من الرياض وبحضور ترامب ، يعلن أن السعودية شكلت تحالفاً دعت إليه من تشاء من الدول واسمته “التحالف الإسلامي – الأمريكي ” لمحاربة الإرهاب” ، ولم تتخذ السعودية اي معيار لتشكيل هذا التحالف فقط أدعت إن التحالف يهدف الى محاربة الإرهاب، ولكن ما وراء هذا التحالف تقف أجندة مختلفة تبدأ بتكريس التفرقة والطائفية لهذه الأمة وهذه المنطقة، حيث من الواضح ان المستهدف “الحقيقي “بهذه التحالفات هو كل قوة إقليمية أو حركة مقاومة معادية للمشروع – الأمريكي الصهيوني في المنطقة ،فهذه القوى وتلك الحركات بدأت اليوم تحقق انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مشروع قذر “كان يستهدف تفكيك المنطقة جغرافياً وديمغرافياً وإعادة تركيبها بما يخدم مصالح المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة “.
وهنا يجب توضيح مسألة هامة بخصوص هذا التحالف سريع الولادة وقديم النشأة ،فهذا التحالف سريع الولادة يأتي كرد على قوى وحركات المقاومة في المنطقة، التي استطاعت خلال هذه المرحلة من الحرب عليها، أن تحتوي حرب أميركا وحلفائها “هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً ومسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة محور المقاومة بعد مراهنتهم على إسقاطه سريعاً”، فالقوى المتآمرة على محور المقاومة بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ هذا المحور قد حسم قرار النصر.
فـ المعطيات الحالية تجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على محور المقاومة على تغيير موقفها من اتجاهات ومسارات الحرب ،فنرى بعض الدول العربية والاقليمية والدولية الشريكة بالحرب على محور المقاومة بدأت التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة “الطائفية ” .
فـ الأوضاع الميدانية في سورية تسير بعكس عقارب المخطط الصهيو – أمريكي ـ فـ تقدم الجيش العربي السوري في شرق سورية والوصول للحدود العراقية ، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي تدور في ارياف حمص الشرقية وحماه الجنوبية الشرقية والرقة الغربية ،والعملية الاخيرة للجيش العربي السوري التي تستهدف الاطباق على باقي حصون المسلحين في درعا المدينة وريفيها الغربي والشرقي ،ما سيمهد الطريق مستقبلاً لتحرير ومسك للحدود الأردنية جنوباً ، وعلى محور الشرق تحرير ومسك الحدود العراقية ، وهذا بدوره سيفتح الطريق لاطلاق عملية كبرى بالمستقبل القريب لتحرير محافظة دير الزور.
والوضح اكثر هنا ، إنّ صمود سورية وبدعم من محور المقاومة ،هو الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية ومحور المقاومة بمجموعه والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.
ختاماً ، إن هذا التحالف الاسلامي – الأمريكي ،والاسلام والمسلميين بمعظمهم منه براء ،يثبت ان حرب أميركا وحلفائها على قوى المقاومة ما زالت مستمرة، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما يخسر محور المقاومة، ويدرك الأميركيون وحلفائهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها، حسب المشروع الأميركي.