الهولوكوست او المحارق اليهودية التي قام بها هتلر ضد اليهود ، اصبحت رمزاً لمظلومية ومنطلقاً لظلم الآخرين بحجة الدفاع عن انفسهم لكيلا تتكرر هذه المحارق ، لتكون دليل حقانية ورمز مظلومية تتحدث بها الامة اليهودية امام العالم ، لتقاضي بها ليس فقط من اشترك بها ، وانما حتى من أنكرها او حاول تبريرها بعد عشرات السنين .
حينما تكون السلطة مغنماً ، وكل فكر ومتبنى المتصدي يتبع الحصول على السلطة ، وليس هنالك ما ينافس هذه الاولوية او الغاية الغائية ، التي تجعله يضحي بالوطن من اجل رئاسته ، حتى وان حكم الخرائب ، فالأمور تنذر بالكثير ، ليس كثيراً فقط وانما مريعاً ومرعباً ، لأجل ذلك يُقرب الفاسدون ، ويتم ابعاد كل من تبقى له قليل من ضمير ، ليُكون حاشيةً لائها (لا) نعم وان ارادت العكس ! ، في ظل ضياع البوصلة ومحاولة تقليد الزعامة القاسمية والحبروت الصدامي ضاع وطنٌ بين حطام الهزائم والدماء التي سالت في طريق الحصول على السلطة !
شرق اوسط ساخن ، وخليجٌ أسخن ، وصراعٌ سياسيٌ واقتصاديٌ وثقافي ارتدى أثواب الصراع الطائفي ، ليس لغرض الدين او الفرقة الناجية او نشر كلمة الله سبحانه ، وانما القضية ببساطة نفوذ مهدد ، لأجله تحرق الاوطان وتنتهك الانسانية وتصرف الأموال ، لكيلا تملئ منطقة الفراغ ، في الوقت الذي أعجز عن ملئه ، فالعراق ان لم يكن لي فلن يكون لإيران ! ، وبين شد هذا وجذب ذاك ، وصراع هذا وتنازل ذاك كان الوطن بين المطرقة والسندان ، يصارع الموت وحيداً ، لكنه لم يكن وحيداً أبدا ، فمن يملك رجلاً صامتاً لا ينطق عن الهوى ليس بوحيد !
بعد ان تم نقل صراع النفوذ الى الداخل ، الذي اتخذ الشكل الطائفي الصريح ، كان كونك شيعياً فأنت مستباح الحقوق والدماء ، وانت مكسورة عصاتك ! ( مقولة شعبية ) ، بعد ان تجمعت عناصر الجهل والتعصب والحقد التي اكتست المظهر الطائفي المدعوم خارجياً ، والتشبث بالسلطة حتى وان كان كرسي الحكم على جبلٍ من الجثث ، والفساد الذي نخر عظام المؤسسات الامنية التي كان سقوطها حتمياً حتى وان تركت بدون اي تهديد ، اضافة الى عدم وجود او تغييب المشروع الوطني الجامع ، فالنتائج كانت مخيفة ، شباب تقتل لانها تحمل اسم ( علي والحسين والمهدي ) وتذبح وترمى في الأنهار ، وتلون المياه بألوان أحلامها البريئة التي أطفئها الظالمون بظلمهم ، في ظل صمت عالمي تم ذبح ( ١٧٠٠ ) شاب ولم نسمع اي استنكار او تنديد او اتهام او محاكمة دولية كونها تعتبر من ابشع جرائم الحروب التي عرفتها البشرية ، ولكن السؤال هل كان قاتلهم اجنبياً وبأستطاعته ان يميز لهجتهم لتكون دليل شروگيتهم المحرمة دولياً ؟!.