بعد أحداث العاشر من حزيران، عام 2014 عندما احتلت عصابات، “داعش” الإجرامية ثلث ارض العراق، واستباحت الحرمات، وهتكت الأعراض، ودمرت معالم البلاد، دل على أن هذه، ليست عصابات وليدة اللحظة، بل أثبتت أنها تمتلك ايديلوجيا إجرامية؛ هدفها تشويه الدين الإسلامي، وسبق وان شهد التاريخ الحديث، مثل هكذا أفكار ظلامية عندما اغتصب الكيان الصهيوني، دولة فلسطين، وفعل أشبه بما فعلته عصابات “داعش”.
بعد ساعات من سقوط الحدباء، بيد عصابات الفكر الصهيوني، أطلقت المرجعية المباركة فتوى “الجهاد الكفائي” التي انتشلت العراق، بل والمنطقة! من مستنقع الكفر، ولولا هذه الفتوى لسقطت دول بأكملها، وليس العراق وحسب.
أن تركيبة “داعش” وسيطرته على المدن وأفعاله، هل جائت من فراغ، ام انه أمر مدبر له مسبقا؟ حيث كانوا مهيئين، نفسيا وعقائدية، لمثل هكذا أفعال إجرامية، وهذه الجرائم قد ارتكبت في أواسط القرن الماضي، حيث الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتكاد تكون هي عينها أفعالهم الإجرامية بالأمس، في القدس الشريف، واليوم العراق، لكنهم قد اخطئوا الهدف هذه المرة.
بات العراق اليوم، البوابة الرئيسة في مواجه هجمات “داعش” وأصبح صمام أمان غالبية الدول، ببركة فتوى “الجهاد الكفائي” والتفاف الجماهيري، المطيعة لأوامر المرجعية، وهذه الالتفات لم يأتي من فراغ، بل هناك عدة عوامل، مهدت له.
الأمر الأول: القضية الحسينية، وامتداد تلك الجماهير ومرجعيته، للرسالة السماوية، وواقعه الطف التي رسمتها أرادة السماء، لتكون منهج لتلك الثلة الصالحة.
والأمر الثاني: هو انتظارهم، للإمام محمد بن الحسن المهدي، أرواحنا لمقدمه الفداء، والتهيؤ النفسي، والعقائدي لنصرة هكذا قضية إلهية، لمحاربة الكفر والطغيان بكل إشكاله وألوانه.
الآمر الثالث: هو وجود مرجعية رشيدة، متمثلة بالإمام السيد علي الحسيني السيستاني دام ضله الوارف، رغم الضغوط الشعبية، والإعلامية والسياسية، لإصدار فتوى جهاد، ضد الدخول الأمريكي الى العراق، وأرجعانا لزمن أبا الحسن الأصفهاني قدس سره بفتوى الجهاد ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، وأيضا كان له موقف من تفجير الإمامين، بحفظ دماء أهل العراق، حيث قضية سيطرة عصابات تكفيرية، لها امتداد صهيوني إجرامي، كادت أن تحرق البلاد والبلدان الأخرى، مسالة الوحدة الوطنية للعراق، اكبر وأسمى من قضية والمذهب والقومية ،وبهذه العوامل الثلاث دحرت عصابات الفكر التكفيري.