15 نوفمبر، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

رسالة مفتوحة للوزير فرياد راوندزي

رسالة مفتوحة للوزير فرياد راوندزي

معالي الوزير فرياد رواندزي المحترم
بما انك ارتأيت نقل طلبي بالحصول على حقوقي الوظيفية كمهندس في وزارة الثقافة، التي كنت اعمل فيها منذ 24/8/1978 وحتى خروجي، وأسرتي من العراق في 14 تشرين الثاني العام 1995 وحقوقي التقاعدية كمهندس في الدولة العراقية ل 26 سنة إلى العلن بنشرك في يوميات صفحتي الفيسبوكية رسالة متشنجة قرأها أكثر من ألفي متابع على صفحتي، وانك قمت بحذفها لاحقاً وقمت بإرسالها كرسالة على الخاص لي.. فإني اعيد نشرها كصورة، لأنني في الحقيقة مللت من الوعود الكاذبة بعودتي المشرفة إلى الوطن وإلى وظيفتي وأهلي في العراق، وهذه هي وعودك لي قبل سنتين بعد أن قضيت في المنافي 21 عاماً ــ الرسالة موجودة كصورة مع مقالي الحالي عن وعدك لي بعودة مشرفة إلى الوطن مع رسالتك، وأجابتي عنها، ليقرأ اصدقائي الأدباء والفنانون العرب قبل العراقيين كيف يهان ويُذل الأديب والمهندس العراقي في العراق الديمقراطي الجديد … وكيف تكافأ من كان لها الجمال فقط ( أختصاصها الدقيق ملكة جمال العراق فقط ) ويتم توظيفها بلمح البصر كمستشارة في وزارة الثقافة ( بماذا سيتم استشارتها ؟ عن أدوات المكياج مثلاً ؟ أم عن ماذا ؟ والله لا اعرف جواباً، وربما الجواب عند الوزير فرياد راوندوزي، ووكيل الوزارة الأقدم فوزي الأتروشي .)
أمل من أهلنا العرب في كل الدول العربية الحفاظ على الدكتاتوريات في بلدانهم، فهي أفضل مئة مرة من حكم ديمقراطي يقوده الرعاع من مزوري الشهادات والآفاقين واللصوص باسم الديمقراطية، كما يحدث حالياً في العراق…
ولن أزيد ففي الزيادة كشف للمزيد عن غيظنا كعراقيين مثقفين، لما يعيشه أهلنا وبلدنا العراق من صنوف التدمير والتجويع والذل وسرقة الحقوق ..
الأن بعد نشر رسالتك المتشنجة يا معالي الوزير، لم تعد مسألة عودتي للوظيفة أو حصولي على تقاعدي، الذي استحقه كموظف سابق في الدولة العراقية قضيتي بل صارت قضية رأي عام تهم أخوتي جميعاً من الأدباء والفنانين والمفكرين والصحفيين في الصحافة الحرة، ومنظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي والعراق، ولا يهمني بعد اليوم أي جراء مجحف بحقي ..
فالله واحد وبعده الوطن، وهو العراق الواحد … وقد خسرنا شبابنا في المنافي، وخسرنا كل ما نخاف عليه، ولم يبق غير الرمق، وهذا من شان الله تعالى أن يشاء يجعله في عليين أو ان يبقيه في أجسادناعلى الأرض…
إجابتي عما نشرته معاليك البارحة، وحذفته حضرتك اليوم من يومياتي في الفيس، والذي تقول فيه بالحرف الواحد:
“الاخ فيصل المحترم
تحية طيبة
كتب حسب الله يحيى موضوعا في المدى يريد ان يحملني مسؤولية موضوعكم، من دون ان يعرف بانكم لستم موظفا في وزارة الثقافة وان ملفاتكم ضاعت كما قلت لي في امانة بغداد،ثم انا هاتفت السيدة امينة بغداد مرتين ومن ثم كتبت رسالة شخصية الى رئيس الوزراء اناشده بالتدخل وايجاد حل لمشكلتكم فوق كل هذا الان الوسط الثقافي وابطال الفيس الذين علقوا على الموضوع الذي قمتم بتاگه بصورة غريبة عني. كان من المفروض ان تكون انت احرص علي من الاخرين لا ان يتحول حسب الله الى حامي حمات الادباء والفقراء ونحن نتحول الى انسان لا رحمة في قلبه. انا قمت بواجبي لكني لست سوبر
مانأً لاحل هذه المشكلة التي الان امام رئيس الوزراء ، مع كل هذا انا استمر في المتابعة
رغم تخرصات حسب اللة
مع تقديري
فرياد”
وجوابي لرسالتك هو الآتي:
تحيات لك ومحبة عميقة لشخصك الكريم
عزيزي فرياد قرأت مقال أستاذنا الكاتب الكبير حسب الله يحيى، أنشره هنا ليطلع عليه القارىء الكريم:
“إلى أنظار وزير الثقافة والآثار العراقية فرياد راوندزي..
فيصل عبد الحسن.. محنة روائي وناقد ومهندس ضيّعه قومهُ بالغربة!
يثابر في عمله مثل بندول ساعة.. ويسابق الوقت لإنجازه التقني مهندساً يتقن التعامل مع نبض الضوء والظلام والأدوات الخشنة.. كأنما يريد أن يضيف إلى ساعات الدوام الرسمي ساعات أخر.
كان حريصاً على ادوات عمله، وينتمي إليها كما لو أنها هاجس في عقله وجهده وحبه لها لابوصفها مورد رزقه فحسب، وإنما لأن هذه الادوات كائنات حية، لابد أن يحسن التعامل معها حتى تحقق له مايطلبه منها بالسرعة والإتقان اللذين تتطلبهما طبيعة عمله.
كنت اراقبه، واضبط أوقاتي على دوامه، فيما كان هو يرقبني وزملائي في تحرير مجلات دار الشؤون الثقافية العامة.. يوم كان للثقافة عفتها ومجدها وألقها وموقفها وشخصيتها الوطنية، حيث تخبئ رأيها الحر تارة، وترمز إليه تارة أخرى، خشية الرصد والملاحقة والموت الزؤام.
كان يعمل بتفانٍ، ويقرأ بنهم ويكتب بتأنٍ ونباهة وحذر كذلك.. هذا هو (فيصل عبد الحسن).
يوماً ما افتقدناه، ويوماً آخر سألنا عنه.. وتعددت الإجابات حتى خلص إلينا نبأ رحيله خارج الوطن.
وانطفأت أخباره، ثم راحت تتأرجح بين الاستقرار والتنقل في مدن الغربة.. وكنا نعرف أنه لم يكن محباً لها ولا تواقاً إليها.. ولكن من فرط محبة الوطن.. عبأ الرجل رئتيه من نسائم الوطن ورحل، حتى لايدفع خسارة موقف ، ولا نبض حياة، ولا خذلان إرادة.
وبعد ماكان من مجهول عوالمه، ومحطات سفره التي لاتستقر على موطئ، فوجئنا به يكتب بغزارة هنا وهناك حتى تبيّنا أنه قد استقر في المغرب، وراح يصدر رواياته وكتاباته النقدية في بلدان عربية عدّة.. وباتت (40) عاماً من الكتابة تعطي ثماراً رائعة كأنما يثأر من زمن غادر، ومن غربة حتمها واقع مّر، وراح يسابق الزمن من خلال مؤلفات جادة ومختلفة تقع في صلب الفن الروائي وهو الأكثر غزارة وفي الكتابات النقدية والسير والرحلات.. وكلها تنم عن وعي معرفي وطاقة تعبيرية فذة.
كنا حسدناه على خلاصه من قبضة الجلاد، فيما كان يحسدنا على صبرنا على الأذى في الداخل ..
وعندما احتبس الحنين إلى العراق، عاد إليه وفيه من الآمال الكبار الشيء الكثير، ومن حق سلب منه؛ عودة ميمونة تبارك آماله وامتحان محنته.
وفوجئنا بوجوده في اتحاد الأدباء وشارع المتنبي، وفيه من ثقل الهموم مايصعب حمله، ومن خيبة الرجاء مايرثى له .
لم يكن فيصل عبد الحسن كثير الشكوى، مع علمنا أن غربته لم تكن سهلة ولاعابرة في حياته، بدليل حديثه الجريح عنها في سائر كتاباته.. وفي علمنا نحن الذين على تماس معه، معاناته مع ولد معاق، يحمله معه في حلّه وترحاله، وثقل وجوده وأوجاعه.
فيصل عبد الحسن.. عاد إلى عشه البكر في وزارة الثقافة وسأل عن وجوده في ملفاتها.. فوجدهم قد أضاعوا اسمه من السجلات، وغيبّوا حضوره، وامتد صبره في مراجعات لم يحصد منها إلا الخيبات.. ملف ضائع، وعودة إلى الوظيفة غير ميسور، وتقاعد لايعد إلا بالعقوق والجحود واللا جدوى ومن ثم إلزامه على العيش حد الكفاف في غربة ثقيلة مع ولد معاق وزوجة مهمومة.
فيصل عبد الحسن عاد إلى غربته وهو يتنفس العراق، مع غياب حقه في التمتع بهذه الأنفاس التي يعيش من اجلها. ومع ذلك يصر أن هناك من سوف ينصفه وينظر في أمره ويعلق وجوده بآمال قد يلتفت إليها وزير جاء من بيدر الكلمات، وبالتالي سوف يحس ويدرك أن فيصل عبد الحسن جدير بأن يحيا إنساناً ومبدعاً.. ومن ثم يكون السيد الوزير فرياد راوندزي، قد أطلق للكلمات أجنحتها واعطاها حقها في الوجود والعيش في وطن يحتاج إلى فيصل عبد الحسن وأمثاله في عراق يعاد فيه بناء الإنسان أولاً، ومن ثم العمران ثانياً، وهو يترقب التفاته من به قدر من المسؤولية، ونبع من الإنسانية. ”
وقد قرأت المقال عدة مرات، ولم أجد فيه ما يمسك شخصياً او يمس وزارة الثقافة، ولكن الرأي العام فيه يقول أن وزارة الثقافة ووزيرها مسؤول أدبياً وإنسانياً عن كل مثقف وأديب عراقي في داخل الحدود الأقليمية للعراق أو خارجه …
وكل ما يمس هذا الأديب العراقي أو ذاك الكاتب خارج العراق أو داخله فهو ألم يمس قلب وزير ثقافة البلد قبل غيره .. والأخ الكاتب حسب الله يحيى استنهض فيك غيرتك كونك من أهل بيدر الكتابة، وقد عرفناك قبل التوزير كاتباً شجاعاً ورئيس تحرير جريدة متميزة كنا ننشر بها جميعاً، ونعجب بخطها التحريري جميعاً ..
في الحقيقة لو راجعت مقالته لوجدت انه خاطب فيكم هذا التاريخ الطويل من الوقوف إلى جانب الحق .. وبالنسبة لقضيتي فهي لغرابتها صارت على لسان كل أديب وصحفي عراقي يعرفني أو لا يعرفني، انا مهندس أديب تعرضت لظلم كبير في العهد السابق من قبل إبن خالة رئيس النظام السابق صدام حسين ــ العقيد أركان ــ تم تعيينه كمدير إدارة عسكري في إدارة وزارة الثقافة، التي كنت موظفاً فيها، إذ اعتبرني اديباً متمرداً على النظام السابق ولا أطيع أوامره، فنكل بي بتنسيبي إلى مديرية المجاري في أمانة بغداد، لغرض أهانتي، بعمل غير عملي الفني والثقافي، واتضح بعد مراجعات عديدة لأمانة العاصمة هذا العام 2017 أن موضوعي كان تنسيباً إلى مديرية المجاري وليس نقلاً من وزارة الثقافة إلى أمانة بغداد، بناء على كتاب وزارة التخطيط في 2/3/2017 إلى امانة بغداد وأن مقر عملي هو في دار الحرية للطباعة التابعة لوازرة الاعلام، وقد ارسلت لك في بريدك الخاص كل الكتب التي تؤيد قولي هذا، وبأمكان وزارة الثقافة الكتابة إلى وزارة التخطيط، وتطلب معلومات الميكروفيلم المفصلة الخاص بتاريخ تعييني، وكوني مستمراً على العمل في وزارة الثقافة بدار الحرية للطباعة سابقاً …
أستاذي العزيز فرياد راوندزي، ما ان حططت الرحال في بغداد العامرة بداية العام الحالي 2017حتى قصدتك في وزارة الثقافة واستقبلتني حضرتك بالودوالكرم المعروفين عنك … واخبرتني انك ستواكب مراجعاتي لأمانة بغداد، وكنت أزودك بالتفاصيل من خلال الرسائل النصية وإيميلك الخاص، عن عدم وجود ملف لي وأصف لك كيف (رقصوني على الوحدة ونص) في مديرية المجاري، بامانة العاصمة، ولكن هذا جعلك تكتب لي (ان العين بصيرة واليد قصيرة)
وتوسلت بك أن تجد لي عملاً حتى لو بعقد مؤقت في أي مكان تشاء لكي اعيل زوجتي وأبني اللذين اصطحبتهما معي لأغطي مصاريف وجودنا بالعراق على الأقل، ولكنك لم تجب على استغاثاتي المتكررة، ولكي لا أبقى أتسول أنا وعائلتي في بغداد أضطررنا للعودة إلى المغرب في الأقل نعرف في هذا البلد بعد أن عشنا فيه 21 سنة من الغربة كيف ندبر خبزنا اليومي وسكننا..
عموما معالي الوزير مسألتي مسألة إنسانية ولا اعتقد أن بلدنا العراق في صراعه الحالي مع الأرهاب لا يحتاج عودة مهندس أستشاري له الخبرة والدراية لتشغيل وإدارة منشآت كاملة .. أو هو في الأقل ليس بحاجة ” إلى أديب أو قل معلم فقط يعلم الأطفال لغتهم العربية الجميلة، وهو له أكثر من ثلاثين مؤلفاً أدبياً وثقافياً وفكرياً، وله مئات من المقالات المنشورة في كبرى المجلات الثقافية المحكمة ؟؟؟
إن كان الوطن لا يحتاجني، فانا وعائلتي نحتاج لهذا الوطن، ونحّن للعيش فيه، ولكن ليس كمتسولين بل كبشر وأن احصل على تقاعدي الذي استحقه عن خدمة للدولة العراقية بحدود 21 عاماً في الوظائف العامة التي خدمنا فيها بالحر، والبرد وفي جبهات القتال..
أخيرا محبتي وأرجو التوفيق لك، ولملكة جمال العراق السيدة فيان سليماني التي تم تعيينها في وزارة الثقافة مؤخراً براتب مجز كمستشارة ( لأنَّ أختصاصها الدقيق: ملكة جمال فقط !!!) وفي كل الاحوال يبدو أن العراقيين لا يحتاجون المهندسين ولا المدرسين ولا المعلمين ولا التقنيين، وهم بحاجة ماسة فقط لملكة جمال، عسى أن يغير الجمال شيئاً من حياة العراقيين البغيضة .. وجلساتهم المملة في مكاتب الوزارة، وتضيف عليها طابعاً رومانسياً وجواً سحرياً رومانتيكياً، فالجمال يبقى هو الجمال: السيد الأول في نفوس من لم يروا الجمال، ولم يقتربوا منه في حياة شظفهم السابقة.

1

أحدث المقالات

أحدث المقالات