل من تركيا وأيران يقارب (20) مليون كردي!، ناهيك عن مشكلة حزب العمال الكردي (pkk ) الذي لا زال يشكل صداعا مزمنا لكل الحكومات التركية بما فيهم حكومة أردوغان الحالية التي تعيش مع هذه المنظمة حرب أستنزاف منذ سنوات!.وأذا كان مسعود البرزاني يستقوي بأمريكا وأسرائيل في تحقيق حلمه بأعتباره الآن هو من يجلس في الحضن الأمريكي والأسرائيلي فعليه أن يعرف تماما بأن امريكا لا تفرط بحليف أقليمي وستراتيجي قوي مثل تركيا، من أجل عيون مسعود البرزاني وأحلام العصافير التي تزوره في منامه وخاصة عندما يكون بلا غطاء!. أرى أن موضوع الأستفتاء الذي يقرع أجراسه مسعود والقلة القليلة ممن معه ويجند له كل وسائل الأعلام والدعاية ما هو ألا زوبعة في فنجان ولعبة كما قالت عنها النائبة (سروة عبد الواحد)! وذلك للضغط على حكومة بغداد الضعيفة والمسيسة هي الأخرى! للحصول على مزيد من المكاسب الحزبية لا سيما وانه لم يبق شيء على الأنتخابات البرلمانية العامة، والجميع يتهيأ لها منذ فترة!. أخيرا نقول: أن الحقيقة التي يعرفها الجميع هو أن الأكراد لم ولن يرضوا على كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921كما أنهم كانوا سببا كبيرا في الكثير من المشاكل

التي مرت على العراق بتاريخه السياسي الحديث، ولا زالوا يمثلون وجعا مزعجا وصوتا نشازا للعراق!، ولو كان الأمر بيدي وبيد غالبية العراقيين لأعطيناهم ما يريدون ولينفصلوا عن العراق، لكي يتعافى الجسد العراقي من عمالتهم ومرضهم المزمن!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات