منذ سقوط الطاغية، كانت المرجعية ترعى العملية السياسية، فأن رؤيتها مسددة من الباري، لأنها مشروع ألهي، وهدفها الرئيسي التعايش السلمي، بين المكونات، ووحدة الكلمة، لذلك جاءت الفتوى، صاعقة على رقاب التكفيريين، وأعوانهم، وتدمير مخططاتهم في مهدها، وتحطيم حلم الواهمين، بأن الساعة تعود إلى الوراء.
بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية، وأبناء العشائر والحشد الشعبي على الأرض، يحاول بعض المأزومين أن يقللوا من أهميته، أمام العالم، فبعد أن اثبت العراقيين، وحدة كلمتهم، اوصلتهم هذه الكلمة، لتحرير الموصل.
من حدود بغداد، بدأت المهمة بطراز القياسات العسكرية التقليدية، المحاور متعددة، وأن خط الصد يبدأ من الطارمية إلى الغالبية، فكانت لهم خلايا نائمة، بعد ان نجحوا في اسقاط تكريت، لكنهم أدركوا أن نهايتهم قريبة، فعمليات أبطال الحشد قصمت ظهورهم.
أن فصائل الإبطال من الحشد الشعبي المتمثل بسرايا عاشوراء وبدر وكتائب حزب الله ، وسرايا العقيدة والجهاد، وبمشاركة العشائر العربية، و البيشمركة، والجيش والشرطة، اثبتوا أنهم أهل للوحدة، وبيدهم زمام المبادرة، بدك مواقع الكفر، رغم صعوبة المعركة.
العمل على اراضي عراقية، خاليه من الدواعش، أمر يتطلب عمل متواصل، وجهد قيادي أستخباري نزيه، لا تغمض عيناه لحظة واحدة، فالمعركة بين معسكرين، معسكر يمثل الحق والإسلام، ومعسكر يمثل الباطل، والقتل وقطع الرؤوس، وسبي النساء، ليس لديهم رحمة، ولا حرمة، فهي معركة الإسلام المحمدي، ضد الكفر الداعشي الوهابي.
من المؤكد أن المجاهدين الأبطال، هم مفخرة لكل العراقيين، لهذا ازدادوا يقينا، وتحملوا هموم الوطن، ورفعوا رايته، وضحوا بأنفسهم تحت لوائه، تاركين الأهل والأصدقاء، هذه السواعد المباركة، متسلحة بروح الإيمان والتقوى، فهذه قمة التضحية، من أجل الوطن والعقيدة.
أن هذه المعركة، ليست بين دول التحالف الدولي، و داعش، ولا معركة العراق أو سوريا، لكنها معركة اثبات الاسلام الحقيقي، ضد المنحرفين، الذين يحملون أفكارا، شاذة يلصقوها بالإسلام، بل غايتهم يسيئون إلى الإسلام.
على مر التاريخ؛ هناك محاولات لسرقة جوهر الإسلام، وتغير نهجه المعتدل الإنساني، المتمثل بخط أهل البيت (عليهم السلام)، واعتبار التطرف سلوك إسلامي، وأرادوا طمس هوية الإسلام المحمدي الحقيقي، لكنه تجدد بدماء الشهداء، امتدادا من الحسين (عليه السلام)، إلى شهدائنا اليوم.
في الختام؛ الحشد أولاد علي(عليه السلام)، و قدرنا نسقي أرض الإسلام بدمائنا، لكي نحي شريعة محمد (صلواته تعالى عليه واله).