عند صعودنا الطائرة اثناء سفرنا خارج العراق كعادتنا نفتح النافذة اثناء الطيران ونرى ارضنا التي نشئنا عليها، وهي عبارة عن صحراء قاحلة متقطعة العمران والبناء تملؤها الاتربة وتدور فيها الرياح الصفراء من كل جانب..!!
هنا نتامل.. لماذا هو هذا حال البلد..؟ ولماذا حل به الدمار والخراب..؟ ولماذا لم يبنى فيه شيئا على مدار عقد كامل من الزمن..؟؟ هل ان البلد اصبح ماضي نتغنى به فقط..!
ام ان الحروب المتلاحقة هي من جعلته يتراجع للوراء.! ام ان فساد الحكام والسياسيين جعل وطننا عبارة عن نفق مظلم لانرى النور فيه الا بزوالهم والكف عن السرقة والفساد ونهب الثروات والاستغناء عن الملذات التي جعلتنا في خانة البلاد الاكثر فسادا في العالم..!!
ففي تقرير دولي عن ابرز السرقات التي حصلت في العالم، يتقدم بلدنا بالمراتب الاولى منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا..
لعل اشهرها (سرقة البنك المركزي وسرقة المصارف وسرقة المتاحف والاثار وتحويل الارصدة الى الخارج).. وكذلك تم سرقة البيوت والعمارات والاستيلاء عليها بدواعي كثيرة وابرزها سرقة ممتلكات الدولة بحجج واهية مستغلين فيها ضعف الحكومة وانشغالها بالسرقة والصراع على الكراسي..
الربيع العربي عندما جاء وحل بالدول العربية.. تبشر الجميع وقال انها هي علامات الانفراج والانفتاح للشعوب العربية وستتنفس الصعداء ويعيش الشعب حالة من الرخاء والرفاهية.. والبدء بالحالة الصحية الا وهي (الديمقراطية) التي جاءت عكس التيار فكان المفهوم فيها مخطئ جدا.. فالحكومة والسياسيين استغلوها لمصالح شخصية وفئوية وحزبية .. والشعب تعايش معها وفهمها بالعكس تماما.. فتصور ان الديمقراطية هي الحرية في التصرف فقط وابداء الرأي والقذف في الكلام والشتم في العلن، دون الشعور بأنها نظام حياتي مبني على اسس ومعايير تُنمي الفكر وترفع الشخص لمكانة مرموقه في المجتمع.. من حيث البناء الفكري الصحيح وخلق ثقافة جديدة تستفيد منها الاجيال القادمة.. ليس بالفوضى يتم بناء البلد ولا بالسرقة ولا بالاستغلال.. انما البناء الحقيقي هو الشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن الذي ضاع بين حكومة سرقته وشعبا التهى بشهواته..
يحدثني احد الاصدقاء يقول ان دائرته الحكومية تم طردها من قبل المستأجر وهم الان يبحثون عن مقر بديل..!!
حكومة تستأجر من الشعب..؟؟
اين المال والتخصيصات..!! ولماذا لم يتم بناء مؤسسات ومقرات حكومية..؟؟ ولماذا نسمع ونشاهد ونصمت..؟؟
الكلام لم يعد مجدي وسط السراق والفاسدين فهم عادوا منكشفين على حقيقتهم..؟؟ الامن مفقود والرفاه مفقود والخدمات مفقودة..؟؟
خوفنا ان يأتي يوم ونرى البلد بأكمله تم استأجاره او بيعه في المزاد الدولي..
.!! وهذا سيحدث قريباً بعد نفاذ الثروة النفطية طبعا
.. والان بدأ الاقليم يطالب بالانفصال واعلان دولة وبعدها لانعلم من سيطلب نفس الطلب ويعلن اقليما او دولة..
هل المحافظات الغربية ممكن ان تصبح دولة ام المحافظات الجنوبية والوسطى تعلن دولة.!!
دعونا ننتظر ونرى القادم ماهو..؟
داعش الارهابي سيزول نهاية العام الحالي.. وتبدأ بعدها صراعات الانتخابات والحكايات والبطولات السياسية التي صدعت رؤوس الشعب..
واخيرا وليس اخرا
.. ((ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب))
والله من وراء القصد