في الأسبوع الأول من هذا الشهر ذكرت مصادر عسكرية سورية أنّ ابو بكر البغدادي قُتل جرّاء قصف مدفعي مركّز , لكن ما لبث أن جرى نفي الخبر , وفي اليومين الأخيرين تتداول انباء شبه مؤكدة من روسيا أنّ هذا البغدادي قد جرى سحقه في غارة جوية عنيفة لسلاح الجو الروسي على مدينة الرقة السورية , لكنّ التحالف الدولي يشكك بذلك عبر افتقاد الدليل .
وفي الواقع فأذا ما جرى قتل البغدادي في أيٍّ من الغارات الأخيرة , او حتى بغاراتٍ جوية سابقة , فمن الطبيعي أنّ داعش لا تعلن ذلك بغية عدم التأثير على معنويات مقاتليها على الأقل , واذا ما زال البغدادي حيّاً فأنّ الدواعش لا ينفون نبأ قتله عمداً للأيحاء الإعلامي الضعيف بأنه قد قُتل .
ثُمّ بأفتراض انه لا يزال على قيد الحياة , فأنّ اكثر واشد ما يؤرقه , ويسبب حالة من التخبط في جهازه العصبي , هو احتمال تعرّضه للخيانه من أحد المقربين منه , بغية الحصول على مكافأة ال 25 مليون دولار التي خصصتها امريكا لمن يدلي بمعلوماتٍ عن مكان اختباءه .
والبغدادي هذا يعايش ظروفاً واوضاعاً تفوق بكثير من التي كان يختبئ فيها بن لادن في قصرٍ مهيب ومع زوجاته وابنائه في مدينة ” آبوت آباد ” , وبحماية من الأستخبارات العسكرية الباكستانية , بينما ” الخليفة ابو بكر ! ” يتنقّل حالياً بين تجاويف الصحراء واكواخ القرى السورية القريبة من الحدود العراقية , وهو يغير مكانه كثيراً , ويعلم جيداً أنه تحت التصوير والمراقبة الجوية المكثفة , وفي تقديراتنا أنه قد يلجأ الى اساليب التمويه والتنكّر , ولعلّه حلق لحيته وخلع غطاء الرأس وحتى الزي التقليدي الذي يرتديه دوماً , ولا بدّ ان يحمل معه كميات هائلة من العملة الصعبة
لكنّ الحالة النفسية الحادّة التي يمرّ بها , تشكّل بالفعل عملية موت بطيئ وقد تؤدي به الى جلطة دماغية او سكتةٍ قلبيةٍ مفاجئة , وهو يعيش ايامه الأخيرة وفق كلّ الحسابات غير الدينية .! , لكنّ الأخطر من كلّ ذلك هو احتمال تهريبه الى دولة مجاورة وتحت حماية اجهزة المخابرات فيها . !