شكراً لقناة الفرات ، لأنها أزاحت الغمة عن عيون هذا الشعب المغرّر به، بعد أن حاولت القوى الإمبريالية، ومعها أصحاب الأجندات الأجنبية الصيد في الماء العكر في قضية الفريق الركن مهدي الغراوي المفترى عليه، فقد أخبرنا قائد عمليات الموصل خلال حديثه “الشيّق”و الممتع”أن داعش دخلت الموصل بمساعدة الشرطة واهالي نينوى .
آسف، نسيت ان اخبركم ان النسخة الحديثة من مهدي الغراوي جرى عليها بعض التحسينات ، فقد خرج علينا بكامل قيافته المدنية ، متورد الخدود ، الشعر مصفف مع استخدام نوع حديث جدا من الصبغات ، طبعاً تتذكرون النسخة القديمة من الغراوي حين ظهر علينا من على قناة البغدادية يوم 26/12/2014 بلحيته البيضاء ، ووجه المتعب وعلامات المرض بادية عليه ليعلن وبالحرف الواحد : ” إن القوات الأمنية كانت تنقصها الأسلحة والذخائر وقد تم نقل المشاة والمدرعات والدبابات إلى الأنبار ، وهرب من الخدمة 12 ألفاً غيرهم و لم تبق في الموصل أية دبابات، كما أن المدينة كانت تعاني نقص المدفعية، كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين ” ، ثم اضاف وهو يذرف الدموع ، حين سأل مقدم البرنامج انذاك نجم الربيعي من المسؤول عن كارثة الموصل اجاب الغراوي بعد ان مسح عينه اليمنى :” أن واحداً من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي بالانسحاب من الموصل هم:عبود قنبر أو علي غيدان أو المالكي نفسه الذي كان يوجّه كبار الضباط من بغداد”.
ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها ، كان الرد الذي تفضل به انذاك قائد القوات البرية علي غيدان الذي قال ولوكالة رويترز وبتاريخ 28 /12/ 2014 :” أن مهدي الغراوي مطلوب للقضاء وهارب من الجيش “.
واعود لحوار الغراوي ” الشيق ” فاكتشف ان الرجل يعاني من داء النسيان ، فبعد نصف ساعة من حواره مع مذيع الفرات ، ينسى انه اتهم الشرطة واهالي الموصل ليجيب على سؤال مكرر : من كان وراء سقوط الموصل لكن هذه المرة الاجابة ستكون طريفة وخفيفة ” الله اليدري ” ..بعدها بدقائق ياخذ نفساً عميقاً ، ليعلن ان السبب هو الفريق علي غيدان الذي كان وراء انسحاب القوات الامنية .
ثلاث روايات في حوار لم يتجاوز الساعة ، نسى فيه الغراوي انه اعلن لمراسل وكالة رويترز يوم 10/15/ 2014 ان المالكي والقيادة العامة للقوات المسلحة يتحملون مسؤولية ما جرى للموصل ..انذاك ظهر الفريق قاسم عطا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة ليقول وبالحرف الواحد ومن على قناة العراقية :” إن الغراوي قبل الآخرين جميعا… فشل في دوره كقائد.”
يريدونك ألا تسأل.. وألا تحاول أن تعرف.. وألا تصدق بيانات المنظمات الدولية، حول تورط هذا، وتواطؤ ذاك، ولا يريدون تقديم إجابات لأسئلتك.
قبل أعوام صفَّق البعض وهتف، وهو يستمع للسيد نوري المالكي يقول إن رؤوساً كبيرة ستتدحرج في قضية الموصل،ووعدنا في إحدى خطب الأربعاء”الحزينة”بـ”معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط في أحداث الموصل”ثم اكتشفنا أن الأمر مجرد كلام في كلام! لانه أخبرنا امس ان ” سقوط الموصل مؤامرة دولية أمبريالية ” .، واعتذر منكم لانني نسيت الماسونية التي لا تريد لنا ان ننعم بكهرباء مستقرة ، ولاتنسوا الصهيونية العالمية التي تعاونت مع القوى المدنية لتلفق لحجاجنا الافاضل ، حكايات وهمية عن سرقة ثروات العراق ، مثلما اخبرنا مشكورا فضيلة الشيخ ” المجاهد ” عامر الكفيشي .