الخليج قلب العالم ، وليس أوراسيا او اوربا او روسيا حسب نظرية ماكندر او غيره ممن جعلوا السيطرة على ارض هذا الاقليم او جوه مفتاحاً للسيطرة العالمية ، النظرة لم تعد تقتصر على اقليم او جو منطقة معينة بقدر ثروات هذه المنطقة ، فمنطقة الخليج منبع الثروات ومصدرها ، وليس هنالك مجنون يطمح لتعريض مصدر تمويله الى الخطر !
الخليج برميل بارود ولن يشعله احد ، فهو مطمع الجميع ولن يتردد احد في الحرب لأجل أطماعه ، وهو مفترق طرق الايديولوجيات وصراع الحضارات والمشاريع الاقليمية والعالمية ، الأمريكان وإسرائيل وأتباعهما في الخليج في معسكر ، وروسيا ودولة الولي الفقيه اضافة الى الطارئ على هذا المعسكر ( تركيا ) في معسكر مضاد ، والصراع الأزلي في المنطقة بين التطرفين الوهابي والاخواني ، والتطور الكبير الذي حصل بعد ساعات قليلة من بداية الأزمة اظهر خطورتها ومحوريتها بالنسبة للعالم .
هي حرب نفسية لكسر العظم ، ومحاولة تخفيض طموحات الامير الشاب الذي أخذ يأخذ دور السعودية تدريجياً ، والتنافس الكبير بينهما أدى الى خروج الاخير عن جادة السلوك السياسي والدبلوماسي الذي يفترض ان يسود في مثل هكذا أزمات ، وهذا دليل على الصراع النفسي الذي يعيشه ومحاولة لإثبات وجوده وان كان سيجعل منه خاسراً بشكل اكبر ، فهو يعاني من صراع داخلي على السلطة بين أولياء العهد وإخوتهم ، ومتورط في حرب خاسرة في اليمن وان ظهر غير ذلك ، ويعاني من تراجع اقتصادي ومديونية كبيرة ، ومضلل من قبل ترامب بأمكانية دعمه كما تم تضليل صدام حسين في اجتياحه للخليج ، اضافة الى الشعور بالخطر من الفراغ الناتج عن كل ما سبق من قبل قطر ، فهي محاولة لإعادة قطر الى حجمها التي يعتقد به ، ومنعها من ملئ هذا الفراغ الذي لم يعد بأستطاعته ملئه رغم جهوده !
ترامب يتعرض لضغوطات كبيرة من الكونغرس ومجلس الشيوخ ، اضافة الى شهادة كومي التاريخية ووصفه لترامب بالكاذب الكبير في مجموعة قضايا ، مما اجبر الاخير عن التراجع عن الكثير من المواقف والتصريحات التي اعلن عنها في تغريداته في تويتر ، اضافة الى دخول ايران بشكل قوي واتهامها للسعودية في احداث طهران ، وايضاً القوات التركية التي ان صح إرسالها الى قطر كل ذلك يجعل من صيف المنطقة ألهب مما هو عليه طبيعياً ! ، نظرة محايدة تبتعد عن الميول والأيديولوجيات والمعسكرات ستجد ان العالم غير مستعد للدخول في حرب عالمية ثالثة ، وان تميم سيخرج من هذه الأزمة بصورة اقوى مما سبق وسيستمر انكسار سلمان الذي تسبب له الزهايمر بمشكلة حقيقية في تقيمه لواقعه ! ، وان هذه الحادثة ستعيد ترتيب الأوليات في المنطقة وعدو الامس اصبح وليٌ حميم ! .