18 نوفمبر، 2024 1:24 ص
Search
Close this search box.

إطلاق سراح دقدوق مصيدة أميركية لحكومة بغداد !

إطلاق سراح دقدوق مصيدة أميركية لحكومة بغداد !

من كان متبحرا بالشأن والسياسة الأميركية عليه أن يعرف إن أميركا دائما تستخدم مصائد لإيقاع أتباعها ثم تحاول ابتزازهم بطريقة ما أو الانقلاب عليهم حين تفكر بالانقلاب ، والتاريخ القريب كان واضحا حين أوعزت بطريقة ضمنية من خلال سفيرة أميركا في العراق بشان دخول القوات العراقية في الكويت إذ قالت السفيرة الاميركية في بغداد السيدة إبريل غلاسبي شخصيا للرئيس صدام في مقابلة أجرتها معه يوم 25/7/1990 )ليس لدينا أي رأي في النزاعات العربية ــ العربية مثل نزاعكم الحدودي مع الكويت( وكانت تعني كذبا من خلال هذا القول وبطريقة ضمنية إننا نسمح لك أن تغزو الكويت وفعلا فهم الرئيس صدام محتوى الكلمات وتقدم باتجاه الكويت متوقعا إن أميركا تسمح له بذلك ولكن المفاجأة كانت حين هجمت القوات الأميركية ومن معها على قطعاتنا في الكويت والبيان الذي أصدره صدام بصوته لحظة الهجوم الأميركي على القوات العراقية إذ قال ( قد غدر الغادرون ) ، واليوم تحاول أميركا الايقاع بالحكومة العراقية فهي من سلم دقدوق إلى القوات العراقية قبل مغادرتها الأراضي العراقية وهي تعلم أن دقدوق مسنود من إيران وحزب الله وتعلم أميركا أن القضاء العراقي ( اللا نزيه ) سوف يطلق سراح دقدوق بضغط من ساسة المنطقة الخضراء ، أميركا تعلم أنه متهم بقتل خمس جنود أمريكان وبنفس الوقت هي تعلم أن دقدوق هو طعم تحصل من وراءه على حجة منطقية في الانقلاب على حكومة بغداد ، فأميركا ليست غبية حتى تطلق سراح دقدوق وهو متهم بقتل جنودها ولكن تعلم جيدا إن دقدوق هو فرصة ومصيدة توقع المالكي ومن معه في شباكها وربما وصلت السفارة الأمريكية في بغداد إشارة من عملائها في بغداد بأن دقدوق قد غادر الأراضي العراقية وعاد إلى إيران أو إلى جنوب لبنان حيث ينتمي أو إن هنالك مفاوضات سرية ( عراقية ـ إيرانية ) بشان اطلاق دقدوق ليكون قائدا ميدانيا في سوريا يساند ويقود الشبيحة ولكن هنالك معلومة لا تعلم بها الحكومة العراقية إن دقدوق ربما قد تناول حبوب مسرطنة اشرفت عليها المخابرات الأميركية وهذه الحبوب فعاليتها لثلاث سنوات وسوف ينتهي بالموت البطيء بسبب اصابته بالسرطان وبنفس الوقت تخلصت القوات الأميركية من دقدوق بعد أن كان لها أفضل مصيدة توقع فيها حكومة بغداد .

مشكلة ساسة المنطقة الخضراء لا يقرؤون تاريخ السياسة الأميركية كما ينبغي لإنهم مشغولون بالسرقات وتنفيذ الأجندات الإيرانية بحذافيرها ، فالساسة كلهم يأخذون التعليمات من السفير الإيراني في بغداد ولا مجال للحياد عن تعليمات السفير قيد أنملة ومن يخالف مصيره واضح أما الموت تفجيرا أو طردا أو كشف السرقات فالكل متهم بالسرقات والفساد وطريقة عمل المخابرات الإيرانية يشابه لحد كبير عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي ( الموساد ) ويتلخص عمل هاتان الجهازان بأن يتم الاحتفاظ بملفات ادانة مع صورة وصوت وتسجيل مخفي لكل سياسي عراقي تكون بمثابة ورقة الجوكر في أي لحظة تُكشف إن شعروا أن هذا السياسي أراد أن يعلب بذيله حينها سيكون كالمحبس في أصبع المخابرات الإيرانية .

مساكين ساسة العراق فهم بين سندان المخابرات الإيرانية ومطرقة المخابرات الأميركية والكل لا يرحم والكل ينتظر لحظة مناسبة للانتقام من سياسي معين حتى وإن كان معهم فالعمل الاستخباري لا يفهم العلاقات الحميمة وحسن النيات وكل جهاز يحاول ابتزاز الساسة وساستنا مكشوفي العورات وما أكثر المتفرجين لهذه العورات وأفضل مشاهد يتلهف للتفرج هو (الإعلام ) ولهذا نرى أن بين فينة وأخرى تطفوا إلى العلن الفضائح وبطرق مختلفة كالسرقات والرشاوي والتجسس والعمالة وما إلى ذلك من رذائل ساسة المنطقة الخضراء وكل واحد منهم له يوم فالسياسي العراقي هو ملك ووقف للمخابرات الأميركية الإيرانية وهي من تتحكم بصعود فلان وهبوط علان ونحن مجرد مشاهدون نضحك على هذا ونسخر من الآخر ولسان حالنا يقول ( متى يأتي الفرج الرباني )

أحدث المقالات