ورد في «لسان العرب»لأبن منظور انه قال:«السياسة:القيام على الشيء بما يصلحه»، بينما ذكر صاحب «مجمع البحرين» ((….و في الخبر:«كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم»أي تتولى أمرهم كالامراء و الولاة بالرعية من السياسة و هو القيام على الشيء بما يصلحه )).
هذا كلام أئمة اللغة فهم يصرحون بأن السياسة القيام على الشيء بما يصلحه،فإذا لم يكن في القيام على الشيء إصلاح،و إجراء عدل،و إحقاق حق،و إبطال باطل،فهي سياسة غدر ونفاق .
اما أئمة الفقه والدين فلهم رأي آخر في السايسة وان كان قريبا من رأي اهل اللغة لكن بكلمات اخرى .
حيث سئل بعض الناس الإمام الحسن عليه السلام عن رأيه في السياسة فقال عليه السلام: (هي أن تراعي … حقوق الأحياء … وأما حقوق الإحياء ، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ، ولا تتأخر عن خدمة أمتك ، وأن تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطريق
السوي…) .
وهذه هي السياسة في نظر اهل الفه واللغة والتي ممكن تلخيصها بما يلي :
إجراء عدل،و إحقاق حق،و إبطال باطل .
عدم التأخر عن خدمة الامة بمختلف المجالات .
وأن ترفع عقيرتك في وجه الحاكم إذا حاد عن الطريق السوي . اي ان لا يسكت السياسي عن الظلم الذي تتعرض له الامة من الحاكم تزلفا وقربة اليه او خوفا منه .
القيام على الشيء بما يصلحه . اي لا يبقى شيء من وظيفة الحاكم الا واصلحه , وبلغة اليوم نستطيع القول توفير مختلف الخدمات للشعب من كهرباء وماء وتوفير صحي واجتماعي وغذائي وامني , ودون ان يتحجج الحاكم بالضروف الامنية او غيرها لانها من اولى مهامه التي يجب ان يصلحها فاذا لم يستطع اصلاحها فهو عن اصلاح غيرها اعجز .
فما الذي يملكه سياسيو العراق اليوم من هذه الشروط ؟؟؟ اذا نظرنا الى السياسة والسياسيين نجدها اختلفت كلياً عن معناها الشرعي واللغوي فمنهج السياسيين اليوم هو منهج الوعود الكاذبة ومخالفة العهود فهم يتوعدون الناس في أيام الانتخابات بالوعود الوردية ويتعهدون لهم من إن العراق سيكون جنة الخلد ويمنون الشعب بتوفير كافة الخدمات من أولها إلى آخرها .
وقد تعود ساسة العراق على إنتاج الأكاذيب وتمرير الوعود التي ليس لها رصيد في أرض الواقع!، وامتلأت العملية السياسية بالنفاق وانعدام الوضوح والشفافية، كانت لها المحاصصة القومية والطائفية أرضا خصبة لنمو طحالبها، فتسلل من تحت عباءتها أنواع من الفساد قلّ نظيره في تأريخ التحولات السياسية والاقتصادية في العالم!.
وبعد كل حرب (كما وقع في العراق بعد التغيير) صعدت طبقات مستفيدة من الأوضاع المأساوية، جلّهم يمثلون أحزاب الإسلام السياسي، وهم الرجال الأقوياء ممن حكموا بغداد والمحافظات بعد 2003، واستولوا على الوزارات والمؤسسات، أو ممن كانت لهم صلة رحم بالمرجعية الدينية ((وهي خصلة
إضافية)) , ووصل الفساد في العراق إلى مديات تنذر بإنهيار أركان الدولة، حيث بلغت المنهوبات من المال العام أرقاماً قياسية وغير مسبوقة في ظل غياب الرقابة الفاعلة وضعف أداء الأجهزة القضائية والإنشغال بالتصريحات الرنانة التي تنفي وقوع حالات فساد حقيقية، بالإضافة إلى تلك التي تؤكد رغبة كل الكتل السياسية بالكشف عن الفساد ومحاسبة المقصرين والذين استغلوا وظائفهم وسلطاتهم التنفيذية ليسرقوا الأموال ويحصلوا على منافع غير مشروعة، وقد صرنا بحاجة لمعرفة نوايا السياسيين والأحزاب والقوى التي تتحدث عن الفساد وشروره وتنأى بنفسها عن حماية المفسدين في حين تؤكد الوقائع العديدة خلال سنوات وأشهر مرت أن القوى السياسية تشترك في خاصية وجود المفسدين في تكوينها، وإنها تحميهم وتدافع عنهم بقوة …
فإلى متى يظل الشعب العراقي يتلقى الوعود الكاذبة!، والى متى يبقى صامتا أمام النهب المنظم لثرواته!؟ ولا تقدم له الحكومة أبسط مقومات الحياة
اليومية- من بينها الكهرباء والماء- ليشعر بآدميته ومواطنيته !؟ فاين سياسيو البلاد اليوم من سياسة علي ابن ابي طالب , خصوصا وانهم يدعون الانتساب اليه ؟؟؟ فهل اصلح سياسيو اليوم امر العباد ام افسدوه ؟؟؟ وهل ابطلوا الباطل واحقوا الحق ام العكس …؟؟؟ واخيرا اقول ما قاله الرسول الكريم من ان الساكت عن الحق شيطان اخرس .
ولكن سياسيو اليوم ليسو شياطين خرس بل يتكلمون ليل نهار ليخدعوا الشعب العراقي ويمنعونه من المطالبة بحقوقه .
ولكن ما يهم هو سكوت الشعب (( واانا منهم طبعا )) عن المطالبة بحقه وتحوله الى شيطان اخرس ليكون بلك قد باع دنياه وآخرته بدنيا غيره