هذا هو لسان حال تنظيم داعش الإرهابي الذي يشن هجوماً على المدنيين في أنحاء العالم ومنها العراق.. فالضحايا من المدنيين بلغ عشرات الآلاف خلال سنين ظهوره، وقبل ذلك التنظيمات الإرهابية التي اتخذت التكفير منهجاً والقتل سنة.. إنهم المدنيون في بغداد وكربلاء والمسيب وهيت، أو كابل أو مانشستر أو باريس.. انهم هدفه الإستراتيجي، فالغزوات التي تشن على المدنيين ناجحة مئة بالمئة، لأنهم عزل وماضون في قضاء حاجاتهم في مرائب السيارات والمطاعم والاسواق، فيتم غدرهم وبعثرة أشلائهم، فالضحايا موجودون عادة في الأسواق وفي المسارح وفي الملاعب الرياضية وفي انفاق المترو ومحطات القطارات وفي المزارات والمراقد المقدسة والمؤسسات الحكومية.. ويزداد عدد هؤلاء في المناسبات والاعياد، لذلك من السهل إستهدافهم وتحقيق “الإنتصار” عليهم..
إن سوداوية التنظيمات الإرهابية تجعلهم ينظرون إلى الحياة على أنها خراب، فلا يصح أن يبقى فيها بشر، او حجر على حجر.. وهم يسعون إلى تهديم بناء الله في الارض، ألا وهو الإنسان.. من هنا فإن “إنتصارات” داعش والقاعدة لا تُعد ولا تحصى بدءاً من أحداث 11 أيلول عام 2001وسقوط آلاف المدنيين، إلى أحداث الجزائر، إلى ميونخ وبروكسل وباريس وموسكو والعراق ولبنان وسوريا وتركيا وايران، فلا حدود امام الإرهاب، بل هم قتلة عبر الحدود، يعملون بنشاط في المناطق الرخوة. التفجيرات الأخيرة التي حدثت في بغداد وخاصةً التفجير الإجرامي في منطقة الكرادة أمام مثلجات الفقمة كانت الحصيلة رؤوس عدد كبير من الأطفال والنساء الذين حاولوا التنزه بعد الفطور وتناول المرطبات في ليلة رمضانية بهيجة.. فاطلق الدواعش عليها غزوة رمضان، ونفذها أحد مطايا الإنتحاريين، الذي كان صائماً عن كل شيء إلا القتل.. لأنه يجوز عندهم في الأشهر الحرم، إذا ما بادر العدو بالقتال، ام لم يبادر، وفعلاً بدأ أعداء داعش بالقتال عندما خرجوا للتسوق وتناول المرطبات واستلام رواتبهم، “فأستحقوا” القتل. تُذكرنا هذه الغزوة بغزوة رمضان من العام الماضي، عندما شن التنظيم الإجرامي هجومه الخسيس على المدنيين في الكرادة أيضاً، في مجمع للتسوق، كان الناس يتجمعون فيه لإقتناء ملابس العيد لأطفالهم، الذي لم يبق على حلوله سوى أيام، فذهب ضحايا تلك الغزوة اللئيمة أكثر من 200 شهيد جلهم من الاطفال والنساء.. ولأن داعش ماض في غزواته الرمضانية، فقد شن هجوماً واسعاً على المتقاعدين الذين تجمعوا صباحاً قرب دائرة التقاعد في كرخ بغداد قرب جسر الشهداء لاستلام رواتبهم، فأصبحوا متقاعدين شهداء.. أما داعش فقد رفع راياته السوداء إبتهاجاً “بالنصر”.. العراقيون كلهم اعداءُ داعش، فهم هدفه أينما كانوا، ألم يستهدفهم في هيت والرمادي والفلوجة وصلاح الدين والموصل في المناطق المحررة من المدينة؟.. وقبل ذلك في البصرة وكربلاء والنجف وميسان وذي قار وبابل وواسط وأربيل وكركوك، ومناطق مختلفة من العالم آخرها مانشستر وطهران، حتى أن دماء المدنيين سالت في كل مكان وتوحدت، وهي دليل على جرائم التنظيم، تقف غداً يوم الحساب شاهداً على المجرمين فيحكم الله وهو خير الحاكمين.
لقد رافق سوء العاقبة التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها لخسة أعمالها، فكان عاملاً لعزلها بصفتها مجموعات من المرتزقة والقتلة يجوبون الأرض ويقتلون الناس لبناء دولة الظلام .. خاب سعيهم.. وخاب سعي الداعمين لهم.
إن كل مدني سقط في العراق هو مقاتل مقدام تحدى داعش والتنظيمات التكفيرية لأنه لم يمتثل لأوامرهم بإيقاف الحياة، والتوقف عن كل شيء حتى العبادات، لأن الناس قُتلوا في المساجد والمراقد المقدسة، فكيف بمواكب الأعراس ومجموعات السبايا والأسرى، ومن يقول لداعش لا؟..أو يمتلك قلماً يصوب فوهته إلى صدور التنظيم ومرتزقته.