29 سبتمبر، 2024 1:19 م
Search
Close this search box.

فلسفة الدين – ١ / علة الجماعات الدينية

فلسفة الدين – ١ / علة الجماعات الدينية

يبدو ان اغلب الدراسات اهتمت بالجماعات الاسلامية، لكونها موضوع الساعة. لكن، حسب فهمي، ان فهما متكاملا يحتاج نظرة الى المشهد الديني بابعاده الزمانية والمكانية المترامية عبر التاريخ والجغرافيا. ان الجماعات الدينية في اوربا وامريكا موجودة، وقد تكون اشد حراكا، نسبيا، بالنظر الى معدلات الكثافة السكانية.
ويمكن ان نميز علتين، في موضوع الجماعات الدينية، هما:
العلة الاولى: علة الجماعات الدينية، من اسسها ولماذا؟
العلة الثانية: علة الانتماء والالتحاق بالجماعات الدينية، من يحرك نحو الانتماء ولماذا؟
اما فيما يتعلق بالاولى، يمكن القول ان الدافع لتاسيس الجماعات الدينية، هو دوافع شخصية لمؤسسها، اهمها السلطة (التحكم والتاثير) او الشهرة وطلب الخلود، او اخرى.. الا انها لا تختلف كثيرا عن الدوافع التى تحرك مؤسس الفرق والتنظيمات السياسية والرياضية وغيرها.
اما العلة والمحرك للانتماء، هو العقل الذي يدفع البشر الى تامين وجوده المادي، دفعا للضرر، ثم كسب المنفعة. ان الوجود مع الجماعة، يوفر الحماية، بل قد يكون عدم الانتماء سببا للضرر. وهذا لا يتعلق بالدين فقط، بل المجالات كافة. ويمكن ان يتضح هذا في اوربا وامريكا، بشكل اوضح، لضعف الارتباط العشائري والاسري.
الا ان هاتين العلتين، هما مما ارتكز عليه الدين الالهي، ايضا…! الم يكن النبي موسى عليه السلام مهتما بجماعته العرقية، من بني اسرائيل، ومارس الجهاد والكفاح من اجل اسقاط فرعون، وانتصار عشيرته.. كيف يمكن لنا تحليل ذلك..
هل كان مشروع موسى (ع) فكريا عقائديا.. أم عشائريا اقصائيا..؟
ان المشروع الموسوي، من ناحية الشكل، قد يكون محيرا، لاننا نحمل في داخلنا تحسس ضد الشكل والسلوك الجماعاتي والعشائري السائد. الا ان المشروع الموسوي هو حراكا عقائديا تكامليا، يؤسس لمستقبل القيم والحضارة البشرية.. هذا ما سيتم مناقشته لاحقا. يتبع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات