الحديث عن معادن الرجال؛ يحتاج دائما الى نظرة وضمير ؛ يفصلان ما بين هو واقعي وحقيقي في نفس الوقت؛ هذه الحقيقة تواجه كل مدون؛ يعمل في مجال تدوين التاريخ ؛ وعلم الرجال ؛ لاعطاء كل ذي حق ؛ حقه ؛ فالتاريخ والرجال والمواقف ؛ تحتاجها الاجيال ؛ جيلا ؛جيلا من اجل الشروع في الحكم على المواقف ؛واعطاء كل ذي حق حقه ؛فمن تلك النقطة تبدا البلدان وشعوبها بالشروع ؛ بالبناء.
الحديث عن السيد الشهيد القائد السيد صالح البخاتي ؛حديث من هكذا نوع ؛فيجب توثيق ما قام به جيد وبدقة؛ وإخلاص متناه ؛ فالرجل قد بدا مبكرا في حمل سلاح الوطن لمقاتلة غاصبيه ؛وجاهد بالقول والسلاح وترك الديار مرغما ؛فكانت علاقته بالجهاد والسلاح مبكرا قبل غيره بكثير ؛فرضع من منهل الثورة الاسلامية ؛ وقائدها السيد محمد باقر الحكيم رض ؛اروع قصص الجهاد والولاء لهذا الشعب المظلوم؛ فقاد الكثيير من العمليات النوعية في الاهوار والداخل العراقي ؛ شهد لهاالعدو قبل الصديق ؛ كبد فيها البعثيين واذاقهم الخسائر الفادحة الواحدة تلو الاخرى.
جاءت الايام سريعا ؛ وسقط صدام ؛ ودخل مع رفاقه العراق ؛وبدات عملية بناء الدولة ؛ودخول المجاهدين في الوضع المدني العراقي الجديد؛فكان الشهيد البخاتي من اوائل المتصدين للعمل الطوعي في بناء الدولة بعد التغيير .
جاءت احداث سوريا ؛ فعلاقته مع جدته؛ السيدة زينب علاقة روحية منذ الطفولة غذته بها والدته ؛ ابى الا ان يقف مدافعا عنها ؛ فهو صاحب الغيرة والحمية ؛ وهما خصلتان يميزه بهما خاصته ومريديه؛وقف السيد البخاتي؛ حاملا سلاحه بعد ان غادره لفترة؛ فكانت استراحة محارب ؛ مدافعا عن حرم السيدة بكل غيرة واباء مخاطبا الدواعش ومن لف لفهم؛( لن تقدروا ان تنالوا من جدتي ونحن هنا ؛فنحن ابناء الحسين والعباس اسالوا اجدادكم عن تجاربهم السابقة معنا ) .
دخل الدواعش الى العراق ؛ بخيانة كبيرة وثقها التاريخ جيدا ؛ وحدد من هم اركان تلك الخيانة ؛وهرمها ؛ ووقف الدواعش على اسوار بغداد ؛فانطلقت بضع كلمات من النجف الاشرف ؛ تبسم بها المرجع الاعلى للشيعة في العالم ؛ الامام السيستاني ؛ حركت الملايين في كل بقاع الارض ؛انها فتوى الجهاد الكفائي؛ فثارت ثائرة الشرفاء ؛ ومنهم القائد البخاتي ؛رجع الى العراق محملا بهم الدفاع المقدس ؛ فوقف عنده الزمن سريعا ؛وبدا بالحركة ملبيا النداء ؛ جمع الخيرة من انصاره ؛وحلق في سماء الفتوى ؛باحثا عن مبتغاه الذي تعب في البحث عنه طويلا جدا ؛شارك في تحرير امرلي ؛تكريت ؛العوجة ؛بيجي ؛حمرين ؛ حزام بغداد؛ الظابطية؛وكثير من قصبات ديالى . له مواقف كثيرة مع المجاهدين لاتعد ولأتحصى في سوح الجهاد ؛ ورع في دينه ؛ سمح مع خلصه وناسه .
وبعد اكثر من 35 سنة من الجهاد؛ وفي معارك تحرير الفلوجة ؛ جمع المجاهدين لصلاة الظهر والعصر جماعةً خلفه، صلى بهم ..:
وفي القنوت دعى بصوت باك وخاشع…………..
…………….( اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك )
ما إن فرغ من صلاته حتى أصابته رصاصة قناص آثمه … أدت الى شهادته فوراً..
عرجت روحه الى السماء ملتحفةً برداء الشهادة حيث المنى وجنة الخلد..
فسلاما عليك ايها القائد؛ من شعب ؛ ومن وطن ؛ في زمن قل فيه الرجال ؛ وعلا صوت اشباههم ؛ ولكن هيهات ؛ فالأقلام التي خلدت الطف ورجالاته؛ لازال حبرها نديا ويكتب بحقيقة الزمن ؛عند ذاك ستنكشف الحقيقة امام الواحد الاحد ….ولات حين مندم …والسلام.