آمال المهاجرين .. تنهار في “جهنم” اليونانية

آمال المهاجرين .. تنهار في “جهنم” اليونانية

كتبت – آية حسين علي :

لم تنته معاناة اللاجئين الفارين إلى “اليونان” بما لاقوه من مآسي أثناء الرحلة والمسافات التي قطعوها من بلدانهم للوصول إلى أمل جديد في حياة أفضل وفرص عمل مناسبة، إذ تواصلت معاناتهم في مخيمات اللاجئين في البلد الأوروبي.

ويعيش مئات اللاجئين في مخيم “سودا” بجزيرة خيوس اليونانية أوضاعاً سيئة من الصعب تحملها.

ووصف تقرير مصور نشرته الجريدة اليونانية “بوليتكس خيوس” أوضاع المهاجرين في الجزيرة، بأنها شديدة الصعوبة.

كما صرح عدد من سكان المخيم يأن الحياة به تشبه الحياة في جهنم.

وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن واحداً من كل ثلاثة مهاجرين يعيشون في الجزيرة كانت له محاولة انتحار بسبب الاكتئاب والإحباط نتيجة ظروف المعيشة الصعبة.

ونُصبت عدد من الخيام تمتد حتى الساحل بجوار خطوط الصرف، وهو ما يظهر مشهداً صعباً يدل على ظروف سيئة، واضطر اللاجئون إلى التعايش مع الفئران الكثيرة التي تخرج من المواسير، وتتحرك على امتدادها وتدخل المنازل المصنوعة من القماش، بينما يقوم السكان بالطبخ في الهواء الطلق.

3500 لاجئ..

يعيش في الجزيرة أكثر من 3500 لاجئ، جاءوا من بلدان مختلفة، والعدد في تزايد نتيجة الشعور بفقدان الأمل في إمكانية الحصول على حق اللجوء في بلدان أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، وكثير من المهاجرين يطمحون في الانتقال إلى “البر اليوناني الرئيسي” الواقع في مواجهة جزر اليونان، حيث يقال إن الحياة هناك أفضل حالاً.

ووفقاً لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل 270 لاجئاً إلى اليونان خلال شهر شباط/فبراير الماضي، و800 آخرين في آذار/مارس السابق.

ومنذ عام 2015، تستقبل “جزيرة خيوس”، مثل باقي الجزر المطلة على بحر “إيجة”، أعداداً كبيرة من المهاجرين، وبها مخيمين للاجئين، هما: “فيال” الذي أقيم في الهواء الطلق، و”سودا” الذي تم إنشاؤه بعد تنظيم مظاهرات في المخيم الأول.

وتعتبر الأوضاع في “سودا” مقلقة للغاية، ورغم إصرار عدد من المنظمات غير الحكومية على الحاجة الملحة لإغلاقه إلا أنه لم يُغلق حتى الآن.

حالة سخط..

تزداد حالة السخط بين السكان المحليين من يوم لآخر، وتتعقد التوترات بينهم وبين المهاجرين شيئاً فشيئاً.

وأصبح كثير من سكان الجزيرة التي تطل على بحر “إيجة” يعتقدون أن السياح باتوا يتعرفون على الجزيرة من خلال الطابع الذي يرسمه المهاجرون فيها، ويرون أن أزمة اللاجئين ووصول آلاف المهاجرين إليها كارثة حقيقية أثرت فعلياً على السياحة بشكل سلبي.

تخوفات من زيادة عدد اللاجئين..

كانت السلطات بالجزيرة قد أعلنت في 9 آيار/مايو الماضي، عن إنشاء مركز جديد يستوعب ما بين 150 و200 شخص يخصص للمهاجرين الذين سيتم ترحيلهم إلى تركيا وفقاً للاتفاق الموقع بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في آذار/مارس عام 2016، والذي بموجبه تُرك آلاف اللاجئين في الجزر اليونانية لفترة انتظار طويلة بعدما تقطعت بهم السبل.

وتسبب هذا القرار في اندلاع احتجاجات نظمها السكان المحليين خوفاً من إقامة مخيم جديد يستقبل عدد كبير من اللاجئين الجدد، وبسبب وجود بعض التخوفات من أي رد فعل عنيف من قبل اللاجئين الذين يُرفض طلبات لجوئهم.

ويمكن للاجئ طلب اللجوء مرتين قبل ترحيله إلى تركيا.

وخلال هذا العام، وصلت أعداد كبيرة من اللاجئين إلى جزر بحر “إيجة” كثير منهم قادمين من بلدان مثل “باكستان والمغرب وأفغانستان وبنغلاديش”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة