في ايام الحرب الباردة كانوا يقولون ؛ أن التوازن النووي بين أمريكا والسوفيت؛ وراء استقرار العالم ؛ وأنهار السوفيت؛ واحتفظت روسيا بالقوة النووية نفسها ؛ولكن في الحقيقة ؛ ماكان ذلك الزمان عالم مستقر؛ وكان يحصل كثير من المأساة و(خراب بيوت) الشعوب ؛حيث كان يحصل (الخراب) نيابة عن (القوتين المتوازنتين)؛ فعددكبير من البشر سقط في الحروب بالوكالة بين أمريكا والسوفيت؛ودارت معظم هذه الحروب في أماكن نائية وبعيدة للشعوب المتخلفة والفقيرة والاوطان الغالية وأراضي خصبة…
والغريب او (عمق المأساة) أن من كان يحارب نيابة عن الزعماء (جنة الاشتراكية) ؛مخدوعين اذ يعتقدون أن هؤلاء القادة الاشاوس (جالسين على عرش موسكو) ‘ يمهدون أمامهم الطريق للدخول اليها ؛ومن كان يحارب نيابتا عن (جنة الانفتاح من صنع امريكا) يعتقدون أنه وبمجرد (سقوط وحش الحكم الشمولي) يرون ؛كل الطرق أمامهم سالكه لفعل مايريدون وحسب ما يطمحون ولكن كانت نتائج الصراع في الاماكن جرى فيها الحرب بالنيابه؛تنتج صورة واحدة وهي: منتصرين لنموذج الاشتراكية يوزعون الفقر بالتساوي على أبناء بلدتهم وجالسين على الكرسي يشبعون لحد التخمة ومايزيد يصرف لتقديم الولاء الى (جنة موسكو)الحمراء ؛وماكان نتيجة منتصري (جنة الانفتاح) بالعكس ؛ بل متطابق تمامآ؛منتصرين المحررين ينهبون وقاعدة الشعب المضحي باسم الحرية يتسولون ويدافع عنهم (منظمات المجتمع المدني – عدد غير قليل منها من الصناعة الامريكية…!)ولا مجيب..وبعد انتهاء الحرب الباردة هاهي ..الدنيا أمامنا أكثر خطورة من قبل ومصادر التهديد كثيرة وغامضة وغير متوقعة..
وأنا أتحدث بهذا الموضوع لرجل وقور ذوتجارب غنية عن ما حدث للاجيال الذي عايشه ؛ تبسم وقال : أسمع هذه الحكاية( كان يامكان ؛ في قديم الزمان كانت هناك قريتان متقابلتان يفصل بينهما نهر هادىء الجريان موزع الخيرات لقريتين بالتساوي؛ ولنقترب من مضمون مقدمة كلامي ؛ اسمي القرية في الجهة الشرقية للنهر ب – الحمراء – والجهة الثانية ب –الصفراء – وأهل القرية الشرقية كانوا يعانون الامرين من الظلم المختارلهم ؛ وهم في هذا الحال يسمعون أخبار طيبة عن مختار القرية للضفة الاخرى.. يسمعون أنه يتعامل مع الرعية بالعدل والاحسان ؛ومع الايام وتشديد ظلم المختار للقرية الشرقية؛اجتمع الناس في احد الليالي سرآ للبحث عن طريق الخلاص وآختاروا ؛ طريق – الورطة !– حيث قرروا الهجرة الى قرية الضفة الاخرى المشهورة بحرية اهلها وعدالة مختارها؛فارسلو مندوب منهم الى هناك للاستفسار عن قبول آو رفض طلبهم؛ فجاء الجواب بالترحيب ؛ وعند تحديد موعد الهجرة ؛ بدأت الناس بالعبور الى الضفة الاخرى على شكل مجاميع حيث أبلغوا بان المختار يلتقيهم في قاعة البلدية للقرية؛تجمع اهل القرية الشرقية الحمراءفي القاعة بانتضار حضور المختار ؛ لم يطول الانتضار وحضر المختار وتوجه الى المنصة لابسآ الملابس التقليدية لاهل القرية الصفراء وفاجاء اهل القرية المهاجرة أن المختار هنا وهو بالملابس الصفراء هو نفس المختار الظالم لقريتهم وهو بالملابس الحمراء ؛ رحب بيهم المختار وهو أصفر ….! وهم شعرو بالندم بالون الاحمر…!)
هناك مثل باللغةالكوردية يقول(عندما تشعر بالحكة في رأسك ؛ ولم تستعمل يدك لتخلص من الحكة..وسمحت آو اعتمدت على الاخرين لخلاصك ؛توقع جرح رأسك بل حتى سرقته…! )
العالم والقوى الكبرى..! متعدد آو القطب الواحد وتوابع هذا القطب المهيمن ؛ مهمتهم البحث عن نقاط الضعف في زاوية العالم الطامعين فيها وبالجوء الى الوعود البراقة يحركون (مندوبيهم) ؛ ليكون أداتهم للهيمنه ؛ وبقراءه دقيقة لحقبة الحرب الباردة ؛ أيام صراع الشرق والغرب (أمريكي –سوفيتي) لانرى من أنتصر للارادة السوفيتية استفادة شعبه من الجنة الاشتراكية؛والضفة الاخرى الغرب وامريكا ؛ اينما انتصر مندوبيهم لم يحصل شعوبهم الا على الميوعة والتفكيك الاجتماعي ؛ وحال العالم في ظل القطب الواحد هو عالم التجارةالحرة لا ارادة الوطنية فيها كلام. والاسواق المفتوحة ليس فيها للشعوب الفقيره طعام…!واذ بحثت عن من فرض ارادته الوطنية ؛؛ أنه يعاني من خلق المشاكل له …وبشكل الصراع المستمر..!
وآلان أريد اختتام حديثى برواية حادثة اخرى؛( ذات صلة) ‘ كما يقولون في النشرات الاخبارية الان؛ لعلة يجذب نظرنا لطريق الوسط نرى منه النور في نهاية النفق ؛ والرواية هي الآتي: ( في آواسط الستينات القرن الماضي شاهدت فليمآ سينمائيآ سوفيتيآ ظهر انه من ابداع مخرج ذكي آراد أن يقول أكثر من شيء واحد من خلاله؛كان الفلم يتحدث عن طرائف يحصل في حياة –لص- ينتهي بسرقته لسيارة – فولكا – وعن طريق وسيط يبحث عن من يشتري منه السيارة المسروقة؛ وبعد ابلاغه من قبل الوسيط بمكان وزمان لقاء المشتري ؛ يظهر فى الفلم بالمشهد الاخير ؛ أختارالمخرج مكان ذا دلالة ؛ تلة خضراء في قمتها شجرة ضخمه ذات الظل الوافر ؛ والسيارة متوقفه تحت الشجرة ولص يتحرك بقلق ملتفآ لكل الجهات الى آن يتوقف فاجاةا عندما يرى من بعيد رجلآ ياتي نحوه ؛ وهو يتوقف عن الذهاب والاياب الى أن يقترب الرجل وهو – قس – وبملابسه الرسميه وبيده العصى الرعوية ويحي السارق وهو يقف بذهول والخوف ولاينظر الى وجه القس احترامآ ويرد على سلامه ؛ ويذهب الرجل باتجاه السيارة ويدور حولها والسارق لايزال في الحيرة والقلق..! وبعد معاينة السيارة يقف امام السارق ويقول له أن السيارة جيدة وحسب ما وصفها له الوسيط ويمد القس يده في جيبه ويخرج رزمة من النقود ويمد يده الى الحرامي ويقول هذا حقك سلمني مفتاح السيارة …ولايزال الرجل في الحيرة والتوتر؛ ولكن يستسلم امام حقيقة الموقف ويعطي مفتاح السيارة للقس ويستلم المبلغ..يتجة القس نحو السيارة والحرامي يتحرك لترك المكان ؛ بعده بخطوتين آوثلاثة يرجع ويقترب من القس وهو منشغل بفتح باب السياره ؛ يقول له الحرامي:
_ يا أبانا ؛هل صحيح اذا أعترف احد أمامكم بذنب تنصحونه وتحفظون سره..؟
_ نعم صحيح ياابني…
_ اذآ يا أبانا أن السيارة التي بعتها لك ليس ملكي بل سرقتها…
وينقل المخرج الكاميرة الى وجه القس وهو في حالة من التفكير وبعد لحضات يقترب من الحرامي ويضع يده على كتفه وهو يقول له بكل الهدوء:
_ لاتحزن ياولدي أنا أيضأ سرقت الملبغ لشراء السيارة من صندوق التبرعات للايتام في كنيسة القرية….!
ويبتعد الكاميرا ليظهر الرجلين احدهم مقابل الاخر وبعده ارتفاع صوت موسيقا تصويرية يقترب الاثنان ويحتضن بعضهما البعض ويرتفع صوت ضحكهما وتملي صورة الرجلين والشجرة والتل الشاشة وينتهي الفلم…)
أملي أن وصلت الصورة الحكايتين الى القاريء الكريم…هل أنا أدعو الى التشأئم..؟ كلا لنرى فسحة واسعة للحلم على امل أن تكون الدنيا بخير…والله أعلم