اذا وقف الاعلاميون في مطبخ السياسيين، فأن الدنيا ليست بخير والاعلام ليس بخير والاقلام تعاني من جوع دائم
فمنذ مطلع شهر رمضان الجاري يتسابق السياسيون على اقامة مأدبة افطار لكسب الاجر والثواب لكن هذه المرة ليس من الله سبحانه وتعالى بل من الصحفيين والاعلاميين والمدونين والناشطين حيث يطمح السياسي “المعزب” الى كسب رضا المدعوين وبناء جسور المجاملة معهم فضلا عن تمرير بعض الاوراق والاستعراضات خلال كلمته.
وربما يتسائل احدهم لماذا مأدبة السياسي في كل عام تضم الإعلاميين والصحفيين والمحللين والناشطين فقط الجواب .. هو لاستمالة القلوب وكسب الالسن وكسر الاقلام الناقدة له، لاسيما وان للاعلام والاصوات المرتفعة دورا في تحريك الرأي العام.
ولو راجعنا في مخيلتنا دعوات السياسيين طيلة الاعوام الماضية هل كان احد المسؤولين واصحاب السمو يجلس في الاحياء البسيطة وسط الفقراء والمساكين ويتذوق ولو مرة واحد طعام تلك الطبقة المنسحقة المهمشة ام ان بريستيجه واتكيته لا يسمح له بالجلوس معهم والاطلاع على احوالهم بشكل مباشر من غير ان يفصل بينه وبينهم الزجاج المظلل وطوابير الحمايات، بينما قريبا سيقضي كل وقته المباح وسط المناطق العشوائية والمسحوقة لينثر تحت اقدامهم اكاذيبه ووعوده المزيفة وسنشاهد صوره في الفيسبوك وهو يكنس شارع حي التنك او يوزع السندات المزورة في ام الكبر والغزلان وذلك لسرقة اصواتهم الانتخابية. .
لماذا لا يدعو هذا السياسي او ذاك مجموعة من عوائل الشهداء او ايتامهم واراملهم الى مآدبة افطاره اليس بفضل هذه الدماء الزاكية يتمتع هو بمملكته وعبيده ام انهم وقود حرب لجلالته ولماذا لم يأخذ سفرته وطعامه الفخم ويفترشه لبطون النازحين التي شبعت ثم جاعت بفضل سياستهم الرعناء ليطيب خاطرهم بعيدا عن الكاميرات ويقتدي مرة واحدة بصاحب الثام علي بن ابي طالب عليه السلام، لكنه بالتأكيد يخاف على بدلته الاوروبية من تراب المخيمات وعلى يده الناعمة من خشونة كفوف النازحين .
في المقابل هناك بعض من الصحفيين والناشطين والمحللين واصحاب الالسن مع الاسف يوفرون البيئة المناسبة ليكونوا جسوراً طيبة لهؤلاء السياسيين بشكل مباشر او غير مقصود لتمرير مرادهم وغاياتهم النفعية، نحن ليس ضد اللقاء بالمسؤول لكن مع لقاءه بشكل حيادي ومهني بعيدا عن المجاملات والتصفيق ومسح الاكتاف ولا تجعله يتصدق عليك او يحرج قلمك او صوتك امام فساده ومكره.
واخيراً لا اود الاعتذار من اي سياسي حاول الباس ثوب علي عليه السلام لجسد معاوية لان الاجدر بهم الخروج من قصورهم الرشيدية والجلوس مع ام الشهيد وزوجته واليتيم والمحتاج والمشرد والنازح او من يدافع عنكم في الجبهات شرط من غير كاميراتكم الكاذبة اعملوا لاخرتكم كأنكم تموتون غدا واعملوا لدنياكم كأنكم تعيشون ابدا.