18 نوفمبر، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

البرزاني وأوغلو وأحتراف ألاخطاء بالجملة

البرزاني وأوغلو وأحتراف ألاخطاء بالجملة

أظهرت ألازمة التي تمر بها المنطقة أن هناك من يحترف ممارسة ألاخطاء بالجملة , وسنسلط الضوء على نموذج من تلك ألاخطاء من خلال زيارة السيد داود أوغلو وزير خارجية تركيا للسيد مسعود البرزاني في أربيل ومن ثم قيام السيد أوغلو بزيارة كركوك المدينة العراقية التي تضم التركمان وألاكراد والعرب , والتي يعتبرها مسعود البرزاني هي قدس ألاكراد في مغالطة شعارات واضحة لآنه أي السيد مسعود البرزاني يقيم علاقات مع أسرائيل وهو يتنصل عن مقولة الصراع العربي ألاسرائيلي ويعتبر نفسه وألاكراد غير معنيين بها ؟
تسهيل البرزاني زيارة داود أوغلو وزيرخارجية تركيا الى كركوك تعتبر خرقا مزدوجا تمثل في كل من :-
1-  المخالفة الدستورية بأستفبال وزير خارجية دولة أجنبية دون علم الحكومة الفدرالية لآن السياسة والعلاقات الخارجية هي من مهمات ومسؤوليات الحكومة الفدرالية ووزارة خارجيتها
2-  قيام أعضاء من مجلس محافظة كركوك بأستقبال وزير خارجية تركيا دون التنسيق مع الحكومة المركزية هو ألاخر خرق دستوري وتجاوز على صلاحيات الحكومة المركزية وأظهار عدم الحرص على الموقف الوطني .
3-  قيام وزير خارجية تركيا داود أوغلو بزيارة مدينة كركوك قادما من أربيل دون أخذ موافقة الحكومة المركزية من خلال وزارة الخارجية العراقية هو تدخل في الشؤون الداخلية العراقية من خلال قيام بعض أعضاء الجبهة التركمانية بالترحيب به , وهو خرق دبلوماسي معيب ليس له مبرر سوى أثارة مزيد من التوتر على العلاقات التركية العراقية التي تعاني من مشاكل كثيرة نتيجة تصريحات متشتجة سابقة قام بها كل من أوردغان رئيس الحكومة التركية ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو .
4-  والسيد مسعود البرزاني يقوم بشكل متعمد على أستفزاز الحكومة الفدرالية بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي وأذا كان السيد مسعود البرزاني يطيب له أن يصرح علنا بأنه فقد الثقة بالسيد نوري المالكي رئيس الحكومة الفدرالية منذ 2008 فكيف يوازن بين تصريحه هذا وبين توقيع أتفاق أربيل الذي جمع كل ألاطراف بما فيهم رئيس الحكومة نوري المالكي عام 2010 ؟
5-  وللسيد مسعود البرزاني مخالفات دستورية متكررة على الشكل ألاتي :-
أ‌-  فرض مدة ألاقامة والكفالة على المواطنين العراقيين الى مدن أقليم كردستان وهذا مخالف للمادة رقم 23 ثالثا والمادة رقم 24 من الدستور العراقي
ب‌- ألاستئثار بموارد المنافذ الحدودية في ألاقليم
ت‌- السماح لناشطين ومستثمرين أسرائيلين من التواجد في ألاقليم
ث‌- ألاستفراد بأدارة مطار أربيل والسليمانية دون التنسيق مع الحكومة الفدرالية ووزارة النقل ألاتحادية
ج‌- أستقبال المطلوبين قضائيا للقضاء الفدرالي
ح‌- أستقبال أصحاب المواقف السلبية من الحكومة المركزية
خ‌- أستقبال شخصيات أجنبية لها وضع غير مستقر في بلدانها دون علم الحكومة المركزية مثل : سمير جعجع اللبناني المدان بقتل رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان ألاسبق وأستقبال وليد جنبلاط وأخيرا أستقبال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني المعارض للنظام السوري دون علم الحكومة الفدرالية
د‌-    عقد مؤتمر للمعارضة الكردية السورية في أربيل دون علم الحكومة الفدرالية
ذ‌-    أعتراضه على تجهيز الجيش العراقي بطائرات الفانتوم المتطورة ؟
ر‌-  سعيه للحصول على أسلحة ثقيلة للبيشمركة الكردية
ز‌-  تعمده تهريب النفط من منفذ حاج عمران دون علم الحكومة المركزية
س‌-  فتح قنصليات كردية في الخارج
ش‌-الموافقة على فتح قنصليات أجنبية في أربيل دون علم الحكومة الفدرالية
ص‌-ألاصرار على أخذ نسبة 17|0 من الموازنة العامة مستغلا ظروف الكتل المشاركة في الحكومة بطريقة أستفزازية في حين أن موازنة ألاقليم لاتتعدى نسبة 5و12 |0 حسب تعداد السكان طبقا للبطاقة التموينية
ض‌- ألاصرار على أخذ رواتب البيشمركة من الحكومة المركزية
ط‌- دعوته الى ألاستفتاء في ألاقليم من أجل ألانفصال ؟
هذه هي أخطاء السيد مسعود البرزاني نتيجة المخالفة المستمرة للدستور العراقي , واليوم عندما يستقبل السيد داود أوغلو دون علم الحكومة الفدرالية ودون التنسيق معها ويسهل زيارته الى مدينة كركوك , أنما يكون قد صب الزيت على النار كما يقال , وأصبح وسيلة وأداة من أدوات أشعال المنطقة الملتهبة , ورسالته الى الرئيس السوري بشار ألاسد ماهي ألا عبارة عن ألاستمرار في أحتراف الخطأ الذي يجمعه مع محترف ألاخطاء التركية ضد كل من العراق وسورية مع رئيس حكومته رجب طيب أوردغان الذي أصبح هو ألاخر أداة بيد أمريكا وأسرائيل وأنظمة التبعية العربية التي أغدقت عليه بالمال ودغدغت مشاعره بدور سلطاني جديد من خلال محاولة أسقاط بشار ألاسد في سورية , وألالتفاف على الحكومة العراقية من خلال زيادة مشاكلها المخطط لها أمريكيا بطريقة تحتوي على الكثير من الدهاء والمكر ؟
والسيد داود أوغلو هو ألاخر أصبح في نظر الشارع التركي وأحزاب المعارضة التركية من هواة ألاخطاء بالجملة من خلال التورط بالحدث السوري الذي تصوره عبارة عن نزهة لمدة ثلاثة أشهر تجلب لهم المال وألاعوان الجدد من السلفيين والطامعين بالسلطة في سورية وتحقق لهم دورا طالما حلموا به على الطريقة العثمانية السلطانية في العالم العربي ليستدروا بعد ذلك رضا أمريكا وألآوربيين ومعهم أسرائيل التي تبحث عن أمن لن يتحقق لها في المنطقة وألايام حبلى بألاحداث التي ستجعل السحر ينقلب على الساحر , فلقد عرف العراقيون والسوريون , أن المرتزقة لايحققون الثورة , وأن الطائفية والعنصرية لاتنتج أستقرارا ولا وئاما بين الناس , وأن التخريب لايبني وطنا , وأن صناعة الخوف والرعب لاتفتح قلوب الناس , وأن ألاعتداء على المقدسات كما حدث لقبة ألامامين العسكريين في العراق ومقام السيدة زينب في سورية هو همجية تضاف لهمجية القرون الوسطى , وأن ألاعتداء على المساجد والكنائس كما حدث في بغداد والموصل وكركوك والبصرة  وفي دمشق ودير الزور ودرعا وحلب وحمص وحماة هو سلوك غير متحضر وعدواني تكفيري ليس له حاضنة في كل ألاعراف المجتمعية , وسيندم السيد البرزاني ومعه داود أوغلو لآنهم تخلوا عن طريق الصواب , وتعمدوا النهج الذي يقلب الحقائق , ويزيف الواقع , ليخدع ولو لحين بعض الناس ؟

* رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات