15 نوفمبر، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

بني عثمان وبناء ديكتاتورية جديدة !

بني عثمان وبناء ديكتاتورية جديدة !

كل بداية لها نهاية، والنزول أسرع من الصعود، لو كان المثل يُضْرَب على صعود السلّم، وهذا ملموس في تاريخ الدول وبالخصوص العربية منها، والعبرة لمن إعتبر، بالأمس القريب كانت هنالك حكومات في المنطقة العربية مسيطرة على الوضع، وشرارة سقوط تلك الأنظمة، مواطن تونسي أحرق نفسه إحتجاجاً ضد الظلم، إمتدت النار كما لو أنها قنبلة موقوتة، لتسقط أنظمة وتأتي أخرى، وبالطبع هذا التيار الجارف بخروج الشعوب للشارع، لم يأت من فراغ، بل هنالك أنظمة مخططة ومهيأة للأمر، إضافة للتمويل المادي الكبير، الذي يغذي معظم التظاهرات، وأذكر بالخصوص ليبيا، التي كانت لا تشكو من الحكومة مقارنة بباقي الدول، التي حدثت بها تلك التظاهرات، وأطلق عليها بالربيع العربي .

إسقاط القذافي كانت بتمويل قطري مئة بالمئة، وتلك الدولة التي تبعد أميال كثيرة عن قطر، ولم تكن تجاور الجماهيرية إلا الصحراء ودول المغرب العربي، وتركيا كانت فلك المحطات، ولاعبة أساس في كل ما يجري، وإشراك المرتزقة الذين ساعدتهم الدول الغربية، التي كانت بالأمس ترتبط بتجارة وعلاقات كبيرة مع ليبيا، إنقلبت بقدرة قادر مئة وثمانون درجة، لتساهم بدرجة كبيرة في إسقاط النظام الليبي وكيف كانت الأقمار الصناعية تتابع القذافي، حتى مقتله على أيدي أولئك المرتزقة، إضافة للطائرات الحربية، التي ساهمت بشكل كبير، مع تعتيم للإعلام الغربي، لئلا ينكشف الزيف الذي أوهموا به العالم .

تركيا تلك الدولة المتمسكنة، والتي أظهرت مخالبها في الفترة الأخيرة لتزداد غيّاً، بعدما كانت تعمل بالخفاء بتمويل من دول الخليج، ومباركة دولة العداء لكل المسلمين بالعالم بالعموم وللشيعة بالخصوص، فكانت تلعب دور العراب بكل ما يجري، وصلت الوقاحة بأردوغان العمل بالعلن! ولا يخفى شيئا ولو لم تكن تركيا تحوي القاعدة الأمريكية، وتنال حمايتها، ومقر الناتو وحمايته، لما تجرأت، وإلا ماذا تفعل قوات عسكرية تركية داخل حدود دولة أخرى؟ حتى وإن كانت فيها أحداث حرب أو شغب! ولا نريد الخوض في الماضي، عندما إبتلعت تركيا لواء الإسكندرون السوري بمساعدة الإستعمار، ولم يحرك العالم والعرب ساكناً، لانها بعلمهم سيما اليوم الأجواء مهيأة للاستعمار الجديد، المتمثل بالعصابات التكفيرية، وأحلام دولة إسرائيل الكبرى .

كثيرون ممن يغفلون الدور السعودي في تمويل كل الإرهاب بالعالم، بتخطيط أمريكا وإسرائيل والذيل المُلاحق لأمريكا “بريطانيا” مُستعمرة الشعوب، وهذه الأموال المتدفقة لو تم إستثمارها في كيفية بناء وتأهيل الدول الفقيرة، مثل الصومال وجيبوتي وباقي الدول التي تعاني العوز والفقر والجوع والحرمان، لكان افضل، ولنالوا بها رضا الباري، ثم الى متى تبقى هذه العائلة الفاسدة مسيطرة على مقدرات أبناء نجد والحجاز، والتبذير باموالهم لقتل النفس التي حرم رب العزة والجلالة قتلها! وهل سينتفض الشعب يوما ويقتلعهم من جذورهم لنرتاح من شرهم .

اليوم بعد الإنقلاب السياسي المفاجيء، وعزل قطر عن العالم، بفضل زيارة ترامب الأخيرة، الذي قبض الثمن مقدما، لقاء السكوت والمساعدة! وهو الذي كان يتهدد أيام الإنتخابات، وقانون جاستا الذي سيُفرِغْ الخزانة السعودية، وهي التي تصدر أحد عشر مليون برميل يومياً بالعلن، والباري يعلم كم تصدر بالسر! لقاء إبقاء الأسعار العالمية منخفضة، ينتفض أردوغان ويعلن عن إرسال قوات مساندة لدولة قطر، بعدما أُعلن عنها أنها تغذي الإرهاب بالعالم، وهذا كان متوقعاً لأنهم من نفس السنخية فهل سنرى قطر محتلة من قبل العثمانيين، وهم الذين لديهم قاعدة السيلية! التي يحتمون بها ويعتبرون أنفسهم فوق المستويات، والأمر الأدهى هو السكوت الإسرائيلي بعد كل التعاون المعلن بينهم الذي تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات