هذه المرة ، لانريد برقيات تهنئة من الرئاسات الثلاث بعيد الصحافة العراقية ، بل يرقيات (تعزية) وان تقرأوا على أرواحنا ومستقبلنا (الفاتحة) ، لما حل بالأسرة الصحفية ومثقفيها وكوادرها اللامعة الأصيلة ، من مصائب ومآسي وويلات ، وتدهورت أحوال الصحافة ونزلت من برجها العاجي الى ما لايليق بها في هذه الدنيا !!
أجل.. في عيد صاحبة الجلالة سنستقبل المعزين ، و(نلطم) مع (اللاطمين) .. نعم (نلطم) اقدارنا ونعزي أنفسنا ، لأن من من سلطتهم الاقدار علينا ، هم من أوصلونا الى تلك الحالة المزرية التي نحن عليها ، حتى ان عوائلنا تلعن الاقدار التي حولتنا الى صحفيين ومثقفين، ونحن الان لا سلطة لنا ولا معين، بعد ان كنا أحدى أكبر السلطات!!
بل أن أسرنا وعموم الجمهور العراقي ، تعد مواقف الرئاسات الثلاث (البرلمان ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ) من الأسرة الصحفية وكأنهم كلهم مشاركون في (إبادة) الأسرة الصحفية وفي تشريد الكثيرين منها وهروبهم من العمل الصحفي، حتى ان بعضهم تحول الى باعة خضر وفواكه وبسطيات ، وربما تبكي على حالهم حتى الحيوانات ، بعد ان أهملت كل تلك الجهات شريحة واسعة من مثقفي العراق ومصدر إشعاع ونور الكفاءات ، وعرضتهم لمخاطر التشرد والفناء ، في مزادها العلني!!
لا تلومونا ، ايها الشعب العراقي ، على ما نقول.. فأنتم معنا تعانون وتأنون ونحن منكم ، لكن ما يجري على ابناء الأسرة الصحفية وعوائلها يكاد يبكي الحجر قبل البشر، وما يعيشه كثيرون من زملائنا مأساة رهيبة ، تتقطع القلوب ندما على حال هؤلاء الذين عملت مؤسسات صحفية وثقافية بهم ما عملت وسرحت عشرات الالاف منهم وسرقت حتى رواتبهم وقطعت عنهم الارزاق ، حتى بضمنها رئاسة الوزراء التي شاركت منذ سنوات في وأدهم بلا ذنب اقترفوه سوى انهم اصحاب كلمة ، ويريدون ان ينتشلوا شعبهم مما حل بها من كوارث ونكبات..!!
أما وزارة الثقافة ووزيرها، فهي أبعد ماتكون عن الاهتمام بالصحفيين، وكأنهم ( أعداء ) لها من وجهة نظرها، ووزيرها لم يقف في يوم ما وقفة تشعر الصحفيين بأنهم من عالمها، وهناك كتل كونكريتية وأسوار تفصل بين مؤسسات الصحافة وعناوينها ووزارة الثقافة..!!
ونقابة الصحفيين ، ليس بمقدورها ان تفعل شيئا، وهي لاحول لها ولا قوة، لأن لا أحد يريد من الرئاسات الثلاث الاعتراف كما يبدو ، بمكانتها، وهي التي كانت (سلطة أولى) وليست سلطة رابعة، واذا بها تتحول الى جمهور مسحوق مشتت الاوصال، وقد قطعت عنهم الرئاسات الثلاث عن عوائل زملائها ، أبسط مايرفع عن كاهل عوائلهم ، وفي أقلها (منحة الصحفيين) ، ومايحفظ لهم بقية آدميتهم في هذه الدنيا الفانية..وتنصلت حتى عن وعودها لهم في ان تعيدها بأقرب وقت، منذ ان قطعتها قبل ثلاث سنوات!!
أجل ..ندعو الرئاسات الثلاث الى ان تشاركنا ( اللطم ) في كردايس العزاء التي سننصبها ، بعيد الصحافة العراقية ، حين نعزي أنفسنا وشعبنا ، على حال الصحافة وأهلها وتاجها الذي تدحرج من على رؤوس سلطتها الرابعة، لتصل مكانتها الى ( الحضيض)!!
شكرا لكم، ايها الرئاسات الثلات، وكل القيادات الاخرى ، لتعازيكم، لنا ومشاركتنا ايانا أحزاننا ومصأبنا الأليم، وما علينا الا ان نردد ، لاحول ولا قوة الا بالله ، ولتقرأوا على صاحبة الجلالة (القاتحة ) حتى تكتمل (السبحة) بوجودكم ، ونبقى نقدم لكم قرابين الطاعة والولاء، حتى وان ذبحتمونا بسكاكينكم ، فنحن نستحق كما يبدو ان (نذبح) بعد ان تدجن الكثيرون منا ، ولم يحملوا سيوفهم ، بوجه الظلم والباطل وأهله، عندما تصل الاحوال بنا حد قطع الارزاق..وتجافيتم حتى مقولة امام الحكمة ومنبع الخلق والاخلاق الامام علي (ع) حين قال كرم الله وجهه (قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق)..فأين أنتم من (الامام علي) أيها المدعون!!
Virus-free. www.avast.com